12-نوفمبر-2021

(Getty Images)

ألترا صوت- فريق التحرير

أعلنت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي في بيان لها أمس الخميس رفضها للإجراءات الأحادية لقائد الانقلاب العسكري والمتمثلة بتعيين أعضاء مجلس السيادة الجديد، بعد الإطاحة بالمجلس السابق في 25 تشرين أول/أكتوبر الماضي. وجاء في البيان أن "قرارات [عبد الفتاح البرهان] أثبتت بصورة واضحة كذب ادعاءات المجلس العسكري الموسومة بالإصلاح"، وأكد البيان  " إننا ماضون بحزم وعزم في مقاومة هذا النظام الانقلابي حتى إسقاطه وسنمضي في هذا الطريق موحدين خلف راية ثورتنا المجيدة حتى النصر".

اعتبر تجمع المهنيين، أحد مكونات قوى الحرية والتغيير، ‏أن "قرارات البرهان والمجلس الانقلابي "تخصهم وحدهم"

من جهته اعتبر تجمع المهنيين، أحد مكونات قوى الحرية والتغيير، ‏أن "قرارات البرهان والمجلس الانقلابي تخصهم وحدهم، فلا شرعية لها ولن تجد من جماهير شعبنا إلا الازدراء والمقاومة الضارية حتى الإسقاط الكامل والزج بهم في مزبلة التاريخ حيث ينتمون". ودعا التجمع في بيان أصدره  أمس الخميس، للخروج في المواكب المليونية المقررة يوم السبت 13 تشرين ثاني/نوفمبر وكتب "‏جماهير شعبنا الباسلة، ندعو كل قطاعات شعبنا في كل مدن وقرى وحلال السودان للخروج والمشاركة الفاعلة في المواكب المليونية يوم السبت 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2021، ولنجعل منها زلزالًا شعبيًا وموجة ثورية تصب في مسار ديسمبر العظيم"، مؤكدًا للجماهير أن "‏لا تتراجع حتى إسقاط طغمة المجلس العسكري الانقلابي وانتزاع السلطة للقوى الثورية الحية لاستكمال مهام ثورة شعبنا المجيدة".

بدوره قال وزير الثقافة والإعلام في الحكومة المعزولة والناطق الرسمي باسمها حمزة بلول أن "قرار تشكيل مجلس السيادة الجديد يمثل امتدادًا للإجراءات الانقلابية"، مضيفًا أن "الشعب قادر على دحر الانقلاب واستكمال مسيرة الانتقال الديمقراطي". وأشار الوزير في تصريح نقلته صفحة الوزارة على فيسبوك أن هذا "القرار يؤكد على صحة موقف قوى الحرية والتغيير الرافض للحوار مع الانقلابين"، وتابع "هذه خطوة هروب إلى الأمام، وقراءة مثابرة من كتاب المخلوع عمر البشير الذي ظل 30 عامًا يزدري صوت الشعب وينكل بالمناضلين والثوار".

على الصعيد الدولي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على تويتر إن "الأحداث الجارية في السودان مصدر قلق بالغ"، ودعا إلى "الإفراج الفوري عن كل من يمثل روح وتطلعات الثورة السودانية التي لا ينبغي خذلانها".

هذا وقدم المبعوث الأممي الخاص إلى السودان  فولكر بيرتيس أمس الخميس إحاطة لمجلس الأمن  أعرب فيها عن "قلقه من أنّ التعيين الأحادي الجانب لمجلس سيادة جديد من قبل الفريق أوّل البرهان يزيد من صعوبة العودة إلى النظام الدستوري، وأكد على "أهمية التوصّل إلى حلّ عاجل عن طريق المفاوضات لإعادة الحياة السياسية والاقتصادية إلى طبيعتها".

كما شدد بيرتس على أهمية استمرار التفاوض من أجل التوصّل إلى حلّ عاجل بين جميع الأطراف، من أجل استعادة الحياة السياسية المدنية، محذرًا في الوقت ذاته من التصدي للاحتجاجات الشعبية السلمية المناهضة للانقلاب، حيث أكّد على ضرورة "ضبط النفس" من قبل السلطات الأمنية. 

كما دعا الممثل الأممي إلى ضرورة رفع حالة الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ورفع كافة القيود عنه، وإعادة "الحرية الكاملة" إليه على حد تعبير بيرتس، مشددّا على ضرورة إعادة خدمات الإنترنت والامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات أحادية الجانب، "التي تتعارض مع روح الشراكة الانتقالية" 

اما المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك عبر عن "قلقه إزاء التطورات في السودان بعد تعيين مجلس سيادة جديد غير جامع"، وقال المتحدث بإسم الأمم المتحدة  خلال مؤتمر صحفي "نريد أن نرى استئناف الانتقال في أقرب وقت ممكن، والإفراج عن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وباقي السياسيين والمسؤولين الذين تم اعتقالهم".

بدورها قالت السفيرة البريطانية في الأمم المتحدة باربرا وودورد لصحافيين بعد خروجها من اجتماع لأعضاء بمجلس الأمن "ما زلنا نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن مزيد من الإجراءات أحادية الجانب للجيش، والتي تتعارض مع روح ونص الإعلان الدستوري". وأضافت أنّ "مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتيس أبلغ مجلس الأمن خلال الاجتماع بشكل مباشر للغاية أنّ نافذة الحوار والحل السلمي بصدد الانغلاق".

 ولم يسفر اجتماع مجلس الأمس الذي دعت له المملكة المتحدة بخصوص التطورات في السودان على الخروج بنتيجة وفشل في إصدار بيان بسبب اعتراض روسيا.

وكان قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان قد نصب أمس الخميس نفسه من جديد رئيسًا  لمجلس السيادة واحتفظ أربعة عسكريين آخرين بمقاعدهم في المجلس وهم الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي قائد قوات الدعم السريع نائبًا أول لرئيس المجلس، وعضوية الفريق شمس الدين الكباشي والفريق ياسر العطا والفريق إبراهيم جابر.

 كما ضم  المجلس أعضاء جددًا هم سلمى عبد الجبار المبارك من ولاية الجزيرة وسط السودان ونشطت سابقًا من خلال تقديمها برنامجًا تلفزيونيًا، وعبد الباقي عبد القادر الزبير وهو دكتور اختصاصي طب أسنان ومختص في التجميل ويوسف جاد كريم وهو قاضٍ سابق، بالإضافة لأبو القاسم أحمد المدعو "برطم" وهو رجل أعمال وأحد وجوه النظام السابق وأبرز دعاة التطبيع من خلال رئاسته المبادرة الشعبية للتطبيع مع إسرائيل، وقد رحب بقوة باللقاء الذي جمع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتيبي الأوغندية العام الماضي، واعتبر "برطم" أن لقاء البرهان ونتنياهو بمثابة "أولى الخطوات في الاتجاه الصحيح منذ 60 عامًا" مدعيًا أنه "لا وجود لمبرر واحد لمعاداة إسرائيل".

يعتبر أبو القاسم أحمد المدعو "برطم"، وهو رجل أعمال وأحد وجوه النظام السابق، أبرز دعاة التطبيع مع "إسرائيل" رئاسته المبادرة الشعبية للتطبيع

وكان "برطم" قد أعلن في تشرين أول/أكتوبر من العام الماضي نيته في قيادة وفد شعبي سوداني لزيارة إسرائيل قبل أن تفشل الزيارة بسبب معارضة قوى وأحزاب سودانية مشاركة في الحكم.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الأمم المتحدة قلقة من تحركات البرهان "الأحادية" وتحذّر من التصدي للاحتجاجات

بلينكن في جولة أفريقية مرتقبة.. أزمة السودان وإثيوبيا تتصدّر الأجندة

مآلات الانتقال السياسي في السودان بعد انفراد المكوّن العسكري بالسلطة