01-أكتوبر-2018

بابلو بيكاسو/إسبانيا

لم يُبالِ بأحدٍ، وهو يتوجّهُ نحو الأرجوحة المنصوبة في قلب الحومة.
كان مسرعًا وباعثًا على الخوف، لذلك قفزت الطفلة من الأرجوحة إلى مدخل العمارة، وراحت تحاول أن تقرأ الحركات.

حركة أولى
أسْلمَ نفسَه للأرجوحة.

حركة ثانية
أسْلمَ الأرجوحة للرّيح.

حركة أولى مكرّرة
ها أنا أفعلها، فهل ستفعلينها يا سارة؟

حركة الرّاوي
لم أشجّعه على الفكرة، وقد أخبرني بشرطها: أن يركب الأرجوحة على مرأىً من الساحة والشرفات، حتى تقبل أن تهرب معه من رفض أبويهما لزواجهما.
قلتُ له إنك ستصبح أضحوكة الحومة.

حركة الحومة
ضحك معجون بالدّهشة..
من يركب الأرجوحة في هذا العمر؟

حركة الأرجوحة
هل تذكرين أوّل مرةٍ تأرجحتُ فيها يا أمّي؟
كنتِ تمسكينني بيدٍ، وبالأخرى كنتِ تلوّحين للشرفات: "الزبير كبر.. إنه يتأرجح".
صدى الشرفات بين صدق وحسد: عقبال للزواج.
ربي يرحمك..
كنتِ تربطين الأرجوحة بالكبر.

حركة الشرفة العاشقة
زبير..
أنا قادمة
ه
ا
تِ
ي
دَ
ك.

حركة الحومة
انسحب الضحك لصالح الدّهشة، وتاهت العيون بين شرفتها وأرجوحته.

حركة الشرفة والأرجوحة
يدان ممدودتان لبعضهما في الهواء
هي تنفجر بالبكاء، وهو يجهش بالضحك.

حركة مدخل العمارة
رفعت الطفلة رأسها إلى الشرفة، فرأت أختها تهوي، ومدّت بصرها إلى الأرجوحة، فرأتْ الزبير يطير
تعانقا.

حركة الرّاوي
ارتطم الجسدان
حتى أن أسنانه تحطّمتْ في أسنانها
من قوّة الارتطام.

لا حركة للموت.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

هاروكي موراكامي.. كهف الريح

سيرة أخرى للعدم