19-أبريل-2023
Getty

شهدت السودان عشرات محاولات الانقلاب عبر تاريخها الحديث (Getty)

تستمر الاشتباكات في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الخامس على التوالي، وفيما تفشل أي هدنة بالصمود أمام رصاص العسكر حتى الآن. وتأتي اشتباكات السودان، ضمن تاريخ طويل وشائك، من التمردات والانقلابات في البلاد منذ استقلالها عن الاستعمار البريطاني في عام 1956. وهنا نستعرض أبرز الانقلابات والصدامات المسلحة في السودان.

https://t.me/ultrasudan

  • انقلاب 1957

قاد الانقلاب مجموعة من ضباط الجيش بقيادة إسماعيل كبيدة ضد أول حكومة وطنية ديمقراطية بعد الاستقلال برئاسة الزعيم إسماعيل الأزهري، لكن المحاولة باءت بالفشل.

  • انقلاب 1958

لم يمر عام على فشل أول محاولة انقلاب، حتى وقع انقلاب آخر في تشرين الثاني/نوفمبر 1958،  بقيادة اللواء إبراهيم عبود. حيث عزل عبود الحكومة الائتلافية المكونة من حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي أكبر أحزاب السودان. وفي حينه وكان يرأس مجلس السيادة إسماعيل الأزهري، ورئاسة الوزراء عبد الله خليل.

Getty

  • تمرد 1957

وعرف باسم الحرب الأهلية السودانية الأولى، وكذلك باسم "أنانيا" نسبة لحركة التمرد التي قادت الحرب ضد حكومة الشمال، واستمر القتال بين الجنوب والشمال إلى غاية عام 1972، مخلفًا آلاف القتلى والجرحى، حيث طالبت الحركة بحكم بمزيد من الحكم الذاتي المحلي.

  • ثورة 1964

بعد الانقلاب، حكم اللواء إبراهيم عبود السودان لمدة سبعة أعوام، قام خلالها بحل جميع الأحزاب السياسية ومنع صدور الصحف، وأمام سوء الأوضاع في البلاد، قامت ثورة شعبيّة عام 1964 أجبرت اللواء عبود على نقل السلطة إلى حكومة مدنية انتقالية والاستقالة.

  • انقلاب 1969

بعد نجاح ثورة 1964، تولى سر الخاتم الخليفة منصب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية، إلى حين إجراء الانتخابات. لكن، كحال سابقتها لم تكن الحكومة مستقرة بسبب الصراعات بين الأحزاب. وبعد أربعة أعوام قاد العميد جعفر النميري برفقة مجموعة من الضباط من أصحاب الميول اليسارية والقومية والذين عرفوا باسم "الضباط الأحرار"، انقلابًا عسكريًا، استلم بعدها زمام حكم لمدة 16 عامًا.

Getty

  • محاولة انقلاب 1971 

بعد ثلاثة أعوام من الانقلاب السابق، وقع الخلاف داخل المؤسسة العسكرية، ليسيطر الرائد هاشم العطا بشكلٍ مفاجئ على مجلس قيادة الثورة في القصر الرئاسي رفقة ضباط ينتمون للحزب الشيوعي السوداني، ويحتجزون الرئيس النميري وعددًا من الضباط المؤيدين له، وقام العطا بتعيين مجلس ثوري مؤلف من سبعة أشخاص ليكون بمثابة حكومة وطنية، متهمًا النميري بالولاء للغرب.

وبعد يومين من السيطرة على أجزاء مهمة في الدولة ومراكز حساسة في العاصمة الخرطوم من قبل القوات الموالية لهاشم العطا، تدخلت قوات مصرية وليبية بالإضافة لمرتزقة تابعين لشركة بريطانية تدعى "Lonrho"، وبمشاركة عناصر سودانية قادهم رجل الأعمال السوداني خليل عثمان، لتقتحم القصر الجمهوري، وتحرر النميري، وتفشل الانقلاب، وليتم إعدام قادة الانقلاب وقادة من الحزب الشيوعي الذي تم حله.

  •  محاولة انقلاب 1975 

محاولة الانقلاب الثانية التي تعرض لها النميري كانت في أيلول/ سبتمبر 1975 من قبل الضابط بالجيش السوداني حسن حسين، لكن مصيرها كان الفشل، وتم إعدام الضباط المشاركين في الانقلاب.

  • محاولة انقلاب 1976

في تموز/يوليو 1976 جرت ثالث محاولة لإسقاط حكم جعفر النميري، بعد تسلل مجموعة عبر الحدود من ليبيا إلى السودان. وفي حينه، دارت معارك عنيفة في شوارع الخرطوم، أسفرت عن مقتل المئات وإفشال المحاولة، وليتم لاحقًا إعدام قائد الانقلاب العميد محمد نور سعد.

أصوات من تحت الركام

  • تمرد عام 1983

في عام 1983 طرح النميري قوانين مستلهمة من الشريعة، في محاولة منه لاستمالة القوى السياسية المحافظة والقوى التي تحمل توجهات دينية.

ما سبق ساهم في إطلاق موجة من الرفض الشعبي والسياسي، خاصة في جنوب السودان، وأعلن العقيد جون غرنغ عن قيام الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي قادت تمردًا مسلحًا طالب باستقلال الجنوب واستمرت الحرب لغاية 2005، حيث تم توقيع اتفاق السلام الشامل بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان بنيروبي، وتم الاتفاق على فترة انتقالية مدتها 6 أعوام يتقاسم خلالها الشمال والجنوب حكم البلاد.

وفي 9 كانون الأول/يناير 2011 جرى استفتاء اختار بموجبه 98.83% من سكان جنوب السودان الانفصال عن السودان.

  • انتفاضة 1985

في آذار/ مارس 1985 خرجت مظاهرات شعبية عارمة في المدن السودانية ضد حكم النميري. وعلى إثرها قام وزير الدفاع المشير عبد الرحمن سوار الذهب، بانقلاب عسكري في 6 نيسان/ أبريل 1885، وانهى به حكم الرئيس جعفر النميري الذي استمر 16 عامًا.

وتعهد سوار الذهب بتسليم السلطة للمدنيين خلال عام واحد، وهو ما حصل عندما قام بتسليم السلطة لحكومة منتخبة برئاسة رئيس حزب الأمة الصادق المهدي.  

Getty

  • انقلاب 1989

خلال فترة حكم الصادق المهدي، عاشت البلاد حالة من التدهور الاقتصادي والأمني، دفعت مجموعة من ضباط الجيش مطلع عام 1989 لإطلاق مذكرة تطالب الحكومة بتحسين أوضاع البلاد.

وفي 30 حزيران/يونيو 1989 قاد العميد عمر البشير انقلابًا عسكريًا عُرف باسم "ثورة الإنقاذ الوطني" وبمساعدة الجبهة القومية الإسلامية بزعامة حسن الترابي، ليتولى البشير رئاسة مجلس قيادة "ثورة الإنقاذ الوطني"، ويصبح رئيسًا للبلاد إلى أن حين خلعه في عام 2019.

Getty

  • محاولة انقلاب 1990

حاول الفريق خالد الزين ضمن ما عرف باسم "حركة 28 رمضان"، والتي ضمت 28 ضابطًا القيام بانقلاب على البشير، بهدف إقامة حكم ديمقراطي وحل مشكلة الجنوب. لكن الانقلاب فشل، وانتهى بإعدام الضباط المشاركين فيه.

  • محاولة انقلاب 1992

في آذار/مارس 1992 قاد العقيد  أحمد خالد، انقلابًا ولكنه فشل وتم اعتقال كل قادته، وعرف هذا الانقلاب باسم "انقلاب حزب البعث".‎

Getty

  • حرب دارفور

شهد الإقليم الواقع في غرب السودان حربًا عرقية بين القبائل الأفريقية والعربية، حيث مثلت القبائل الأفريقية نحو 60% من سكان الإقليم، يعمل أغلبها بالزراعة، بينما مثلت القبائل العربية نحو 40% من سكان الإقليم ويعمل أغلبها في رعي المواشي، وقد تفاقمت الخلافات بين الفلاحين والرعاة مع زيادة السكان وأعداد الحيوانات، وأدى انتشار السلاح لوقوع معارك بين الطرفين.

وتشكلت حركات التمرد في دارفور بقيادة حركة تحرير السودان، والتي يعتقد أنها مدعومة من الحركة الشعبية لتحرير السودان التي كانت قادت التمرد في جنوب السودان، والثانية هي حركة العدل والمساواة والتي يعتقد أن من يقف وراء تأسيسها هم  تلاميذ زعيم الجبهة الإسلامية وشريك البشير السابق في الحكم حسن الترابي.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة قتل في هذه الحرب العرقية ما يصل إلى 300 ألف شخص منذ العام 2003، وتهجير أكثر من 2.5 مليون شخص، فيما كانت هذه الحرب فرصة محمد حمدان دقلو (حميدتي) للبروز على الساحة السودانية من البوابة العسكرية، حيث قاتل في هذه الحرب ضمن ميليشيات الجنجويد التي تحولت للدعم السريع.

Getty

  • إسقاط البشير 2019

في عام 2019، اندلعت احتجاجات شعبية عمت المدن السودانية، وطالبت برحيل عمر البشير المتواجد في الحكم منذ أكثر من ثلاثين عامًا، وعلى إثر ذلك قام وزير الدفاع الفريق عوض بن عوف في 11 نيسان/أبريل 2019 بعزل البشير، وأعلن عن تشكيل مجلس عسكري برئاسته لحكم البلاد خلال فترة انتقالية، إلى حين إجراء انتخابات مدنية. لكن بن عوف قدم استقالته بعد 24 ساعة فقط من حكمه، ليتولى عبد الفتاح البرهان رئاسة المجلس العسكري عوضًا عنه.

Getty

  • مزاعم بالانقلابات

شهدت فترة حكم المجلس العسكري عدة انقلابات بحسب مزاعم العسكر نفسهم. ففي 12 تموز/ يوليو 2021 أعلن الجيش عن إحباط محاولة انقلاب هدفت للإطاحة بالمجلس العسكري، وتم اعتقال 12 ضابطًا، على إثر ذلك.

وبعد ما يقارب النصف شهر، تم الإعلان عن محاولة انقلاب جديدة قادها رئيس أركان الجيش الفريق هاشم عبد المطلب أحمد، وأدت إلى اعتقاله.‎

وفي 21 أيلول/سبتمبر 2021، شهدت البلاد محاولة انقلاب جديدة، قادها اللواء ركن عبد الباقي الحسن عثمان بكراوي ومعه 22 ضابطًا لكنها لم تتمكن من النجاح، واتهم "فلول نظام البشير السابق" بالوقوف وراء العملية.

Getty

  • انقلاب 25 تشرين أول/أكتوبر 2021

بعد خلافات بين المكون العسكري والمدني الذي يقود المرحلة الانتقالية في البلاد تحت إطار مجلس السيادة، قاد رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، انقلابًا على المكون المدني المشارك في الحكم واعتقل رئيس الوزراء عبد الله حمدوك،  وأعلن البرهان حالة الطوارئ، وحل مجلس السيادة، ومجلس الوزراء، وقام بإعفاء كافة مسؤولي الولايات من مناصبهم.