28-يونيو-2021

مقطع من لوحة لـ محمد بن لامين/ ليبيا

جوار سيئ

 

لا أعاني من خطب ما، كل ما في الأمر

ذكرياتنا معا كانت عبارة عن جداول ماء

وغابة زرقاء.

الماء كان على وجهي أو بين أفخاذي

والأشجار كانت على جلدي.

القبل لا أعرف عنها شيئًا، كيف بوسع قبلة أن تجاور كدمة على الخدّ؟

 

لم أحدث بعد

 

قبل أن أُولَد

أخفيت خبر الحمل عن أمي

أفسحت مساحة للرَّقص بسيقان طويلة

وجسد مخرم ينفع لانسياب الغناء بداخله

أفرغت مكانًا لآلات موسيقية

 ودمى كثيرة لا تشبهني

قبل أن أُولَد

محوت ملامحي بين الوجوه

حاذرت ألا أترك أثرًا بأي مكان

صلّيت لكل الآلهة

ألا يعلم أحد بوجودي

أوَّلهم أبي.

 

دليل قطعيّ

 

بين سبابتك وخنصري الصغير اللحظة كانت خاطفة ولاسعة، كان بودي أن أجمّد الزمن، نظرتك الجانبية، أجمّدك أنت، جسدينا في المكان!

الدماء رهائن كل الرغبات القديمة التي تهرول باحثة عن طريقة للهروب، النبيذ الذي أفسدته حرارة الغرفة، الوجوه الهلامية حولنا، الكائنات التي لم تكتمل بعد...

لكن قبل كل هذا، كيف أمجّ كل هذا الرَّمل إلى حلقي وأنا أتساءل: الحبّ مرة أخرى!؟

وكيف أخفي العرض الارتجالي للدخان واشتعال الجلد بالجلد كدليل قطعي على أن الطّين أيضًا يحترق.

الفوضى بعدك.

 

سأقول إننا لم نلتق بعد

 

وأن الساعات لاتزال رتيبة كما كانت من قبل، لا جدوى للمكان والزمان مجرد ضوءٌ متسرب من شقوق قديمة..

أنا امرأة لا تعرف كيف ترتّب فوضى قلبها بعد أن يغادرها الآخرون..

لا بحة تجدِل بها المواويل لتحرِّض الغائبين على العودة، لا تعرف كيف تمسح على رأس يتامى الحبّ ولا تجيد إسكات الصرخات التي تتفجّر في الشرايين دون أن يسمعها أحد.

عندما أشعلت شمعة في كنيسة القديسة باربارا صليت لعلي أجد الحبّ لكن تنهيدة طويلة أطفأتها قبل أن أصلي لأجل بقائه طويلًا.

 

"يا رب أنت قادر على إيقاظ مشاعر منقرضة أو توقد نارًا كانت رمادًا".

 

ظنَنْتُ أن خلاصي سيأتي على يد معتقد آخر، حين رفعت رأسي يائسة، كانت هناك صورة لامرأة أخرى تضع يدًا على جرحها الأيسر، تنظر إلى الفراغ بعينين مالحتين ووجه يفتقد السعادة..

أظن لهذا السبب سمَّوها قديسة.

ويبدو أنني أقول كل هذا لأقلل من وطأة الذنب..

 

اقرأ/ي أيضًا:

تعلمت ما لم ولن تدركه من أناشيد إلهية

تضامن تحت الإكراه