23-مارس-2021

تظاهرة في بيروت (Getty)

تلقّى اللبنانيون خبر فشل مساعي تشكيل الحكومة، بعد زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون، بخيبة أمل كبيرة وسط الأجواء السلبية التي تلت اللقاء والحرب الكلامية بين أوساط الرئيسين. وقد كان اللبنانيون يأملون أن تتشكل الحكومة الإثنين، بعد أجواء إيجابية نسبيًا بُثت نهاية الأسبوع الماضي، وترافقت مع انخفاض ملحوظ في سعر صرف الدولار، إلا أن الإعلان عن ضياع فرصة ولادة الحكومة الجديدة الإثنين 22 آذار/مارس، أعاد كل الأمور إلى نقطة الصفر، وعاد معها سعر صرف الدولار في السوق السوداء إلى التحليق مجدّدًا.

اشتد تبادل الاتهامات والانتقادات بين أنصار عون وأنصار الحريري، فيما انتقد فريق ثالث الواقع القائم في لبنان بسبب مواقف الفريقين

الحرب الكلامية بين بعبدا وبيت الوسط، انعكست مشادات كلامية بين أنصار الفريقين على مواقع التواصل الاجتماعي. جمهور تيار المستقبل استخدم وسم "الحريري كشف كذبكم"، في إشارة إلى ميشال عون الذي قال في السابق إنه لم يستلم أية تشكيلة حكومية من الحريري، فيما نشر الحريري الإثنين التشكيلة التي قال إنه سلمها لعون قبل 100 يوم. فيما استخدم أنصار التيار الوطني الحر وسمي "ميشال عون" و"العهد القوي"، للتأكيد على موافقتهم على مواقف رئيس الجمهورية وتأييدهم له. كذلك استخدم "العونيون" وسم "سعد الحريري الكذاب". 

اقرأ/ي أيضًا: قضية الأطفال العالقين على الحدود الأمريكية المكسيكية تشغل إدارة جو بايدن

وسخر  الناشطون اللبنانيون من الأوراق والأوراق المضادة التي نشرتها أوساط الفريقين، ليظهر كلّ منهما أنه صاحب الحق، كما أسفوا وغضبوا من التحليلات والأخبار التي تشير إلى أن الأمور عالقة عند نقطة تقسيم الحصص، في الوقت الذي تشتد الأزمة الاقتصادية يومًا بعد يوم، ويستمر الفراغ السياسي في الحكم، مع انعكاساته السلبية المدمرة على المجتمع اللبناني. واستخدم الناشطون وسم "لبنان ليس بخير" وعبّروا من خلاله عن رفضهم للواقع المفروض عليهم. واعتبر البعض أن لبنان يضيع اليوم بين تعنّت ميشال عون وسعد الحريري وهو، أي لبنان، الخاسر الأكبر في ما يجري. ورأى راغب منلي، أن من سرق اللبنانيين في الماضي، يجب أن يطرد من مستقبلهم.

وحمّل محمد خليل سعد الحريري مسؤولية المآل الذي وصلت إليه الحياة السياسية في لبنان اليوم، بسبب التسوية الرئاسية التي وقّعها مع جبران باسيل في العام 2016. وفيما يخص التشكيلة الحكومية التي عرضها الحريري، والتي يبدو أنها لن تبصر النور، أعرب الكثير من الناشطين عن استغرابهم من وصف الأسماء الواردة فيها بالـ" الاختصاصيين المستقلين"، فيما معظم الأسماء  تتبع بشكل أو بآخر جهات سياسية، وبعضها كان جزءًا من واضعي السياسات التي أوصلت البلاد لما هي عليه اليوم، بحسب الناشطين. 

ونشرت نيرمين غالب مقطع فيديو يختصر زيارة الحريري إلى بعبدا، والوجوم على وجوه الرئيسين ثم مغادرته القصر، وعنونت الفيديو بـ "قصة حياتنا"، في إشارة إلى  أن حيوات اللبنانيين معلقة اليوم بسبب استشارات ومناكفات سياسية لا طائل منها. 

كما تداول اللبنانيون مقاطع فيديو مساء الإثنين، يقولون أنها لجماعات عمدت إلى قطع الطرقات للتعبير عن غضبها،  بعد التعثّر الحكومي والارتفاع الجديد في سعر صرف الدولار، الأمر الذي سينعكس ارتفاعًا جديدًا في الأسعار والمزيد من العجز في القدرة الشرائية. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

غضب في مصر بسبب سد النهضة واتهامات للسيسي ببيع مياه النيل

استطلاع لرويترز يكشف تأثير إغلاق المدارس الأمريكية على صحة الطلاب العقلية