21-أغسطس-2023
زمنتا

تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا وهامًا في الانتخابات الأمريكية.

 باتت منصات وسائل التواصل الاجتماعي تلعب وبشكل متزايد دورًا محوريًا ومركزيًا في العملية الانتخابية الأمريكية. ومؤخرًا مع تزايد الزخم تحضيرًا للانتخابات الرئاسية لعام 2024 بدأ الحديث عن الدور الذي ستؤديه شبكات التواصل الاجتماعي. 

في هذا التقرير نستعرض نتائج بعض الأبحاث والدراسات ذات الصلة لعلّنا نستقرئ وضعية وسائل التواصل الاجتماعي في الانتخابات الرئاسية القادمة 2024. 

كيف أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على ميول الناخبين؟

طُوِّرت وسائل التواصل الاجتماعي بهدف ربط المجتمعات وتسهيل التدفق الحر للمعلومات، ولعل دورها المركزي في التأثير على السلوك الانتخابي يعد تطورًا طبيعيًا لسبب إنشائها. وفي الوقت الذي تزيد فيه وسائل التواصل الاجتماعي من القدرة على الوصول إلى المعلومات، مما يسمح للناخبين اتخاذ قرارات تصويت قد تعد أكثر استنارة وتوفر للناخبين منبرًا لمزيد من الانخراط في التطورات السياسية، فقد وجد مركز بيو للأبحاث في عام 2023 أن ما يقرب من نصف مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة كانوا نشطين سياسيًا على وسائل الشبكات الاجتماعية الرقمية في العام السابق.

أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا إمكانية تواصل الناخبين مع المرشحين، الأمر الذي  عزز تأثير شخصية السياسي على الناخب، وقد كان لمنصة تويتر دور بازر في هذا الإطار، إذ سمحت للمستخدمين التواصل مع المرشحين والارتباط بمحتواهم على الصعيد الشخصي، ويظهر ذلك جليًا في منشورات من قبيل تلك التي ينشرها المرشح الرئاسي السابق، بيت بوتاجيج، عن كلابه، أو تلك التي ينشرها السيناتور تشاك غريسلي عن اهتمامه بالمنافسات الرياضية التي يخوضها الفريق التابع لجامعة آيوا الشمالية.  

 باتت منصات وسائل التواصل الاجتماعي تلعب وبشكل متزايد دورًا محوريًا ومركزيًا في العملية الانتخابية الأمريكية. ومؤخرًا مع تزايد الزخم تحضيرًا للانتخابات الرئاسية لعام 2024 بدأ الحديث عن الدور الذي ستؤديه شبكات التواصل الاجتماعي. 

ومن جانب آخر يكشف بحث نُشر في مجلة ساينس Science أن الخوارزميات كانت بالغة التأثير في تجارب الناس على منصة تويتر أثناء الانتخابات الرئاسية عام 2020، وأن تغيير طريقة عرض المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي من محتوى يعتمد ظهوره على الخوارزميات إلى آخر يعتمد على التسلسل الزمني، زاد من ميل المستخدمين لمتابعة محتوى معتدل وقلل من ميلهم لمتابعة محتوى تضمن خطابًا مسيئًا.

في السياق ذاته، أظهرت دراسة أجراها باحثون في جامعة برينستون مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوك الناخبين، إذ وجدت أن محتوى تويتر الليبرالي نسبيًا ربما أقنع الناخبين ذوي الآراء المعتدلة بالتصويت ضد دونالد ترامب في عام 2020، الأمر الذي ساهم في نمو المنصات الإعلامية، في الوقت الذي أنُفقت فيه مبالغ باهظة على الدعاية السياسية أثناء الانتخابات وفي الفترة التي تسبقها.

وتعتبر القدرات المالية للمرشح في الولايات المتحدة الأمريكية من المفاتيح الأساسية للترشّح لمنصب الرئاسة، إذ قدرت تكلفة انتخابات عام 2020 بـ 14.4 مليار دولار، كما أنفق عمدة مدينة نيويورك السابق مايكل بلومبرج مليار دولار من أمواله الخاصة خلال الانتخابات التمهيدية لمدة أربعة أشهر فقطـ.  ولكن مع تصاعد تأثير  الشبكات الرقمية منحت هذه المنصات فرصة بخفض الإنفاق على الحملات الانتخابية للمرشحين.

كما أتاحت منصّات التواصل الاجتماعي فرصًا كبيرة للمرشحين للحصول كذلك على دعم مادي لحملاتهم، فمثلًا لم تكن أليكساندريا أوكاسيو كورتيز لتكسب أي دعم انتخابي لولا متابعيها على تويتر البالغ عددهم 13.4 مليونًا. كما أطلق على الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ، لقب "أول رئيس لوسائل التواصل الاجتماعي"، بسبب الدور الحيوي الذي لعبته منصات التواصل الاجتماعي خلال حملته عام 2008، إذ تشير التقديرات إلى أن ثلاثة أرباع مستخدمي شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة كانوا قد استخدموها للتفاعل مع المواد الانتخابية أُناء ترشحه، وهو ما دفع بالإعلانات السياسية إلى الازدياد منذ ذلك الحين زيادة كبيرة ومطردة. 

نةت

تداعيات على الديمقراطية

على الرغم من أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في انتخاب أوباما، فقد وصفها بأنها أكبر تهديد للديمقراطية الأمريكية. صدرت هذه التعليقات قبل شهر من هجمات الكابيتول في 6 كانون الثاني/ يناير، والتي كانت مدفوعة بمعلومات مضللة زعمت أن منصب الرئاسة في انتخابات 2020 سُرق من دونالد ترامب.

 انتشرت حينها مزاعم ومعلومات مضللة على منصات التواصل الاجتماعي ورافقت ذلك حالة من الاستقطاب الذي دفع بالآلاف من الطرفين إلى الشوارع، وشهدت بعض الفعاليات توترات وصلت ؛د أعمال العنف. وقد اتهم باحثون كلًا من فيسبوك وتويتر بلعب دور مؤثر في تكثيف الانقسام السياسي والاستقطاب الشديد بين الناخبين الأمريكيين.

وفي السنوات القليلة الماضية طرأت تغييرات عديدة على منصات التواصل الاجتماعي، إذ اشترى الملياردير إيلون ماسك موقع تويتر وشرع باستحداث تغييرات تتناسب مع الصورة التي يقدمها عن نفسه بأنه مدافع عن حرية التعبير، وهو ما زاد من انتشار الخطاب اليميني. كما أعلن يوتيوب عن إلغائه قوانين كان قد وضعها لضمان شفافية الانتخابات. وأعلنت ميتا مؤخرًا أنها ستعيد تنشيط حساب تابع للدونالد ترامب.

وتشير التقديرات إلى أن هذه التغييرات، بالإضافة إلى تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، كل ذلك يمكن أن يخلق بيئة مناسبة لانتشار المعلومات المضللة.