21-أبريل-2016

من أنشطة التّعبئة التّربوية لحزب الله في كلية الفنون (فيسبوك)

كرّمت التّعبئة التّربوية في حزب الله، وهي الجهاز المعني بمتابعة الشّأن الطلابي في الحزب والموكل له تنسيق النّشاطات واستقطاب الطّلاب، 64 "أختًا" اختارت الحجاب "لتزيّن به نفسها"، وقاموا بتوزيع شهادات تقديرٍ على "الأخوات اللواتي يحافظن على صورة الإسلام".

قانونيًا، ترفض الجامعة اللبنانية أي نشاط له حيثية دينية أو حزبية أو سياسية، أما فعليًا وعلى الأرض فالأمر غير ذلك

اقرأ/ي أيضًا: عندما يغزو الدين معاهد الفنون الجميلة في لبنان.. 

حفلٌ تكريمي شارك فيه 64 شخصًا لا يعدّ كبيرًا مقارنةً بعدد طلاب الجامعة. المشكلة لا تكمن في العدد، بل في محاولة أدلجة الجامعة وتأطيرها حسب أماكن تواجد صروحها الجغرافية، بالمبدأ القانوني العام، ترفض الجامعة أي نشاط له حيثية دينية أو حزبية أو سياسية، أما فعليًا وعلى الأرض، جولةٌ في الجامعة بمختلف فروعها تكفي للاطلاع على مروحة التّوزيع الحزبي والطّائفي الجلّية الظّهور بسبب وجود أعلامٍ حزبية ودينية منتشرة، سيطرة الأحزاب على الجامعة تعتبر خطوتهم الأولى للقبض على الرّأي العام الشّبابي، أي البيئة الأقدر على التّغيير الفعلي.

منعت الجامعة اللبنانية، كلية الفنون الجميلة، نادي "سما" منذ فترة من إحياء حفلٍ راقصٍ فيها، لكن أعضاء النّادي تحدّوا الجامعة وأحيوا الحفل فعُوقبوا، كذلك فعل النّادي التّابع للتعبئة التّربوية، تقدّم بطلبٍ وتمّ رفضه، لكن أعضاءه استغلّوا الفيسبوك لحشد المحتفلات والمحتفين بالمحجّبات المكرّمات، مع أنّه وللآن، لم تصدر أي عقوبة بحقّ أعضاء النّادي المٌكَرم.

المسؤول عن التّعبئة التّربوية، وسام الأخضر، تحدّث لإحدى الصّحف المحلّية، وقال مدافعًا عن الحفل: "الحفل لم يكن ذا طابع ديني، ولم يكن الهدف منه تكريم المحجبات بل تقديم عمل فني، عبارة عن عرض مسرحي حكواتي، حضّرته المخرجة سارة قصير، خريجة كلية الفنون، حيث قدمت عرضًا أوصلت من خلاله فكرة أن الحجاب لم يكن عائقًا أمامها في مسيرتها الفنية، وفي نهاية الحفل جرى تكريم إحدى الأخوات التي تحجّبت جديدًا، لكن للأسف تم تحوير فكرة الحفل لأسباب كثيرة". ثم أضاف مهاجمًا مدير الكلّية: "حوّل الكلية إلى سجن، إذ يمنع جميع الطلاب من كل الفئات من إقامة أي نشاط في الكلية حتى وإن كان ذا طابع أكاديمي مفيد، ليس لدينا مساحة للتعبير".

اقرأ/ي أيضًا: رحلة تخصص جامعي من الهندسة إلى المسرح!

دفاع الأخضر عن النّشاط هزليٌ كوميديٌ مُضحكٌ فعلاً، الحل برأيه لم يكن دينيًا، محاولة الالتفاف على القوانين الجامعية لن تسعف الأخضر وغيره، فالنّشاط مرفوضٌ بالقانون كلّيً،ا حاول الأخضر وزملاؤه سابقًا الضّغط لإلغاء حصّة "الرّسم العاري" في الكلّية وفشلوا، كيف يدافع عن الفنّ والطّابع الفنّي اليوم من حاربه بالأمس ولا يزال؟

السّعي للهيمنة على كلّية تجمع مختلف الأطياف والأحزاب والشّرائح المجتمعية ليس مخطّطًا جديدًا، تحويلها لساحة تعبئة واستنفارٍ يخدم المهيمنين، تجاهل الإدارة اليوم من قبل "لجان حزب الله التّنفيذية"، وغيرها من النّوادي يزيد من ضعف الجامعة وترهّلها كصرحٍ جامع، ويعتبر مسمارًا جديدًا يُدق في نعش المؤسّسات الرّسمية المتحرّرة من القيود الطّائفية، لجرّها كما باقي المؤسّسات، إلى التّمترس والمتاريس، تكريم المحجّبات اليوم، قد يليه تكريمٌ للمقاتلين، ومن يدري ما التّالي.

اقرأ/ي أيضًا:

أي مستقبل لطلبة الدراما والموسيقى في السودان؟

الخريجون المُقصَون في سورية!