24-أبريل-2016

في جمعة الأرض

بعد نجاح مظاهرات 15 نيسان/أبريل التي اشتهرت بجمعة الأرض، يتم الحديث عن ماذا بعد هذه الخطوة، فالبعض يعتبرها استعادة لروح "ثورة يناير"، وبداية لوجود اصطفاف جماعي لمناهضي السيسي ورافضي استمرارية حكمه، وصولًا إلى طرح سيناريوهات مختلفة عن التخلص من السيسي، ونشر الأخبار وكتابة المقالات عن وجود صراعات بين الأجهزة السيادية والأمنية في مصر، وأنها ترتب للاستغناء عن السيسي، والإفراط في تلك المواضيع مجرد نوع من تصدير الوهم للجماهير، وجعلهم ينشغلون بكلام عديم الفائدة، ويبعدهم عن التفكير الجاد الهادف لتعزيز الزخم الجماهيري المتمسك بمصرية جزيرتي تيران وصنافير، والرافض لتوجهات السيسي وأعوانه.

يجب أن يتم الربط بين الدفاع عن مصرية "تيران وصنافير" ومجمل القضايا التي يعاني منها الشعب

لا تشغلوا أنفسكم بالاقتباسات الانتقائية المضللة عن صراع الجهاز الفلاني ورفض الجهاز/المؤسسة العلانية لقرار للسيسي، فكل ذلك معارك ذات طابع هامشي، فعودة الشجاعة الثورية للجماهير من جديد ونزولها للشوارع هو الطريق الوحيد لأي عملية تغيير، ومن يراهن على شيء آخر فاقد الثقة في حركة الجماهير ولا يريد الانخراط في الحراك الشعبي، وهذا يثبت أن ما كتبه جورجي مارتن أنه عندما تتحرك الجماهير يصبح في الإمكان إيقاف الرجعية كان صحيحًا.

اقرأ/ي أيضًا: عن جماعة إثارة القلق حول السيسي

تعتبر حملات الخوف التي تروج لها السلطة بشكل دائم قد انكسرت مع نزول المتظاهرين في "جمعة الأرض"، والدعوة بكثافة للتظاهر يوم 25 نيسان/أبريل والتأكيد على أن الكثيرين لن يكونوا ضمن النخبة السياسية التي تتحكم بها السلطة وجعلتهم في حالة عزلة عن المجتمع.

النضال من أجل الدفاع عن مصرية "تيران وصنافير" يجب أن يتم ربطه مع مجمل القضايا التي يعاني منها الشعب، قمع وفشل اقتصادي رهيب وعدم استماع واهتمام بصوت المطالب الشعبية، إلى جانب أن السيسي لا يعتبر نفسه مجرد رئيس للجمهورية، بل يعتقد أنه الوطن ومن يختلف معه يختلف مع الوطن، وبعض المرتزقة يحاولون تلميع مثل هذه الاعتقادات الساقطة، والآن لدينا فرصة لبناء اصطفافات واقعية قابلة للتحقيق مكانها الشارع والساحات ومضمونها التمسك بكامل التراب الوطني، ورفض التبعية والمطالبة بالاستقلال الوطني، ومناهضة كل السياسات الأمنية والاقتصادية التي تمثل جريمة في حق المواطن والوطن.

لم يلتفت أحد للافتراءات الإعلامية التي يبثها إعلاميو السلطة، من خلال استخدام العديد من الوسائل أبرزها الشخصنة من أجل تقسيم صفوف المعارضين وإبعادهم عن نقطة الالتقاء الحالية، وفي هذا السياق أذكركم بمقولة المناضل فرج الله الحلو "إن أخطر سلاح يستخدمه خصوم حريتنا إنما هو تفريق صفوفنا، وإن أمضی سلاح ندافع به عن حقوقنا الوطنية هو اتحادنا".

اقرأ/ي أيضًا:

السودان.. لماذا تخاف الحكومة من الطلاب؟

التنظيمات المتشددة.. قراءة أخرى