اللعب تحت أضواء الدوري الإنجليزي الممتاز "البريمير ليغ" والتنافس بين كبار أندية مهد الساحرة المستديرة، هو حلم كل فريق في بريطانيا يسعى إلى تخليد اسمه ورسم سجل يبقى محفورًا في الذاكرة الكروية طويلًا. أسماء جديدة ستكون حاضرة في موسم 2015 - 2016 من الدوري الإنجليزي الممتاز: بورنموث، واتفورد، ونورويتش سيتي، لتبدأ مغامرة البقاء في دوري الأضواء، وسط الكبار، بعد معاناة اللعب في الدرجة الأولى، بعيدًا عن إثارة الدوري الممتاز وشغف جماهير العالم بهِ.
بورنموث هو أوّل المتأهلين للبريمير ليغ، وهي المرة الأولى منذ تأسيسه في العام 1899. الوافد الجديد لم يسبق له الوجود إطلاقًا ضمن أندية الدوري الممتاز منذ انطلاق المسابقة قبل 116 عامًا، حتى أنه كان قريبًا من الهبوط إلى دوري الدرجة الرابعة "الهواة" في موسم 2008 - 2009 بعد احتلاله المركز الـ21 حينها. عرف بورنموث التسجيل والشباك وتصدر عناوين الصحف في الموسم الماضي، الذي شكل علامة فارقة في تاريخ النادي، بفعل الإنجازات التي حققها، والتي كان أبرزها عدم الخسارة في 12 أسبوعًا على التوالي، حيث سجّل النادي 8 انتصارات و3 تعادلات. هكذا، قدّم بورنموث موسمًا أكثر من رائع في الدوري الأول حقق فيه 26 انتصارًا و12 تعادلًا مقابل 8 خسائر، كما سجّل 98 هدفًا، وهي "أعلى نسبة في البطولة"، واستقبلت شباكه 45 هدفًا، لينهي الموسم حاصدًا 90 نقطة.
يتميز نادي بورنموث بأسلوبه الجذاب في اللعب، كما يعطي أهمية كبيرة لسياسة الاستحواذ على الكرة
يقود المدرب إيدي هوي الفريق، منذ 2008، وهو مدرب شاب يبلغ من العمر 37 عامًا. كان لاعبًا في دفاع الفريق لأكثر من 200 مباراة، وقاده إلى الوصول للدوري الممتاز وهو مدرب. يتميز النادي بأسلوبه الجذاب في اللعب، كما يعطي أهمية كبيرة لسياسة الاستحواذ على الكرة، ويعتمد على مزيج من الشباب والخبرة، أبرزهم لاعب الوسط الاسكتلندي، مات ريتشي، 25 عامًا، والمهاجم الشاب كالوم ويلسون، 23 عامًا، وتعاقد الفريق مع مدافع إيفرتون المخضرم، الفرنسي سيلفان ديستان، 37 عامًا.
ثاني الوافدين مباشرةً إلى دوري الأضواء هو نادي واتفورد، ثاني بطولة "البريمير شيب"، وقد أمضى 8 أعوام بعيدًا عن أندية الممتاز. سجّل واتفورد الموسم الماضي 91 هدفًا في 46 مباراة فاز خلالها بـ27 وتعادل بـ11 مقابل 8 هزائم وتلقت شباكه 50 هدفًا. يعتمد واتفورد على عناصر جيّدين، أبرزهم المهاجم النيجيري أوديون إيغالو، 26 عامًا، كما دخل سوق الانتقالات بقوّة، واستقدم عديد الأسماء في سوق الانتقالات أهمهم مدافع نابولي الإيطالي، الأورغوياني ميغيل بريتوس، إضافة إلى مهاجم ألكمار الهولندي السابق، ستيفن بيرجوس، 23 عامًا.
يملك واتفورد نقطة قوّة مهمة جدًّا، تتلخص في الأسلوب القوي والمميز في الهجمات المرتدة وإتمامها بسرعة وبدقة عالية، كما لدى الفريق دفاع قوي جدًّا ومتماسك، وهذا يعود بالدرجة الأولى إلى فلسفة مدربهم المخضرم خورخي فلوريس.
نورويتش سيتي أكمل عقد المتأهلين إلى دوري الأضواء الإنجليزي على حساب ميدلزبره في نهائي المرحلة التأهيلية للدوري الممتاز على ملعب ويمبلي التاريخي. النادي الملقب بـ"الكناري" عاد سريعًا إلى الدوري الممتاز، بعد أن قضى موسمًا واحدًا فقط في "البريمير شيب". حقق نورويتش في الموسم الماضي 27 انتصارًا و 12 تعادلًا مقابل 10 خسائر، وسجل 94 هدفًا، كما تلقت شباكه 50 هدفًا.
كل نادٍ يصعد إلى البريمير ليغ يحصل على 120 مليون جنيه إسترليني
يعتمد على لاعبين أصحاب خبرة أبرزهم متوسط الميدان، برادلي جونسون، والمهاجمان القويان: كاميرون جيروم وليفي جرابان. يتمتع نورويتش بنقاط قوة عدّة، أبرزها الصلابة في خط الوسط، والقدرة على السيطرة بشكل كبير على الكرة وتدويرها، كما تعتبر الكرات الثابتة إحدى الأسلحة الفتاكة للنادي.
كل نادٍ يصعد إلى البريمير ليغ يحصل على 120 مليون جنيه استرليني، وقد يرتفع المبلغ إلى 230 مليون إذا نجح الفريق في البقاء في دوري الأضواء، وهذا يأتي نتيجة بيع حقوق البث التلفزيونية بداية موسم 2016 - 2017. وهذا يفسّر إلى حد كبير، رغبة معظم لاعبي العالم الانتقال إلى الدوري الإنجليزي أكثر من غيره، وتاليًا، قدرة الدوري الإنجليزي على استقطاب اللاعبين أصحاب الأسعار المرتفعة.
أداء الأندية في الدوري الأول، إضافة إلى أدائها في الميركاتو الصيفي يدلل على أن حظوظ بورنموث وواتفورد أقوى من نورويتش سيتي في البقاء في دوري الأضواء، ولكن كل ذلك يبقى في إطار القراءة والتحليل، لأن الكلمة الفصل ستكون لصراع الأقدام داخل المستطيل الأخضر في أفضل الدوريات بالعالم.