19-أبريل-2021

في أحد مخيمات طرابلس (Getty)

في الوقت الذي تتوجّه فيه العديد من الأنظار في المنطقة العربية خلال  شهر رمضان إلى المسلسلات التلفزيونية، وآخر إنتاجات الدراما، فتأخذ حيزًا كبيرًا من اهتمام ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يتنافسون في الدفاع عن مسلسلهم أو نجومهم المفضلين، وفيما تنشط صفحات الطبخ ونصائح التغذية، التي تقدم الإرشادات حول طريقة تناول الإفطار بشكل متزن خوفًا من عسر الهضم، وتحديد الأوقات المثالية لتناول الحلوى ووجبة السحور، لا يزال مئات الآلاف من اللاجئين السوريين من قاطني المخيّمات على امتداد عدة دول عربية وإقليمية، خاصةً في لبنان حيث  لا تتوفر أدنى مقومات العيش الكريم، يعانون مع كل حلول جديد لشهر رمضان، بعد عشر سنوات على انطلاق الثورة السورية وتشرّد الملايين منهم في مشارق الأرض ومغاربها. 

في ظل أوضاع لبنان الحرجة لدرجة تهديد الأمن الغذائي للأسر اللبنانية، يعاني اللاجئون السوريون بشكل مضاعف في هذا الجانب، خاصة خلال شهر رمضان

وتأتي أزمة اللاجئين السوريين في لبنان مضاعفة هذا العام، في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادّة التي تضرب البلاد، ما حدّ بنسبة كبيرة من قدرة عمل الجمعيات الأهلية، والمبادرات الفردية لمواطنين لبنانيين لمساعدة اللاجئين، على اعتبار أن الأسر اللبنانية بسوادها الأعظم باتت تعاني هي نفسها معاناة شديدة في تأمين ما يسدّ رمقها. 

اقرأ/ي أيضًا: شهادات ميدانية واعتراف رسمي بتعرض نساء في إقليم تيغراي للاستعباد الجنسي

وقد أثارت قضية اللاجئين السوريين في لبنان خلال شهر رمضان الحالي اهتمام الصحف والوكالات العالمية، فنشرت وكالة أسوشيتيد برس الأحد قصة تحت عنوان "اختفاء فرحة شهر رمضان لدى اللاجئين السوريين في لبنان". ووصفت القصة إفطار إحدى العائلات التي قام فريق الأسوشيتد برس بزيارتها، بالصامت والمحبط. كما تصف القصة البيت المتواضع الذي تسكنه العائلة، من ضمنه المائدة الفقيرة، وهو عبارة عن خيمة ذات أرضية خرسانية، وجدران خشبية مغطاة بقماش القنب. وبحسب الأسوشيتد برس، فإن شهر رمضان حلّ على اللاجئين، في وقت تزداد فيه صعوبة حياتهم بسبب المشاكل الاقتصادية في لبنان، وقالت إن النضال لأجل العيش يصبح أكثر وضوحًا وصعوبة عندما تكون الأمعاء فارغة. ونقلت الأسوشيتد برس عن دراسة أجرتها الأمم المتحدة، تأكيدها أن نسبة العائلات السورية اللاجئة في لبنان، والتي تعيش تحت خط الفقر، ارتفعت إلى 89 % في عام 2020، مقارنةً بنسبة 55 % في العام 2019. وذكرت الدراسة أن معظم العائلات التي شملتها الدراسة، لجأت إلى تقليص حجم وعدد الوجبات اليومية بسبب الأوضاع، وأن نصف العائلات تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

وضمن السياق نفسه، نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالة بعنوان "لا حلويات للاجئين السوريين في لبنان، رمضان سيكون صعبًا"، مقتبسةً بعض المعلومات من قصة الأسوشيتيد برس. فذكرت أنه في الوقت الذي يحيي فيه السوريون الذكرى العاشرة لثورتهم، لا يستطيع الكثير من اللاجئين العودة إلى ديارهم، إما لأن منازلهم تدّمرت، أو لأنهم مطلوبون لدى نظام بشار الأسد بتهم مختلفة، كالتهرب من التجنيد الإجباري. ونقلت عن رهف الصغير، وهي لاجئة سورية في لبنان، وأم  لثلاثة أطفال قولها إنها كانت تشعر بالقلق حتى قبل حلول شهر رمضان لخوفها من عدم تأمين الطعام لبناتها.

وفي الوقت الذي يعيش فيه اللاجئون السوريون ظروفًا اقتصادية صعبة، لا تزال الأحاديث تتواتر حول "سطو" جهات رسمية لبنانية على المساعدات التي تصلّ إلى اللاجئين من الجهات المانحة بالدولار الأمريكي، وتسليمها إلى اللاجئين بسعر أقل بكثير من سعر صرف الدولار في السوق السوداء، وهو السوق الحقيقي الذي على أساسه يتمّ تحديد أسعار السلع والمواد الغذائية. ا

تعقيبًا على هذه المسألة قالت الإعلامية محاسن مرسل إن قيمة هذه المساعدات تفوق المليار دولار سنويًا، ويتم التسابق للحصول عليها بين أكثر من جهة لبنانية تطمع بها، كمصرف لبنان والمصارف الأخرى.

 

اقرأ/ي أيضًا: