حسم التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما قمّة مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز بين مانشستر سيتي وليفربول، ليبقى فارق النقطة الوحيدة بين المتصدّر ووصيفه قائمًا.
بلغت الإثارة ذروتها قبل ثمان مراحل من ختام البريميرليغ، فقبل مواجهة ملعب الإمارات مساء الأحد، كان مانشستر سيتي يتفوّق على مطارده ليفربول بفارق نقطة وحيدة، الجميع يدرك أن هذه المباراة هي الأهم هذا الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، الفائز فيها قد يقطع شوطًا كبيرًا نحو التتويج باللقب، سيما وأن الفريقين يغرّدان خارج السرب، وينافسان بشراسة على كرسي الصدارة.
من أجل ذلك انتفض ليفربول بسلسلة من الانتصارات منذ بداية العام، ففي الثاني من كانون الثاني/يناير 2022 تعادل الريدز مع تشيلسي بهدفين لمثلهما، ثمّ انتصروا في جميع المباريات التالية، عشر انتصارات متتالية جعلتهم أقرب للصدارة أكثر من أي وقت مضى في الموسم، زد على ذلك المستويات المتميّزة التي يقدّمها الفريق في باقي المنافسات، رفاق محمد صلاح ظفروا بكأس الرابطة، وهم على موعد مع مانشستر سيتي في نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي بعد أقلّ من أسبوع، كذلك وضع ليفربول قدمًا له في نصف نهائي دوري الأبطال، إثر تفوّقه خارج الديار على بنفيكا.
لا يقلّ أداء مانشستر سيتي ونسقه المرتفع عن منافسه، هو ينافس على ثلاث بطولات هذا الموسم، ويشبه حاله حال ليفربول في دوري الأبطال، بعدما اقترب من نصف النهائي، كذلك سيواجه غريمه في نصف نهائي كأس الاتحاد، وهو متصدّر للبريميرليغ، الفوز مساء الأحد سيقرّبه كثيرًا من البطولة، فيبتعد بالصدارة بفارق أربع نقاط، والهزيمة سيقتنص ليفربول بسببها المركز الأوّل، وقد لا يفرّط به أبدًا، والتعادل فيما لو حدث، سيبقي الأمور على حالها، حينها سينجح السيتي على الأقل في إيقاف سلسلة انتصارات ليفربول.
بدأت المباراة بنسق سريع من أصحاب الأرض، حاول السيتي مباغتة ضيفه بهدف مبكّر، فأهدر جيسوس فرصة هدف محقّق، إثر تألّق مواطنه البرازيلي بيكر، الهجمة نفسها أسفرت عن ركلة ثابتة نفّذها سريعًا لاعبو السيتي، فوصلت الكرة إلى دي بروين، سدّدها البلجيكي قويّة حرف مسارها ماتيب قبل وصولها للشباك، هدف مبكّر أتى في الدقيقة الخامسة، فبدت الأمور مثاليّة لكتيبة بيب غوارديولا.
الهدف المبكّر كان بإمكانه إحباط أي فريق يواجه السيتي، باستثناء ليفربول، والذي لم ينتظر كثيرًا للردّ، سرعان ما حاول تسجيل هدف التعديل، وأتى له ذلك عبر البرتغالي جوتا، والذي استثمر عرضيّة آرنولد وأكملها في الشباك بالدقيقة 13، ليعود اللقاء إلى نقطة البداية، ويحاول السيتي تأكيد أفضليّته بهجمات منسّقة، فتصدّى بيكر لكرة جيسوس، وهزّت كرة دي بروين الشباك من الخارج، مصير تسديدة كانسيلو كان مشابهًا لكرة البلجيكي، فمرّت جوار القائم.
اعتمد ليفربول كثيرًا على مصيدة التسلّل من أجل إبطال مفعول الكرات العالية، لكنّ ذلك خلّف هفوات أسفرت إحداها عن هدف التقدّم لأصحاب الأرض، أرسل كانسيلو كرة عرضيّة واجه بها جيسوس مواطنه بيكر، هذه المرّة نجح في إكمالها داخل المرمى بالدقيقة 36، لينتهي الشوط الأوّل بتقدّم مانشستر سيتي 2-1.
بداية الشوط الثاني كانت مذهلة للضيوف، دقيقة واحدة وينجح ليفربول في تسجيل هدف التعادل، صلاح أرسل كرة مثاليّة لماني، السنغالي انفرد بالحارس وأكمل الكرة في الشباك، فورة ليفربول تواصلت لعشر دقائق أخرى، لكنّ الحارس إيدرسون تصدّى لكرة جوتا وأنقذ الموقف.
استعاد مانشستر سيتي زمام المبادرة، وأهدر جيسوس فرصة فضّل خلالها المراوغة على تمرير الكرة، ونجح ستيرلينغ في تسجيل هدف أبطله الحكم بداعي التسلّل بعد اللجوء لتقنيّة الفيديو، ولأن اللقاء كان سجالًا ردّ صلاح بتسديدة حرفها الدفاع لجوار القائم، قبل أن يواصل جيسوس هوايته في إهدار الفرص، فصوّب كرة جوار المرمى.
أراد غوارديولا أن يحسم الأمور، فأشرك رياض محرز بديلًا لجيسوس، النجم الجزائري كاد أن يفعلها من ركلة ثابتة في الدقيقة الأخيرة، لكنّ كرته ارتطمت بالقائم، وفي ثواني المباراة الأخيرة، أرسل دي بروين كرة حريرية لمحرز، النجم الجزائري انفرد بالحارس، وفضّل تسجيل الهدف بكرة مقوّسة، لكنّ تصويبته افتقدت للتركيز، فعلت المرمى، لتذهب الفرصة الحقيقة لكسب معركة صدارة البريميرليغ سدى، وينتهي اللقاء بالتعادل 2-2، وهي نتيجة تطابق ما حدث في لقاء الذهاب بملعب الأنفيلد، مانشستر سيتي ما زال في الصدارة برصيد 74 نقطة، يليه ليفربول بـ73.
