11-نوفمبر-2016

ميسي أثناء احتفال لاعبي المنتخب البرازيلي (دوغلاس ماغنو / Getty)

هُزمت الأرجنتين أمام البرازيل، يمكن القول إن البلد التي اعتادت الرقص على أنغام كرة القدم تمّت إهانتها من نيمار ورفاقه، ولولا القليل من الأنانية من اللاعبين البرازيليين لكانت النتيجة قد انتهت بقنبلة مشابهة لما فعلته ألمانيا في البرازيل في نصف نهائي كأس العالم 2014.

أطلق ليونيل ميسي صرخته في سنة 2014 معلناً أن الاتحاد الأرجنتيني "كارثي"

مثل هذه المباريات لا يمكن اعتبارها إنذار خطر، وإنما هي لحظة انهيار حاسمة في مسيرة المنتخب الذي لعب نهائي كأس العالم 2014. وحملت هذه الهزيمة معها سؤالاً لم تعتاده الأرجنتين، هل سيكون المنتخب في كأس العالم القادمة في روسيا؟ هل سيلعب ميسي هناك لآخر مرة؟.

إقرأ/ي أيضاً: فيليب كوتينيو.. ما الفارق بين ليفربول والبرازيل؟

يمكن أن تبدأ حكاية أحجار الدومينو بالمقلوب وتحديداً حين أطلق ليونيل ميسي صرخته معلناً أن الاتحاد الأرجنتيني "كارثي". لم يكن توصيف ميسي مبالغاً. فبعد سنوات من الفساد في الاتحاد الأرجنتيني الذي قاده خوليو غروندونا من سنة 1979 وحتى وفاته في سنة 2014، دخلت الأرجنتين كمنظومة كروية اتحادية في نفق مظلم حيث اتهم الرئيس التالي لويس سيغورا بالتورط بقضايا فساد أدت إلى إزاحته في سنة 2016 وتعيين أرماندو بيريز مكانه.

عانت الفئات العمرية الأرجنتينية جميعها من الأزمة المالية، التي أصابت الاتحاد في السنوات الأخيرة، فلم يكن يملك الأموال لنقل اللاعبين تحت الـ 20 سنة لخوض المباريات، كذلك فإن المدرب السابق تاتا مارتينو بقي من دون راتب لحوالي سبعة أشهر، وحتى قبل أولمبياد ريو 2016 الماضية، خرجت اللجنة الأولمبية الأرجنتينية لتعلن أن إمكانية مشاركة المنتخب الأرجنتيني بأولمبياد ريو هي 50%، وذلك بسبب عدم توفر الأموال لذلك.

بعد الهزيمة أمام تشيلي في نهائي كوبا أمريكا المئوية سنة 2016، خرج ليونيل ميسي ليعلن اعتزاله إلا أن هذا القرار ترافق حينها مع إعلان 7 لاعبين منهم القائد خافيير ماسكيرانو ودي ماريا وأغويرو أنهم لن يرتدوا قميص المنتخب. وفي الوقت الذي ظهرت ردة فعل هؤلاء اللاعبين عفوية بسبب الخسارة، إلا أنها حملت في طياتها تهديداً مبطناً ورسائل واضحة للدولة من جهة والاتحاد الأرجنتيني من جهة ثانية على أن الطريق، التي تتم إدارة الأمور بها، لن تؤدي إلى خواتم سعيدة.

سامباولي وسميوني وبوكتينيو، قدموا نماذج مميزة لمدربين أرجنتينيين قادرين على قيادة أندية كبيرة وتحقيق الإنجازات

أعادت مواجهة البرازيل الذهنية السلبية للمنتخب الأرجنتيني والتي تبدأ من أعلى الهرم وصولاً إلى اللاعبين. يشعر دائماً نجوم الأرجنتين أنهم أكبر من المدربين الذين يقودونهم، فأيام تاتا مارتينو خرج ميسي ودي ماريا من نفق غرفة الملابس وهما يتهامسان سخرية من مدرب المنتخب. وفي المباراة الأخيرة أمام البرازيل ظهر وكأن المدرب لا يملك رؤية واضحة ولا خطة واضحة وأن اللاعبين على أرض الملعب لا يملكون التزاماً تكتيكياً.

قدمت البرازيل في مواجهة الأرجنتين نموذجاً معاكساً تماماً في المواجهة، نسفت البرازيل أسلوب "السامبا" الذي اعتادت عليه، على الرغم من أنها قدمت المتعة المنتظرة. فكان خيسوس وكوتينيو ونيمار أول المدافعين، وأظهر فيرناندينيو وريناتو أوغوستو وباولينيو التزاماً مميزاً في مراكزهم في وسط الملعب وأقفلوا المساحات في وجه ليونيل ميسي، وظهر أن كوكبة النجوم التي يملكها المنتخب تعمل في خدمة المدرب وليس العكس.

إقرأ/ي أيضاً: فيديو: 8 مشاجرات أظهرت الوجه السيئ لميسي

سامباولي وسميوني وبوكتينيو، قدمت هذه الأسماء الثلاثة نماذج مميزة لمدربين أرجنتينيين قادرين على قيادة أندية كبيرة وتحقيق الإنجازات. وفي الوقت الذي كانت الأرجنتين تخسر أمام تشيلي في كوبا أمريكا، كان المدرب الأرجنتيني خورخي سامباولي هو من يقود هزيمة منتخب بلاده.

تحتاج الأرجنتين لإعادة هيكليتها، فكرة القدم الحديثة لا يمكن أن تُبنى على بطل، حتى مارادونا حين قاد الأرجنتين إلى المجد لم يكن وحيداً على أرض الملعب. تحتاج الأرجنتين أن تأخذ خطوة إلى الخلف ترفع فيها الضغط عن ميسي، فمنتخب "التانغو" يملك نجوماً يعدّون من الأفضل في العالم على الصعيد الفني ومن المؤسف أن يغيبوا عن مونديال 2018.

إقرأ/ي أيضاً:

وشم ميسي الجديد بالحبر الأسود.. يُدهش العالم!

أمريكا الجنوبية.. صراع التصفيات تحسمه التفاصيل