18-فبراير-2024
مسيرات كوادكابتر

مسيرات كوادكابتر (المرصد الأورومتوسطي)

؛قال "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنه وثق استخدام الجيش الإسرائيلي طائرات مسيّرة صغيرة الحجم (كوادكابتر) في إطلاق نار مباشر تجاه فلسطينيين وقتلهم وإيقاع إصابات في صفوفهم، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأكد المرصد الأورومتوسطي، في بيان له، أن الجيش الإسرائيلي كثّف من استخدام طائرات كوادكابتر التي يتم تسييرها إلكترونيًّا عن بُعد، كأداة قتل وإيقاع أذى في صفوف الفلسطينيين، بعد أن كانت مهمتها مقتصرة على العمل الاستخباري.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يصعد من تنفيذ عمليات القتل العمد والإعدام غير القانونية بحق المدنيين الفلسطينيين من خلال القنص وإطلاق النار من طائرات مسيرة في مختلف مناطق قطاع غزة، إلى جانب استمراره في قتل الفلسطينيين على نحو واسع من خلال القصف الجوي والمدفعي على المناطق السكنية.

وأبرز أن عمليات القتل والإعدام والقنص التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مراكز الإيواء والمستشفيات والشوارع والمناطق السكنية المأهولة كان قد استهدف فيها بشكل أساسي مدنيين عُزل، دون أن يشكلوا مصدرًا لأي تهديد أو خطر، أو أن يشاركوا بالأعمال القتالية بأي شكل من الأشكال.

ووفقًا للتحقيقات التي أجراها المرصد الأورومتوسطي، فإنه يشتبه باستخدام الجيش الإسرائيلي للطائرات المسيرة القاتلة الصغيرة المجهزة برشاشات وصواريخ من فئتي "Matrice 600" و"LANIUS"، وهي طائرات مسيرة متعددة الاستخدامات وعالية القدرة على التحرك، ومصممة للتشغيل على المدى القصير، ويمكن للنظام الخاص بها استكشاف المباني ورسم الخرائط تلقائيًا لاكتشاف الأهداف المحتملة، فيما يمكن أن تحمل حمولات قاتلة أو غير قاتلة، وهي قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهمات للقوات الخاصة والعسكرية.

أكد المرصد الأورومتوسطي، في بيان له، أن الجيش الإسرائيلي كثّف من استخدام طائرات كوادكابتر التي يتم تسييرها إلكترونيًّا عن بُعد، كأداة قتل وإيقاع أذى في صفوف الفلسطينيين

ووثق الأورومتوسطي مقتل عشرات المواطنين جراء إطلاق نار من هذه النوع من المسيرات، إما عن طريق إطلاق النار المباشر تجاه الأفراد، أو من خلال إطلاق النار العشوائي تجاه التجمعات، حيث يجري تركيب بندقية رشاشة أسفل الطائرة والتحكم فيها آليًّا.

وتؤكد الشهادات التي جمعها الأورومتوسطي أن الجيش الإسرائيلي يستخدم بشكل منهجي طائرات كوادكابتر في تنفيذ عمليات قتل عمدي وإعدام غير قانونية ضد المدنيين الفلسطينيين، خاصة في المناطق التي تشهد توغلات ومداهمات إسرائيلية ثم تتراجع عنها الآليات الإسرائيلية، بحيث تستهدف عبر هذا النوع من الطائرات أو القناصة الذين يكونون متخفين في المباني، المدنيين الذين يحاولون العودة لتفقد منازلهم.

وبالإضافة إلى شهادات شهود العيان، ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، فإن العاملين في القطاع الصحي رصدوا أن أغلب حالات الإعدام والقتل غير القانونية جرت بواسطة أعيرة نارية غريبة؛ حيث تختلف مواصفاتها عن الأعيرة النارية المعتادة، وتترك شكلًا مختلفًا على جسد الضحية عند اختراقها إياه، وهذا يدفع إلى الاعتقاد أن حالات القتل كانت بواسطة طائرات كوادكابتر المسيرة.

وأشار الأورومتوسطي إلى أنه يجري استخدام هذا النوع من الطائرات أيضًا لترويع الفلسطينيين وبث الرعب لديهم والتأثير سلبًا على صحتهم النفسية، نظرًا لوجودها المستمر في الأجواء.

وحوّل الجيش الإسرائيلي هذه الطائرة المسيّرة التي أُنتجت للاستخدام بالأساس في أغراض التصوير إلى سلاح جوي استخباري ومن ثم وسيلة للقتل والإعدام خارج نطاق القانون والقضاء.

وطائرات كوادكابتر هي طائرات مسيرة طورتها شركات صناعات عسكرية إسرائيلية بخصائص وميزات تكتيكية مختلفة، وهي رباعية المروحيات وصغيرة الحجم لا يتجاوز قطرها مترًا واحدًا، وهي سهلة البرمجة وتسيّر إلكترونيًا عن بُعد.

وهذا النوع من المسيّرات مزوّد بكاميرات ذات جودة عالية وأدوات تنصت دقيقة جدًا، ويمكنها القيام بمهام عسكرية إضافية، مثل إطلاق النار وحمل قنابل، كما أنه يمكن تحويلها إلى طائرة مسيّرة انتحارية.

ويؤكد الأورومتوسطي على أن الطائرات المسيّرة، على الرغم من أنها لا تعتبر في حد ذاتها من الأسلحة غير القانونية، مثل الأسلحة المحظورة دوليًا، إلا أن استخدامها يجب أن يتم وفقًا لقواعد القانون الدولي الإنساني المعمول بها في سياق النزاعات المسلحة، تمامًا مثل أي سلاح آخر يسمح باستخدامه. ويأتي على رأس هذه القواعد ضمان احترام مبادئ التمييز، والتناسبية، واتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة قبل تنفيذ الهجوم العسكري.