27-سبتمبر-2018

فنسنت فان غوخ

يداي محملتان بالصدأ

أفك بواحدة أزرار الوحدة الطويلة

وبالأخرى على قبري

وأنا أعتصر عينيّ كأنهما عصير رمان دون قبضة يد

والحياة فيلم كوميدي

يُكثر مشاهدته بتكرار

يفوح  بالدهشة والسخرية

وقهقهات لها صدى عالٍ

وهي تسيل كاللعاب من فم ذئب على فريسته الخجلى

وقبل أن أُدفن في هذه المربعات

تعال لنبن اكواخا من القَشّ لا تبيع العزلة في الشتاء المريض

وفي الصيف توزع ابتسامات مجاناً

لتكون أخر مشاهدي فيه نظرة عتب كبيرة

كأنها زهرة برية في ثلج مملح لا يعطي متسعًا من الأنفاس

وأصدقاء يشبهون تجاعيد وجه الجدّة

وقد اكلت مرايا العمر كثيرا منها

مازلنا نحترق

نعم: نحترق

ونصلب في لهب الخيال الدائم

ونذكر النسيان

والأرواح المبللة بالدمع

خطين متوازيين

أم حلمين لا يعاودان الرجوع

وضحكة غريب

في حب موتاه

حينما يندب التراب دون صلاة

وكتابات رمل بلا جدوى

أو شاعرا مات في مقتبل عمره

ليواسي شاعرًا آخر

فذكريات التأريخ كثيرة

وأذكر ملامح طفل مرّ  سريعا بنا

محملًا بالعدم

وروائح قهوة احترقت من شدة الصدمات

ورائحة نهد يحمل عطر الطين الأول من الخليقة

دون أن يلامس المطر الأخير

كأنهم كل شيء بك

وأنا أول صفعة آخذها

لأن جنس مخيلتي أنثى

بلا رموز

ولا حرف أول.

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ساشا 

ظن البعض أننا جسور

دلالات: