13-أغسطس-2022

انقسامات في داخل إيران بشأن الاتفاق النووي (Getty)

أفادت صحيفة وول ستريت جورنال اليوم الجمعة 12 آب/أغسطس أن الاتحاد الأوروبي اقترح تقديم تنازلات كبيرة لإيران من أجل إحياء الاتفاق النووي. وأضافت الصحيفة أن دبلوماسيين أوروبيين عرضوا إنهاء تحقيق وكالة الطاقة الذرية مع إيران لكسر جمود المحادثات. وفي ذات السياق أعلنت الولايات المتحدة أنها مستعدة لإبرام اتفاق على وجه السرعة لإحياء الاتفاق النووي على أساس المقترحات التي قدمها الاتحاد الأوروبي. في المقابل تتباين مواقف الإصلاحيين والمحافظين حول الاتفاق النووي وجدواه أساسًا بعد كل هذه الفترة.

تتباين مواقف الإصلاحيين والمحافظين في إيران حول الاتفاق النووي وجدواه أساسًا بعد كل هذه الفترة

فبينما يجمع الإصلاحيون على ضرورة إحياء الاتفاق النووي وفقا لمبدأ خفض التوتر مع القوى الأجنبية وتجاوز أزمات العقوبات الدولية، يعارض قطاع كبير من المحافظين إحياء الاتفاق، نظرًا لانعدام ثقتهم  بواشنطن التي انسحبت من اتفاق 2015 بشكل أحادي عام 2018 أثناء تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

تحمس الإصلاحيين

ليس جديدًا تحمس الإصلاحيين لإحياء الاتفاق النووي، فأثناء مأمورية حسن روحاني كان ملف العودة للاتفاق النووي الهدف الأول للدبلوماسية الإيرانية، وحتى بعد مغادرة الإصلاحيين الحكم وخسارتهم للأغلبية في برلمان الجمهورية الإسلامية، فإنهم لا يزالون على ذات الموقف. فقد أكد الإصلاحي البارز محمد علي أبطحي، رئيس مكتب الرئيس الأسبق محمد خاتمي، أن تياره "يجمع على ضرورة إحياء الاتفاق النووي وفق مبدأ خفض التوتر مع القوى الأجنبية وإسعاف الاقتصاد الوطني وتجاوز الأزمات التي تواجهها البلاد جراء العقوبات".

أبطحى اتهم المحافظين في إيران بالتناقض، فمن جهة وصلوا للحكم، حسب تقييمه، من خلال معارضة الاتفاق النووي، لكنهم سارعوا للجلوس على طاولة المفاوضات مع الغرب لإحياء الاتفاق الذي اتخذوا معارضته مطية للوصول إلى سدة الحكم. ومن وجهة نظر الإصلاحي أبطحي فإن ذلك نابع من قناعة توصل إليها طيف من المحافظين "بأنه لا سبيل أمامهم للخروج من المأزق سوى حلحلة القضايا الشائكة في الملف النووي". معتبرًا أيضاً، أيضًا أن معارضة الشق الآخر من المحافظين هي معارضة أيديولوجية في المقام الأول، زاعمًا أن هذا الشرخ الموجود بين المحافظين "لن يمنع إحياء الاتفاق النووي في ضوء الخشية من خسارة الطيف الذي دعمهم في الانتخابات الماضية".

معارضة المحافظين

من منطلق أن "العاقل لا يلدغ من جحر مرتين" يبرر المحافظون معارضتهم للاتفاق النووي، ويعبر عن هذا الموقف بشكل صريح المحافظ حسين كنعاني مقدم الأمين العام لحزب "سبز" الإيراني، الذي لا يرى في الولايات المتحدة طرفًا موثوقًا لإبرام اتفاق بهذا الحجم معها، إثر انسحابها بشكل أحادي من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

ليس جديدًا تحمس الإصلاحيين لإحياء الاتفاق النووي، فأثناء مأمورية حسن روحاني كان ملف العودة للاتفاق النووي الهدف الأول للدبلوماسية الإيرانية

لكن كنعاني مقدم يعترف بوجود موقف متباين داخل التيار المحافظ نفسه إزاء الموقف من الاتفاق، ويرى أن هذا التباين "لن يحول دون التوقيع على اتفاق يفضي إلى إحياء الاتفاق النووي في حال تلبيته المصالح الوطنية". لكن على الرغم من مواقف الإصلاحيين والمحافظين، فثمة من الخبراء الإيرانيين من لا يرى جدوى من إحياء الاتفاق بعد تفويت فرصة إحيائه قبل نحو عامين، لأن ذلك التفويت أفرغ الاتفاق من محتواه، وجعله غير مجدٍ لتجاوز العقبات الاقتصادية.