06-سبتمبر-2020

لوحة لـ ماركو جيكو/ أوكرانيا

ليست لك المدينةُ

ولا الحجرُ الذي ولدت عليه،

لك الغيابُ يطرزه الغيمُ

كما ليس لك ماؤهُ.

تشابهت عليك الطرقُ

فرحتَ تؤرجح بوصلتَك شمسًا خبيئة.

يخرجُ من تحتِ قدميكَ أديمُ الخرافةِ

ويغطي وجهكَ إرثٌ ليس لك.

عبرتَ الأيامَ حتى انمحت فواصلُها؛

مدثرًا شمسَ الأمس المنتَهكةَ

بقمرِ الغد المفتضَح.

لم يبقَ من العمرِ سوى شبرين من الماء

ودروبٍ كثيرةٍ لا تقود إلى النجم

فحزنُك حزنُ الحجر المُغبر

وديارُك رثاءُ الأمكنةِ البيض.

يا ذا المشّاء في المياه الخفيضةِ

أما ترى النخل ثابتًا

والنهر يجري إلى غير عودة

فأي الطريقين تنحو؟

ليست لك الموجةُ العاليةُ

وليس لك أن تسأل البحر أين المغيب؟

غادرتكَ الحماماتُ

وهذي البحيرةُ لا شك تجف

وأنت تمد إلى الحزن ساقًا وتُرجع أخرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

اتبعني في هذا العالم المزروع بالقرّاص

نبي العاصفة