22-مارس-2021

صف دراسي في ولاية بنسلفانيا الأمريكية (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أفادت وكالة رويترز، بعد إجراء مسح وطني للمناطق التعليمية الأمريكية، أنه مع استمرار إغلاق المدارس العامة لمدة عام كامل بسبب انتشار فيروس كورونا، واجه الطلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية عدة مرات ضررًا قصير المدى أو ضررًا دائمًا في الصحة العقلية، وكذلك أشار المسح إلى تضرر الأساتذة أيضًا. كما أصبحت تأثيرات الصحة العقلية على الطلاب موضع تركيز حاد، نظرًا لأن الطلاب لزموا منازلهم وتوقفوا عن الحضور إلى المدارس وخسروا مع ذلك التفاعل المباشر والاحتكاك مع الأصدقاء والمعلمين، إضافة إلى عوامل أخرى، كالقلق الناتج من رؤية أحد الوالدين يفقد العمل أو بسبب الوفاة والمرض والأخبار المرعبة التي خلفها فيروس كورونا.

تسببت إجراءات الإغلاق نتيجة جائحة كوفيد-19 بتأثيرات على الصحة العقلية للطلاب بسبب العزلة والخوف من الإصابة بالمرض واضطرابات القلق الشديد

والمسح الذي أجرته وكالة رويترز شمل المقاطعات التعليمية على مستوى البلاد في شهر شباط/فبراير 2021، وهدف إلى تقييم آثار الإغلاق الكلي أو الجزئي للمدارس على الصحة العقلية. وشمل المسح المقاطعات الكبيرة والصغيرة، الريفية والمدينية، وتضم هذه المقاطعات أكثر من 2.2 مليون طالب في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية. ومن بين 74 منطقة استجابت للمسح، أبلغ 74٪ عن مؤشرات متعددة متزايدة وضغوط متعلقة بالصحة العقلية بين الطلاب. كما أبلغ أكثر من النصف عن ارتفاع في نسبة الإحالات والاستشارات المتعلقة بالصحة العقلية. وما يقرب من 90٪ من المناطق المستجيبة استشهدت بمعدلات أعلى من التغيب عن الدراسة أو الانسحاب من المؤسسات التعليمية. 

اقرأ/ي أيضًا: ما حقيقة قرار منع طالبات المدارس من الغناء في أفغانستان؟

وبحسب المسح فإن أكثر من نصف المقاطعات أفادت أن الافتقار إلى التعليم الحضوري المباشر للطلاب في المدارس كان الدافع وراء هذه العلامات التحذيرية للأزمة. وأشار المسح إلى أن الضغوط النفسية طالت الكوادر التعليمية وموظفي الدعم حيث أبلغت 57٪ من المناطق المستجيبة عن ارتفاع في طلب المساعدة المختصة.

وأشارت دراسات متعددة إلى أن نقل عدوى فيروس كورونا داخل المدارس عادة ما يكون أقل، أو في ذات المستوى مع معدلات انتقال العدوى مجتمعيًا عندما تتخذ المؤسسات التعليمية إجراءات التباعد الاجتماعي واستراتيجيات الحماية والوقاية من الفيروس. وبحسب مركز السيطرة على الأمراض CDC، نقلًا عن رويترز، فإن حالات الوفاة التي على صلة بكوفيد -19 بين الأطفال تشكل أقل من 0.1% من إجمالي الوفيات. ومن إجمالي 36.860 حالة وفاة بين الأطفال خلال العام الماضي، كان هناك 216 حالة وفاة، حصلت نتيجة كوفيد-19. وقالت مفوضة التعليم رودأيلند، أنجيليكا غرين أن "من الضروري جدًا أن نمتلك المعلومات حيال كوفيد-19، فاغلب الإصابات جاءت من خارج المدارس"، وأشارت غرين إلى أن أعداد الطلاب المصابين بالفيروس أثناء التعلم عن بعد أكبر من عدد الطلاب الذين يداومون في المدارس. وسط مطالبات من قادة تربويين وشبكات تربوية لإعادة فتح أبواب المدارس بأسرع وقت.

إحدى الأمهات، وتدعى كيت سوليفان مورغان، روت لرويترز أن ابنها البالغ من العمر 11 عامًا كان بالكاد يأكل، وكان يقضي أيامًا في السرير يحدق في السقف. وأما ابنها الأكبر فقد بقي منعزلًا ولم يظهر اهتمامًا يذكر بهواياته، مثل العزف على البيانو والرسم. ثم بدأ ابنها الأصغر، الذي كان يبلغ من العمر 8 سنوات، في الانهيار. ووصفت مورغان حالة ابنها "كان يصرخ ويبكي عدة مرات في الساعة أثناء الدراسة عن بعد عبر تطبيق زووم"، وتابعت بالقول "كان الأمر مخيفًا حقًا ولا يتماشى مع شخصيته".

ويشار إلى أن أبرز التأثيرات على الصحة العقلية للطلاب في ظل إجراءات الإغلاق تأتي بسبب العزلة والخوف من الإصابة بالمرض واضطرابات القلق الشديد التي تؤثر على حياتهم اليومية. وكانت قد أحصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، أن أكثر من 1.5 مليار طالب في 165 دولة اضطروا للانقطاع عن الذهاب للمدارس والجامعات جراء جائحة كوفيد-19. وأجبرت الجائحة الهيئات الأكاديمية حول العالم على اكتشاف أنماط جديدة للتعلم والتعليم وفرضت التكيف معها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تفاقم ظاهرة اختطاف طلاب المدارس للحصول على فدية في نيجيريا

مبعوثة المملكة المتحدة الخاصة لتعليم الفتيات تحذر من نتائج كوفيد-19