10-مايو-2023
Getty

تجتمع اللجنة العسكرية للناتو في بروكسل، حيث تم تخصيص جلسة واحدة لمناقشة الحرب في أوكرانيا (Getty)

بعد حوالي أسبوع من إعلان الكرملين عن استهدافه بالطائرات المُسيّرة، عقد يوم النصر في روسيا، وذلك بشكلٍ محدود، وضمن تشديدات أمنية بالغة تفوق كل الأعوام السابقة، فيما تجمع التقديرات على أن احتفال يوم النصر، كان عرضًا محدودًا للقوة الروسية.

تقدر الاستخبارات البريطانية أن موسكو امتنعت عن القيام بعرض أكبر لأنها تريد تجنب الانتقادات المحلية

وبحسب تقديرات المخابرات البريطانية، فإن موكب يوم النصر، في الساحة الحمراء بموسكو، يكشف عن تحديات نقص العتاد والجنود في روسيا، حيث شارك بالعرض من 8000 فرد، لكن الغالبية كانوا من القوات المساعدة وشبه العسكرية والمتدربين.

وتضيف التقديرات أن التشكيلات العسكرية الوحيدة التي شاركت بالعرض كانت قوات السكك الحديدية والشرطة العسكرية، فيما شاركت دبابة T-34 وحيدة بالعرض العسكري.

وتقدر الاستخبارات البريطانية أن موسكو امتنعت عن القيام بعرض أكبر لأنها تريد تجنب الانتقادات المحلية، التي تتحدث عن إعطاء الأولوية للعرض العسكري على العمليات القتالية.

Getty

وتشير صحيفة الغارديان إلى أن خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، انتهى دون أي مفاجآة كبرى، مكررًا خلاله نفس المزاعم السابقة حول الربط بين دور الاتحاد السوفيتي في هزيمة ألمانيا النازية ودوره في الحرب على أوكرانيا.

وحول الاستعراض العسكري، تقول: "كان هذا هو الاحتفال الأكثر صمتًا في 9 مايو / أيار"، مضيفةً: "كان العرض خفيفًا مقارنة بالسنوات السابقة، ولم يتضمن عرضًا جويًا. في أجزاء أخرى من روسيا، تم إلغاء الحدث تمامًا".

وتتابع الصحيفة، مشيرةً إلى أن استعراض 9 أيار/ مايو كانت طوال حكم بوتين فرصة للفخر العسكري وإرسال التهديدات، لكن بوتين ومع الفشل أوكرانيا لم يتمكن من الإشارة إلى أي نجاحات في هذا المجال.

واستمر بوتين في وضع الحرب ضمن تصورات تقوم على صراع الحضارات، حيث شدد في خطابه بمناسبة ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية على أن "الحضارة عند نقطة تحول"، مشيرًا إلى أن بلاده تتعرض لحرب متعددة الأبعاد يشنها أكثر من طرف غربي.

Getty

وأقر البرلمان الفرنسي بالإجماع قرارًا غير ملزم يهدف إلى تشجيع أعضاء الاتحاد الأوروبي على وضع فاغنر على قائمته الرسمية للمنظمات الإرهابية.

وفي سياق متصل، تجتمع اللجنة العسكرية للناتو في بروكسل، حيث تم تخصيص جلسة واحدة لمناقشة الحرب في أوكرانيا. فيما تشارك فنلندا لأول مرة كعضو في اجتماعات اللجنة.

وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، في افتتاح اجتماع اللجنة العسكرية، إنه "بينما نستعد لمستقبل أكثر خطورة، يجب أن نضاعف جهودنا للحفاظ على سلامة مليار مواطن لدينا، ودعم النظام الدولي القائم على القواعد".

ميدانيًا، قال الحاكم الروسي في منطقة كورسك، اليوم الأربعاء، إن قوات الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرة مسيرة "معادية" في منطقة كورسك المتاخمة لأوكرانيا، مضيفًا أن الحطام المتساقط دمر خط أنابيب غاز ومنزل.

وأشار حاكم منطقة فورونيج الروسية، الأربعاء، إلى أن طائرتين مُسيّرتين حاولتا مهاجمة منشأة عسكرية في منطقته، دون نجاح.

وذكرت وكالة تاس أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ادعى أنه منع محاولة اغتيال قائد شرطة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية، والتي تسيطر عليها روسيا.

Getty

ولليوم الثاني على التوالي واصلت القوات الروسية هجماتها الليلية على العاصمة الأوكرانية كييف، مستخدمة في الهجوم قاذفات ومُسيّرات.

وفي التفاصيل كشفت الجهات الرسمية الأوكرانية عن تعرض كييف "لهجوم صاروخي ليلي، هو الخامس منذ بداية أيار/مايو الجاري"، وأكدت الإدارة العسكرية "أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 6 صواريخ"، وبحسب ذات المصدر فإن "الهجوم نفذته 4 قاذفات إستراتيجية من طراز توبوليف-95 بعد إطلاق عدد من المسيرات من طراز شاهد الإيرانية، في محاولة لاكتشاف مواقع الدفاعات الجوية".

واقتصرت خسائر الهجوم الروسي على أضرار مادية محدودة على الرغم من وقوع "حطام الصواريخ  في عدد من الأحياء والمناطق في العاصمة ومحيطها".

أما في المنطقة الجنوبية من أوكرانيا، وبالتحديد في خيرسون، شنت القوات الروسية قصفًا مدفعيًا أصيب على إثره 14 مدنيًا بينهم طفل بحسب ما كشفه حاكم المقاطعة الذي أكّد أن القوات الروسية "نفذت خلال الساعات الماضية، 46 هجومًا على أحياء سكنية، ومدرسة، ومركز طبي، ومركز لإيواء المسنين"، مما اضطر السلطات في خيرسون إلى "إجلاء عشرات الأشخاص من الأراضي التي استُعيدت من القوات الروسية، بسبب القصف المتواصل على المدينة".

على الطرف الآخر أفادت وكالة سبوتنيك الروسية أن الجيش الروسي "أسقط طائرة هجومية أوكرانية في خيرسون من طراز "سو-25" تابعة للقوات الجوية الأوكرانية بالقرب من قرية بيلوزيركا بمقاطعة خيرسون".

كما أفادت ذات المصادر الروسية أن الجيش الروسي "اعترض 3 صواريخ أوكرانية من راجمات "أوراغان" و"هيمارس"، وصاروخ واحد تكتيكي من نظام "توتشكا-أو".

Getty

أما في باخموت التي تشهد أكثر العمليات القتالية ضراوة، فقد أفاد الجيش الأوكراني بمواصلة القوات الروسية لهجماتها مع التنويه إلى عدم تمكن القوات الروسية من السيطرة على باخموت "قبل يوم النصر كما كانت تتوقع موسكو"، وبحسب المتحدث باسم القيادة العسكرية لشرق أوكرانيا سيرهي شيريفاتي فإن "العدو لم يسيطر على باخموت، ولا توجد أي تغييرات كبيرة في الأوضاع".

واستغل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذه الفرصة للإشادة بقواته "على جبهات باخموت وأفدييفكا ومارينكا"، قائلًا "إن شركاء بلاده يرون مدى فعالية قواته في استخدام الأسلحة التي تُسلم لهم"، داعيًا حلفاء بلاده خاصة في الاتحاد الأوروبي "إلى الإسراع في تسليم الذخيرة لقوات بلاد"، وكان زيلينسكي التقى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي تزور كييف حاليًا، حيث أكّد لها أن "المعتدي الروسي فشل في السيطرة على باخموت وتقديم أي انتصار في ذكرى التاسع من أيار/مايو".

وفي سياق الحديث عن المساعدات الأوكرانية لكييف كشفت فون دير لاين أن دول الاتحاد الأوروبي "خصصت أكثر من مليار يورو لإيصال الذخائر والأسلحة اللازمة لأوكرانيا"، مؤكدةً أن "كييف تحرز كذلك تقدما في الخطوات للانضمام للاتحاد الأوروبي".

Getty

وكانت الولايات المتحدة أعلنت هي الأخرى "حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 1.2 مليار دولار لتعزيز دفاعاتها الجوية وتزويدها بذخيرة مدفعية إضافية".

وعاد زعيم فاغنر يفغيني بريغوفيتش إلى تصعيد خطابه ضد قيادات وزارة الدفاع الروسية، حيث اتهم بريغوجين وحدة عسكرية روسية تابعة لوزارة الدفاع "بالفرار من مواقعها قرب باخموت تاركة الجبهة مكشوفة، مردفًا بأن الدولة "لم تعد قادرة على الدفاع عن البلد"، كما كشف بريغوجين أنّ "حجم الشحنة من الذخيرة التي تعهدت بها وزارة الدفاع تقلص، حيث أعطونا 10% فقط مما طلبناه.. لقد تم خداعنا"، حسب وصفه.

عاد زعيم فاغنر يفغيني بريغوفيتش إلى تصعيد خطابه ضد قيادات وزارة الدفاع الروسية

وتابع بريغوجين قائلًا: "لدينا وزارة دسيسة بدلًا من وزارة دفاع، لذا فإن جيشنا يغادر حيث فقد اللواء 72 مساحة قدرها 3 كيلومترات مربعة من الأراضي". وقال بريغوجين: "الجندي يغادر الخندق، لأنه لا فائدة من الموت بلا داعٍ، ينبغي ألا يموت الجندي بسبب غباء قادته".