يبدو إيلون ماسك عازمًا على فرض رسمٍ شهري بقيمة 8 دولارات أمريكية، على الحسابات التي تحمل إشارة التحقق الزرقاء، وذلك على الرغم من ردة الفعل السلبية الواسعة ضدّ هذا التحرّك، والتي عبّر عنها ملايين المستخدمين، ومئات من أصحاب الحسابات الموثقة على المنصة، وخاصة من الصحفيين والإعلاميين والنناشطين في العديد من دول العالم.
هذا التحرّك السريع من قبل إيلون ماسك، جاء بعد تمهيدٍ سابق بشأنه، وتسريبات من أشخاص مطلعين داخل الشركة
هذا التحرّك السريع من قبل إيلون ماسك، جاء بعد تمهيدٍ سابق بشأنه، وتسريبات من أشخاص مطلعين داخل الشركة تحدثوا إلى وسائل إعلام أمريكية، كشفوا بأن المالك الجديد لمنصّة تويتر يفكّر في إجراء تغييرات جذرية على طريقة التوثق من الحسابات، والتي يعتبرها قائمة على نظام "مليء بالهراء" على حد وصفه شخصيًا، وهو ما كرره علنًا في تغريدة له على حسابه الذي يتابعه أكثر من 110 ملايين مستخدم/حساب. وبحسب ماسك، فإن النظام الحالي أشبه بنظام "لوردات وفلاحين"، وأنه يؤدي إلى التمييز بين المستخدمين على نحو غير منطقي في كثير من الأحيان، وأن الحل هو فرض رسم عام على الجميع، يتيح توثيق الحساب لجميع الراغبين بذلك، وفق شروط سيتم تحديدها وتطبيقها.
هذا التغيير في حال تم اعتماده، فإنه سيؤثر على أكثر من 400 ألف حساب موثق بالعلامة الزرقاء على المنصّة. وفي حال لاقت هذه الخطوة استجابة واسعة من المستخدمين، ولاسيما عبر خطة "تويتر بلو"، فإنها ستكون خطوة مهمة نحو التخفف من الاعتماد على الإعلانات، والتي تمثل الحصة الأكبر من إيرادات الشركة، والتي تقدر بحوالي خمس مليارات دولار أمريكي سنويًا.
هذا التوجّه تؤكّده تغريدة سابقة لإيلون ماسك، جاءت ردًا على الروائي الأمريكي ستيفن كينغ، الذي أوضح أنه مستاء من احتمال فرض 20 دولارًا شهريًا كرسم توثيق للحساب، فأخبره ماسك بأن الشركة "تحتاج إلى تأمين المصاريف بطريقة أو بأخرى". كما أشار ماسك إلى أن الرسم سيكون "8 دولارات"، مؤكدأ أن الخطوة لا غنى عنها من أجل التخلص التدريجي من الحسابات الآلية والزائفة.
هذا ويعد جيسون كالاكانيس، أحد أبرز أصدقاء إيلون ماسك من عالم الاستثمار في قطاع التقنية، والذي يساعده حاليًا في إدارة المرحلة الانتقالية بعد الاستحواذ على تويتر، يعدّ من أهم الداعمين لتوجّه ماسك لفرض رسوم على التحقق من الحسابات، والتوسّع في خطط الاشتراك الشهرية في المنصّة مقابل امتيازات جديدة للمستخدمين وصنّاع المحتوى، وذلك من أجل تحسين ربحيّة الشركة وقدرتها التنافسية، في ظل استمرار الصعود السريع لمنصات أخرى، مثل تيك توك، وسحبها لأعداد كبيرة من المستخدمين، ولاسيما من الفئات العمرية الأصغر سنًا. وبالإضافة إلى كالاكانيس، أعرب المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "باينانس" الأمريكية للعملات الرقمية، وإحدى أبرز المساهمين في عمليات تمويل صفقة ماسك للاستحواذ على تويتر، عن دعمه لخطط المالك الجديد للشركة، وأمله في أن يسهم ذلك في القضاء على ظاهرة الحسابات الآلية.
يذكر أن خطوة توثيق الحسابات بالعلامة الزرقاء قد بدأت في منصة تويتر منذ العام 2009، كخطوة للحد من المخاوف بشأن انتحال هوية بعض الشخصيات العامة والمشاهير والناشطين، ثم توقفت هذه الخطمة مؤقتًا لعدة سنوات، قبل أن يتم استئناف العمل بها وتلقي الطلبات الجديدة للتوثيق، وفق شروط جديدة، وذلك في العام 2021.
ويواجه إيلون ماسك العديد من التحديات العاجلة منذ إتمام صفقته الكبرى للاستحواذ على تويتر، مقابل 44 مليار دولار أمريكي يوم الخميس الماضي، حيث بدأ بسلسلة من التسريحات في الإدارة العليا للشركة، وفصل رئيسها التنفيذي السابق باراغ أغراوال، ليصبح ماسك المدير الوحيد والمطلق للشركة حاليًا، بحسب التسمية الأولى التي اختارها لنفسه على حسابه الشخصي (رئيس تويت/Chief Twit)، قبل أن يغيره إلى أنه "مسؤول الخط الساخن عن الشكاوى". وبحسب تقارير، فقد جلب ماسك عددًا من كبار مستشاريه في شركتي تيسلا وسبيس أكس للمساعدة في تدبير شؤون الشركة خلال المرحلة المقبلة.
