يُباشر الرئيس الكوري الجنوبي، يون سوك يول، زيارة دولة رسمية إلى هولندا يوم الاثنين. ومن المقرر أن يجري محادثات رسمية مع القادة السياسيين والاقتصاديين في البلاد، على أن يُعنى شطرها الأكبر بالتعاون في مجالات أشباه الموصلات وتحالف الرقائق الإلكترونية.
ولا ريب أنّ هذه الزيارة حدث تاريخي على صعيد العلاقات بين البلدين، فهي أول زيارة دولة لزعيم كوري جنوبي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1961، وتأسيس شراكة قوية في مجالات سلاسل التوريد الصناعية، والزراعة، والعلوم، والثقافة.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية كبيرة على الصعيد التكنولوجي، فكوريا الجنوبية وهولندا من البلدان الرائدة في قطاع الرقائق الإلكترونية. وقد تطرق يون قبيل أيام إلى أهمية تعزيز التعاون بين الدولتين بعدما اشتدّ التنافس العالمي في مجال التكنولوجيا، لا سيما أنّ الرقائق الإلكترونية تؤجج الصراع الجيوسياسي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
ووصف يون هذه الزيارة بأنها منعطف حاسم فيما يخصّ التحالف الكوري الهولندي لأشباه الموصلات؛ إذ يعتزم أن يزور خلال رحلته مقرات شركة "ASML" الرائدة عالميًا في تصنيع معدات الرقائق الإلكترونية المتقدمة.
وتحدث الرئيس يون مع وكالة فرانس برس قائلًا: "تطرأ تغيرات سريعة على البيئة العالمية لصناعة أشباه الموصلات، ويتزامن ذلك مع اشتداد التنافس للتفوق التكنولوجي وإعادة هيكلة سلسلة التوريد".
وسبق لدولة هولندا أن انضمت إلى الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، وفرضت قيودًا على تصدير منتجات الرقائق الإلكترونية المتطورة إلى الصين، التي تعد ثالث أسواقها حجمًا بعد تايوان وكوريا الجنوبية.
وتعرف شركة "ASML" الهولندية بأنّها من الموردين البارزين لكبرى الشركات الكورية في مجال الرقائق الإلكترونية، مثل سامسونج و"SK Hynix". وشيّدت "ASML" منشأة تجميع حديثة في كوريا الجنوبية باستثمار قيمته 181 مليون دولار أمريكي. لذلك ليس من المستغرب أن يرافق الرئيس الكوري في زيارته لشركة "ASML" الرئيسُ التنفيذي لسامسونج، ورئيسُ مجلس الإدارة في شركة "SK Hynix".
