28-أغسطس-2020

جنود لبنانيون في العاصمة بيروت مطلع العام الجاري (إبراهيم عمرو/Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير 

أفادت وكالة رويترز للأنباء، نقلًا عن الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، بأن اشتباكًا مسلحًا حدث في منطقة خلدة جنوبي بيروت في وقت سابق من يوم  الخميس 27 آب/أغسطس 2020، مما أسفر عن سقوط قتيلين، وعدد من الجرحى. الأمر الذي استدعى على الفور تدخل الجيش لتطويق منطقة الاشتباك، فيما سارعت الأحزاب السياسية لحث جميع الأطراف على الالتزام بالهدوء، دون أن يصدر عن رئيس الجمهورية  العماد ميشال عون أو مكتبه الرئاسي أي بيان أو تصريح مرتبط بالحادثة الأمنية.

تدخل الجيش اللبناني لوقف الاشتباكات التي وقعت في منطقة خلدة جنوب بيروت، لكن هذا التدخل لم يمنع تجدد الاشتباكات بعد ساعات قليلة

بحسب الرواية الرسمية التي نقلتها عديد وسائل الإعلام المحلية على لسان مصدر أمني فإن الإشكال الذي تطور إلى تبادل لإطلاق النار، استخدمت خلاله الأسلحة الآلية الخفيفة، وقذائف من طراز آر بي جي المضادة للدروع، بدأ منذ ظهر  الخميس قرب سوبر ماركت رمال في منطقة خلدة، مما أسفر عن مقتل طفل (14 عامًا) وشخص آخر يحمل الجنسية السورية، فضلًا عن إصابة 8 أشخاص آخرين بجروح.

اقرأ/ي أيضًا: نكبة بيروت: ما الذي يجعل الأسمدة النتروجينية قنابل موقوتة؟

فيما قال الجيش اللبناني في بيان نشر عبر حسابه الرسمي على تويتر  بخصوص الاشتباكات التي شهدتها المنطقة أنها جاءت على "خلفية رفع راية لمناسبة عاشوراء"، مضيفًا أن وحدات الجيش الموجودة في المنطقة تدخلت على الفور لإعادة الهدوء، فضلًا عن اتخاذ إجراءات أمنية مكثفة واستقدام تعزيزات عسكرية وتسيير دوريات مؤللة، لافتًا إلى إيقافه 4 أشخاص متورطين بالأحداث، بينما تقوم وحدات الجيش بملاحقة باقي المتورطين في الاشتباكات.

لكن تدخل الجيش لم يمنع  تجدد الاشتباكات مرةً ثانية في فترة المساء من ذات يوم الحادث، الذي توسعت دائرته لتشمل انتشار مجموعات مسلحة في منطقتي عرمون ودوحة عرمون. كما تخلل الاشتباكات المسائية إقدام مسلحين على إضرام النيران في سنتر شبلي وتعاونية رمّال في خلدة بالقرب من مكتب لحركة أمل وفق ما نقلته صحيفة المدن الإلكترونية.

في الأثناء أشارت وسائل إعلام محلية صباح  الجمعة 28 آب/أغسطس الجاري إلى عودة الهدوء إلى المنطقة بشكل حذر، فيما أظهرت مقاطع مصورة تعرض محال تجارية لدمار كبير جراء احتراقها، وبدا واضحًا تأثر زجاج النوافذ بتبادل إطلاق النار، في حين كانت مقاطع مصورة نشرت يوم الخميس قد أظهرت استخدام قذيفة من طراز B7 أثناء الاشتباكات متبوعة برشقات نارية من أسلحة آلية.

وفيما تضاربت الروايات بشأن الاشتباكات في مراحلها الأولى، جاء بيان الجيش  ليؤكد أن الخلاف كان بسبب راية أرادت رفعها مجموعة من أنصار حزب الله في إطار إحياء ذكرى عاشوراء. بينما سارعت الأحزاب السياسية بالدعوة إلى الالتزام بالهدوء، وتوخي الحذر من انجرار لبنان إلى حرب طائفية. في حين لم يصدر أي تصريح رسمي عن رئاسة الجمهورية، أو حزب الله، فإن محطة LBCI المحلية نقلت عن مصادر في الحزب تأكيدها على نفي "علاقة الحزب بالإشكال الذي حصل في منطقة خلدة".

في سياق رديف حمّل بيان لعشائر المنطقة حزب الله مسؤولية الحادث، واعتبرت العشائر في بيانها أن "هذا الحادث في عهدة الجيش والقضاء"، مطالبة بـ"توقيف المرتكبين القتلة المعروفين بالاسم من القاصي والداني، وعليه سوف يكون للحديث صلة" وفق ما ورد في البيان.

يذكر أن المنطقة ذاتها قد شهدت إشكالًا قبل نحو 10 أيام بالتزامن مع صدور قرار المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وإدانتها القيادي في حزب الله سليم عياش بارتكاب الجريمة، وبدأ الإشكال بعد محاولة عناصر من حزب الله رفع صورة لعياش على واجهة تعاونية رمال، مما أدى لحصول إشكال بين أهالي المنطقة ومناصري حزب الله.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إعادة اكتشاف وسط بيروت

بيروت الصورة.. بيروت الواقع

كيف كان وجه بيروت عام 1900؟