02-مايو-2016

من مظاهرة جمعة الأرض، أمام نقابة الصحافيين في القاهرة (Getty)

لأول مرة في تاريخ مصر، تقوم قوات الأمن باقتحام مقر نقابة الصحفيين للقبض على كل من الصحافي عمرو بدر، رئيس تحرير موقع بوابة يناير، والصحافي محمود السقا الذي يعمل في الموقع نفسه، وقال شهود العيان إن الاقتحام الذي تم مساء الأحد 1 أيار/مايو قام على حوالي 35 من أفراد من قوات الأمن الذين ارتدوا الزي المدني فاقتحموا مقر النقابة، وقاموا بالاعتداء بالضرب على عناصر أمن النقابة عند محاولتهم منعهم من الدخول. وكان عمرو بدر ومحمود السقا يعتصمان داخل المقر منذ 30 نيسان/أبريل احتجاجًا على استمرار الملاحقات الأمنية لهما، واقتحام منازلهما أكثر من مرة.

يعتصم عمرو بدر ومحمود السقا داخل مقر نقابة الصحفيين احتجاجًا عن استمرار الملاحقات الأمنية لهما، واقتحام منازلهما

وجريمة اقتحام النقابة تأتي ضمن ممارسات سلطة السيسي المستمرة في تكميم الأفواه والقضاء على الحريات، فالنقابة التي شهد محيطها أكبر مظاهرة منذ استيلاء السيسي على الحكم، وهي مظاهرة جمعة الأرض في 15 نيسان/أبريل الرافضة للتنازل وبيع الجزيرتين؛ تيران وصنافير، حيث أثارت الهتافات الثورية غضب السلطة، التي قررت محاصرة محيط النقابة فيما بعد لمنع أي مظاهرات أو وقفات احتجاجية، ثم قامت بعد ذلك بحشد عدد من البلطجية يوم 25 نيسان/أبريل لرفع العلم السعودي وصور السيسي والهتاف بالشعارات الداعمه للسلطة، والتهجم على عدد من أعضاء النقابة بالسب والقذف أثناء دخولهم للمبنى، ثم محاولة البلطجية اقتحام المبنى، وكأن السلطة تريد أن تقول نحن نأخذ حقنا منكم في نفس المكان الذي احتشدتم به وهتفتم فيه ضدنا.

اقرأ/ي أيضًا: أيها المصريون.. الشوارع تنتظركم

وفي 28 نيسان/أبريل، نظم عدد من الصحافيين مسيرة بالأقلام إلى دار القضاء العالي، لتقديم بلاغ إلى النائب العام ضد وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، واتهامهما بمنع وصول الصحفيين إلى مقر نقابتهم، واتهام وزير الداخلية بالتحريض على محاولات اقتحام مقر النقابة، من خلال السماح لعدد من البلطجية والمسجلين خطر بالتواجد أمام مبنى النقابة ومحاولتهم اقتحامها.

ومما لا شك فيه أن جريمة اقتحام النقابة كانت نتيجة لهذه المسيرة واتهام وزير الداخلية ومدير أمن القاهرة، فالاحتكاك يهدف إلى توصيل رسالة للجميع؛ تراجعوا عن مواقفكم الرافضة للظلم والاستبداد أفضل لكم، حتى لا تتعرضوا للعقاب.

ورغم أن الكرة في ملعب أعضاء مجلس نقابة الصحفيين الآن لاتخاذ الرد المناسب بالنسبة لهم، لكن على كل من يعملون بمجال الصحافة والإعلام والنشطاء المدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان التحرك من أجل إدانة ما حدث، ومنع تكراره، وليكن الموعد هو 3 أيار/مايو، اليوم العالمي لحرية الصحافة.

اقرأ/ي أيضًا:

في مصر.. حتى الستر في خطر!

حلب.. مدينةُ الألم