15-سبتمبر-2023
اختفاء وزير الدفاع الصيني

غياب وزير الدفاع الصيني، هو أحدث اختفاء بارز بعد أشهر من اختفاء وإقالة وزير الخارجية الصيني (Getty)

لم يظهر وزير الدفاع الصيني منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع وسط تكهنات بأنه قيد التحقيق، في أحدث قضية اختفاء مسؤول كبير في الحزب الشيوعي عن الرأي العام.

وشوهد الجنرال لي شانغ فو آخر مرة في 29 آب/ أغسطس عندما ألقى خطابًا أمام منتدى السلام والأمن الصيني الأفريقي. وكانت آخر رحلة خارجية له إلى موسكو ومينسك في منتصف آب/ أغسطس، حيث التقى بمسؤولين روس على هامش مؤتمر أمني، ومع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.

ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم الجمعة، نقلًا عن مسؤولين كبار أن الحكومة الأمريكية تعتقد أن لي يخضع للتحقيق، وتم تجريده من صلاحياته

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم الجمعة، نقلًا عن مسؤولين كبار أن الحكومة الأمريكية تعتقد أن لي يخضع للتحقيق، وتم تجريده من صلاحياته.

ولم يذكر الأشخاص المطلعون على المعلومات الاستخباراتية ما الذي دفع إدارة بايدن إلى استنتاج أن لي يخضع للتحقيق. ولم يعلق البيت الأبيض على الأمر. ورفضت السفارة الصينية في الولايات المتحدة التعليق للصحيفة البريطانية. 

وذكرت رويترز أن الوزير الصيني لي ألغى اجتماعًا مع مسؤولي الدفاع الفيتناميين في اللحظة الأخيرة الأسبوع الماضي. وقال مسؤولان فيتناميان لوكالة الأنباء إن بكين أجلت الاجتماع الأمني السنوي مع بلادهم.

وكان رام إيمانويل، سفير الولايات المتحدة لدى اليابان، صريحًا بشكل خاص بشأن اللغز، حيث شبه حكومة شي جين بينغ برواية أجاثا كريستي "ثم لم يبق أحد".

وفي يوم الجمعة، نشر على موقع "أكس" (تويتر سابقًا)، مدعيًا أن لي لم يظهر في اجتماع مقرر مع قائد البحرية السنغافورية لأنه "وضع تحت الإقامة الجبرية"، ولم يقدم مصدرًا لهذه الادعاءات.

ويأتي اختفاء لي في أعقاب الإقالة المفاجئة لوزير الخارجية الصيني تشين جانج من منصبه في تموز/ يوليو، بعد اختفائه الذي دام لأسابيع، ولم ترد أي معلومات أو علامات أخرى عنه منذ ذلك الحين.

كما قام شي بتغيير اثنين من كبار جنرالات القوة الصاروخية في أوائل آب/ أغسطس، في تغيير كبير لقيادة الجناح العسكري. ولم يظهر القائد السابق لي يوشاو علنًا منذ أسابيع قبل ذلك، ولم يكن هناك أي تفسير لإقالته.

ومنذ وصوله إلى السلطة في عام 2013، أدار شي حملة واسعة النطاق لمكافحة الفساد يقول المحللون إنها استهدفت أيضًا المعارضين السياسيين. وتشير المصادر، إلى أن الرئيس الصيني، وطد سلطته بشكلٍ كبير، وأصبحت المناصب العليا، جميعها في يد حلفاء شي.

وكتب المحلل الصيني بيل بيشوب: "سيكون من اللافت للنظر أنه في العام الحادي عشر من تولي شي المسؤولية عن جيش التحرير الشعبي، لا يزال هناك مثل هذا الفساد الرفيع المستوى، وبالنسبة لضباط القوة الصاروخية ولي شانغ فو، لا يستطيع شي إلقاء اللوم على أسلافه".

وقال درو طومسون، وهو باحث في كلية لي كوان يو للسياسة العامة، إن لي وكين كانا "بوابة المجتمع الدولي إلى نظام مبهم" وأن اختفائهما كان مثيرًا للقلق.

كتب المحلل الصيني بيل بيشوب: "سيكون من اللافت للنظر أنه في العام الحادي عشر من تولي شي المسؤولية عن جيش التحرير الشعبي، لا يزال هناك مثل هذا الفساد الرفيع المستوى"

وقال طومسون، وهو أيضًا مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية: "من المثير للصدمة أن الصين أخفت خلال ثلاثة أشهر وزيري الخارجية والدفاع. هذان محاوران أجنبيان مهمان، لكن الصين لا تشعر بأي التزام بإبلاغ المجتمع الدولي بكيفية أو سبب رحيل الوزراء".

تم تعيين لي وزيرا للدفاع في آذار/ مارس 2023، بعد بضعة أشهر من توليه منصب العضو الأعلى رتبة في اللجنة العسكرية المركزية التي تشرف على القوات المسلحة. وفي عام 2018، بصفته مديرًا لقسم تطوير المعدات العسكرية، فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات بسبب شراء جيش التحرير الشعبي الصيني لمعدات عسكرية روسية.