20-يناير-2024
gettyimages

(Getty) وصف آيزنكوت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، بـ"زعيم الخط الانفصالي، والذي يتجه للتأثير بشكلٍ أكبر في الحكومة".

تتواصل الانقسامات العميقة في إسرائيل، بالظهور على السطح السياسي، ورغم عدم وصول هذه الانقسامات، إلى شرخ كبير في المستوى السياسي الإسرائيلي، إلى أنها تتصاعد بشكلٍ أكبر، مع تزايد الاحتجاجات من قبل عائلات الأسرى، والمطالبة بعقد صفقة تبادل، في ظل "مأزق استراتيجي" في غزة.

وكشف عضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت عن انقسامات عميقة داخل المجلس الحربي الإسرائيلي، منتقدًا رئيس الوزراء الإسرائيلي، ونفى احتمال قيام الجيش الإسرائيلي بإنقاذ المزيد من المحتجزين، بينما قال بصراحة إن إسرائيل لم تحقق أهدافها في قطاع غزة.

شدد آيزنكوت أن على هدف إسرائيل المعلن المتمثل في إعادة الأسرى، لن يحصل إلّا من خلال اتفاق مع حركة حماس

وقال عضو مجلس الوزراء، الفريق غادي آيزنكوت، لبرنامج "عوفدا" الإسرائيلي المذاع على القناة 12 الإسرائيلية: "نحن لم نسقط حماس".

وأضاف: "اليوم، الوضع في غزة وصل لدرجة أن أهداف الحرب لم تتحقق بعد". وأشار إلى أن مجلس الوزراء الحربي، يجب أن يركز على تحديد رؤية لكيفية إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.

جاءت هذه التصريحات، قبيل ساعات من حديث نتنياهو عن أن "الحرب ستستمر لعدة أشهر أخرى".

وشدد آيزنكوت أن على هدف إسرائيل المعلن المتمثل في إعادة الأسرى، لن يحصل إلّا من خلال اتفاق مع حركة حماس، مضيفًا: "بالنسبة لي، لا توجد معضلة. المهمة هي إنقاذ المدنيين، قبل قتل العدو"، وفق تعبيره.

وأوضح آيزنكوت، أنه من المستحيل القيام بالإفراج عن الأسرى، في عملية خاصة. وكرر موقفه بضرورة التوصل إلى اتفاق مع حماس، قائلًا: "أي شخص يقول خلاف ذلك، فهو يبيع حكايات طويلة للجمهور".

وتطرق آيزنكوت إلى إحدى المعضلات المركزية التي تواجهها إسرائيل: "ما إذا كان ينبغي لها الاستمرار في مهاجمة حماس مع المخاطرة بحياة الأسرى أو الموافقة على وقف إطلاق النار مقابل إطلاق سراحهم"، طوال المقابلة، ظهر آيزنكوت، في موقع الداعم لعقد هذه الصفقة، حتى لو كان ثمنها "قبول هدنة طويلة".

وقال إنه، يعتقد أنه كان ينبغي بذل كل جهد للحفاظ على وقف إطلاق النار المؤقت سليمًا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، خلال عقد صفقة التبادل، لأنه سيكون من الصعب تحقيق ترتيب مماثل مرة أخرى.

ووصف آيزنكوت في وسائل الإعلام الإسرائيلية، بـ"زعيم الخط الانفصالي، والذي يتجه للتأثير بشكلٍ أكبر في الحكومة". مع الاعتقاد بأن آيزنكوت، يلمح إلى إمكانية حل الحكومة الإسرائيلية.

وتحدث الرئيس الأسبق للموساد الإسرائيلي تامير باردو، بفكرة قريبة من آيزنكوت، قائلًا: "إن أولئك الذين يتحدثون في إسرائيل عن إعادة الرهائن مع القضاء على حماس في الوقت نفسه، يكذبون بلا خجل".

صفقة التبادل "هي الشيء الصحيح"

من جانبه، حذر اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، من أن الحرب على قطاع غزة، ستنتج الكثير من الضحايا، مع "صعوبة إسقاط حماس".

ويعرف بريك في إسرائيل، باعتباره المنتقد الأبرز للجيش الإسرائيلي، وأحد الذين حذروا من سيناريو مشابه للذي حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وقائلًا: "الذهاب إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".

وأضاف بريك في تصريحات للقناة 12 الإسرائيلية: "قل كيف ستنتصر في الحرب، وإذا أدركت أن ذلك غير ممكن بالطريقة الحالية، فاعترف بذلك وقم بتغيير المفهوم. لا تحكي القصص لنا".

ووفقًا لتحليل باريك، فإن إسرائيل تمر اليوم بمرحلة حرجة في القتال في غزة: حيث يتجمع سكان غزة في مخيمات اللاجئين في رفح، مع وجود الآلاف من الأنفاق وعناصر حماس في حالة نشاط.

وأكد بريك، على أن "الإطاحة بحماس أمر صعب، ومن الأسهل إعادة الأسرى" موضحًا: "الشيء الصحيح: التوصل إلى اتفاق مع حماس لإطلاق سراحهم".

وأضاف أن الاتفاق، حسب قوله، يجب أن يشمل انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، مضيفًا: "سنعود إلى حدود إسرائيل على أي حال لأنه ليس لدينا ما يكفي من القوات. حتى لو أردنا القتال في الشمال، سيتعين علينا إخراجهم من غزة". متابعًا القول: "إذا لم نتوصل إلى مثل هذا الاتفاق، فسنواجه وضعًا أكثر صعوبة بكثير. سيكون هناك المزيد من الخسائر والفوضى والخوف أكبر بكثير. كل ذلك لأن الزعماء يريدون الفوز دون أن يقولوا كيف ينتصرون". واستمر قائلًا: "كل يومين، يعلنون أننا سندمر حماس ونعيد المختطفين، أخبروني كيف تريدون القيام بذلك".

وفي مقال نشر على صحيفة "هآرتس"، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك: "الحرب عمرها 15 أسبوعًا. وفي إسرائيل نرى اليأس، والشعور بأنه على الرغم من المكاسب التي حققها الجيش الإسرائيلي، إلا أن حماس لم تُهزم وأن عودة الرهائن آخذة في التراجع". ودعا باراك، إلى إقامة انتخابات مبكرة.

حذر اللواء المتقاعد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، إسحاق بريك، من أن الحرب على قطاع غزة، ستنتج الكثير من الضحايا، مع "صعوبة إسقاط حماس"

العائلات تحتج

وفي مؤتمر صحفي يوم الخميس اتهم أقارب الأسرى في غزة، حكومة الحرب الإسرائيلية بالتلكؤ، ودعوا الحكومة إلى التوصل إلى اتفاق دولي بشأن صفقة التبادل. وقال قريب أحد الأسرى، موجهًا كلامه إلى نتنياهو: "توقف عن الكذب علينا. أنت لا تفعل كل ما بوسعك".

وفي سياق متصل، تظاهرت عائلات الأسرى، أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا، ليلة الجمعة.

ويعتزم المتظاهرون البقاء خارج منزل رئيس الوزراء طوال الجمعة والسبت.