19-مايو-2018

أزعج إعلان زين رجال ابن سلمان المهووسين بنظريات المؤامرة (يوتيوب)

حالة جدل عادة ما تصاحب بث إعلان شركة زين للاتصالات، مع كل حملة إعلامية تقوم بها الشركة، ما بين الرفض والقبول، خاصة حول أشكال القضايا التي توظفها الشركة في سبيل خدمة حملاتها الترويجية التجارية. ويبدأ الجدل داخل مواقع التواصل الاجتماعي، ثم ينتقل إلى الفضائيات العربية، بل بعض المواقع الأجنبية كذلك. 

أثار إعلان شركة زين لهذا العام جدلًا واسعًا، غير أن رجال ابن سلمان حوّلوا الجدل لانزعاج انتهى بمنع عرضه على القنوات السعودية

وشهدت إعلانات الشركة على مدار السنوات السابقة، بما فيها إعلان العام الماضي، اعتراضات حول مشهد ما أو كلمة أو انتقاد فني. لكن هذه المرة كان الجدل في حقيقته مختلف، من إعلاميين وصحفيين ونشطاء وقنوات ومواقع تدين بالولاء لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعيدًا عن الجانب الفني.

اقرأ/ي أيضًا: 5 إعلانات رمضانية تتصدر الجدل في السوشيال ميديا

اختلاق غير مبرر لأزمة انتهت بمنع بث الإعلان على فضائية "إم بي سي" السعودية، والحجة أنه إعلان مدفوع من إيران والإخوان! رغم أنه يوظف القضية الفلسطينية ويستغلها، وهي قضية العرب الأولى وفق نتائج المؤشر العربي 2017/2018، بل بالأحرى هي قضية إنسانية عالمية أيضًا. القدس عاصمة فلسطين واللاجئين السوريين وضحايا العنف الطائفي من الروهينغا، هذه هي قضايا إعلان زين لهذا العام.

الإعلان الجديد

شركة زين والتي تتخذ من الكويت مقرًا رئيسيًا لها، وتنتشر في عدد من الدول العربية من بينها السعودية والأردن والعراق والسودان والبحرين؛ نشرت صفحاتها الرسمية على يوتيوب وفيسبوك وتويتر، إعلان لطفل عربي يغني بكلمات موجهة لعدد من قادة العالم، ومن حوله تقع مشاهد من مآسي اللاجئين السوريين، والانتهاكات التي يتعرض لها الروهينغا، وتُتختتم بقضية القدس "عاصمةً لفلسطين"، ردًا على قرار إعلان القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

يظهر الطفل وهو يلتقي بعدد من زعماء العالم، على رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل فني فج. يظهر الطفل في المكتب البيضاوي، متحدثًا إلى ترامب بأنه "سنفطر في القدس عاصمة فلسطين"، وفي مواقف مختلفة مع باقي زعماء العالم الذين ظهروا في الإعلان. بالطبع كان ظهورهم من خلال أشباههم الذين قلّدوهم، وليس من خلالهم شخصيًا.

العمل بشكل فني كان التقليد للرؤساء أبرز ما فيه، بالإضافة إلى التمييز البصري والإثارة والصوت المميز للطفل واللحن الهادئ.  ووجد الإعلان قبولًا لدى شخصيات عامة عربية على رأسها الملكة رانيا زوجة العاهل الأردني، وغيرها من الشخصيات العامة. وعبر وسم/هاشتاغ #سنفطر_في_القدس و#إعلان_زين، كانت ردود الأفعال متباينة حول الإعلان.

المؤامرات المتخيلة في الإعلان

كانت البداية الأكثر درامية في رد فعل رجال ابن سلمان على الإعلان، من الصحفي عبد الرحمن الراشد، المدير العام السابق لقناة العربية الإخبارية الممولة من السعودية، حيث انطلق الراشد في الكتابة عن الإعلان بشكل لا يتناسب مع  شخص يصف نفسه بالليبرالي، فغرد قائلًا: "إعلان زين الكويت يعزز الشكوك في هيمنة الفكر الإخواني الإيراني. استخدام أموال الشركات في بروباغندا سياسية موجهة، شركات زين الأخرى رفضته". وطبعًا لا يمكن فهم مثل هذا الموقف للراشد، إلا من باب التضاد مع كل ما له علاقة بالقضية الفلسطينية من قبل رجال العهد السعودي الجديد، حتى وإن كان إعلانًا تجاريًا يوظف القضية لمصلحته أكثر من تبنيها المبدأي!

الراشد الذي هو أحد أبرز رجالات ابن سلمان في سوق الإعلام، لم يكتفي بذلك، واستمر يتحدث عن المؤامرات الكونية التي يقودها الإيرانييون والإخوان، ويجمعهما معًا دائمًا. وأشار إلى وجود بوتين وزعيم كوريا الشمالية باعتباره جزءًا من المؤامرة، وتجاهل وجود ترامب وأنجيلا ميركل وجاستن ترودو. واختتم قوله بـ"لو تبرعت زين بالمليون دولار ثمن الإنتاج والإعلان للفلسطينيين في المخيمات لما شكك أحد في النوايا".

اتهم رجال ابن سلمان، إعلان زين بأنه ممول من إيران وجماعة الإخوان المسلمين، وأنه ليس إلا بروباغندا سياسية موجهة!

حديث الراشد أثار ردود أفعال كبيرة لدى بعض المعلقين، كان أكثرها سخرية تغريدة من حساب يحمل اسم "الظعاين"، والذي قال: "زعلان عشان طفل كلم ترامب وما زعلان وإنت دافع له 700 مليار؟!"، إشارة للأموال التي دفعتها السعودية لترامب في زيارته للرياض، أو خلال زيارة ابن سلمان الأخيرة لواشنطن.

اقرأ/ي أيضًا: الإعلانات مرة أخرى 

الأمر لم يكن مصادفة ولم يكن الراشد الوحيد الذي أثاره إعلان يتحدث عن القدس والصلاة فيها وأحوال الأطفال المسلمين حول العالم، ولكنه أثار العديد من رجال ابن سلمان وأتباعه، فقد هاجم سطام بن خالد آل سعود، محتوى الإعلان، مشيرًا إلى ظهور بوتين وكيم جونغ أون، باعتباره دليل على أنه إعلانٌ مؤامرة!

 

في المقابل رد البعض على هجوم رجال ابن سلمان، فقال العميد السابق لجامعة قابوس، حيدر اللواتي: "لو كان إعلان زين يُجمّل صورة الصهاينة القبيحة ويشرعن احتلالهم لوطن العروبة وغصبهم لأرض المقدسات الإسلامية، لريما رأيناك تصفق فرحًا مستبشرًا!"، وغرد الكاتب الصحفي اليمني عباس الضالعي قائلًا: "عبارة سنصلي في القدس عاصمة فلسطين، أثارت صهاينة العرب وخاصة عرب ترامب، وأولهم المقربين من بني سعود".

 

 

إعجاب وانتقاد

بعيدًا عن الانتقادات التي حاول رجال ابن سلمان الحديث عنها وإقحام الإخوان وإيران في الإعلان بشكل غير مفهوم.. بعيدًا عن ذلك، كما حظي الإعلان بإعجاب البعض، حظي بانتقاد آخرين. 

 

 

 

 

ليأتي هذا الإعلان، الذي استهدف البرمجة التلفزية الرمضانية، وسط فترة متأزمة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، في الحين الذي يقع فيه عشرات الشهداء في مسيرات العودة وإدارة ترامب تمضي بمغازلتها الفجة لحكومة بنيامين نتنياهو، وسط تصفيق سعودي وإماراتي، وتعزيز لخطوات التطبيع واستدخال إسرائيل. خرجت شركة الاتصالات بمحتوى تجاري يلعب على وتر المشاعر القومية والوطنية للشعوب العربية. فنشات حالة الحيرة ما بين إدانة وانتقاد النهج التجاري الانتهازي للقضية الفلسطينية، وبين التوقف عند الحقد السعودي الرسمي الموجه ضد القضية الفلسطينية، حتى عندما يتم استغلالها من قبل شركات ربحية.  

 

اقرأ/ي أيضًا:

4 إعلانات مصرية أثارت السخرية في رمضان

تحرش جنسي في إعلان "فودافون" المصري!