08-أبريل-2024
الشهيد الأسير وليد دقة

(الترا صوت) تحولت المعتقلات الإسرائيلية إلى ساحة انتقام مكثفة من الأسرى

التحق وليد دقة، بعد 38 عامًا في الأسر، بـ 251 شهيدًا للحركة الفلسطينية الأسيرة منذ عام 1967، والعشرات منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر لم يعرف عددهم بعد، إثر سنوات من معاناته مع مرض السرطان، بجسد عاش في الأسر أكثر مما عاش خارجه.

وبعدما تحولت المعتقلات الإسرائيلية إلى ساحة انتقام مكثفة من الأسرى، في أعقاب 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأخبار استشهاد الأسرى تتوالى من داخل السجون، مع شهادات مروعة عن التعذيب الذي يصل إلى قطع الأطراف، وإهمال طبي مُتعمد، يمثل حكم إعدام بحق الأسرى المرضى.

أكدت المحامية نادية دقة لـ"التلفزيون العربي": أن "وليد عانى من تدهور في حالته الصحية وإدارة السجون تعمدت إهمال متابعة وضعه"

وتحدثت عدة بيانات صحفية عن "الإعدام البطيء" للشهيد الأسير وليد دقة، نتيجة سياسة الإهمال الطبي. وهي سياسة إسرائيلية ممنهجة، تتضح بشكلٍ كبير في حالة وليد دقة، الذي لم تكن تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى خروجه من السجن.

وأكدت المحامية نادية دقة لـ"التلفزيون العربي": أن "وليد عانى من تدهور في حالته الصحية وإدارة السجون تعمدت إهمال متابعة وضعه". 

فبعد مسار قانوني، تمكن وليد دقة من تحديد سقف زمني للحكم المؤبد مدى الحياة، ليتم تحديده بسقف 37 عامًا، إذ كان من المفترض أن ينال حريته في 25 آذار/مارس 2023 الماضي.

ومع ذلك، فإن الاحتلال أضاف إلى حكمه عامين آخرين، مما رفع سقف اعتقاله إلى 39 عامًا.

وعلى مدار العام الماضي، رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الإفراج عن الأسير وليد دقة، رغم حالته الصحية الصعبة. إذ دخل في مسار قانوني، بعد الكشف عن إصابته بمرض سرطان الدم، والذي تطور إلى مرض سرطان نادر يعرف (بالتليف النقوي)، وهي بحسب هيئة شؤون الأسرى: "جراء الجرائم الطبية التي استمرت بحقّه". 

وتعرض دقّة لانتكاسات متتالية منذ شهر آذار/مارس العام الماضي، وتوالت هذه الانتكاسات "جراء استمرار الجرائم الطبية الممنهجة ضدّه"، وعمليات النقل إلى عيادة سجن الرملة، حيث أمضى معظم فترة اعتقاله مؤخرًا، في ظروف بالغة الصعوبة. 

وبعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أقدمت إدارة سّجون الاحتلال على نقله إلى سجن جلبوع، ثم أعادت نقله مجددًا إلى الرملة وتتالت عمليت نقله مرارًا إلى مستشفى أساف هروفيه لاستمرار انتكاساته الصحيّة. 

وتقول هيئة شؤون الأسرى: "واجه دقة، كما آلاف الأسرى الفلسطينيين، ظروفَ الاعتقال الوحشية غير المسبوقة بعد السابع من أكتوبر، وحُرمت عائلته من زيارته، ولم تتمكن من التواصل معه منذ ذلك الحين".

وفي 22 أيار/مايو 2023 تعرض دقّة لتدهور إضافي، ونقل إلى مستشفى أساف هروفيه جراء معاناته من مضاعفات عملية الاستئصال في الرئة وذلك بسبب الاختناق التنفسي الشديد جدًا والتلوث. 

وبعد نقله إلى المستشفى خضع لعملية قسطرة جرَّاء قصورٍ ملحوظ في عضلة القلب. وفي 25 أيار/مايو 2023  وفي خطوة غير مبررة أعادت سلطة السجون الأسير دقة إلى عيادة سجن الرملة، مما تسبب له بتدهور جديد، ونقل على إثره مجددًا إلى مستشفى أساف هروفيه، وتلاحقت عمليات النقل بحقّه من السجن وإلى المستشفى السجن مع تطور الانتكاسات الصحية المستجدّة.

وبقي دقة على هذا الحال حتى استشهاده، رغم حملة من عائلته تطالب بالإفراج عنه، وأخرى ضمن مسار قانوني في المحاكم الإسرائيلية، لم تصل إلى مبتغاها.

وبحسب هيئة الأسرى، فإن وليد دقة انضم إلى 15 شهيدًا يعتقل الاحتلال جثامينهم من 7 تشرين الأول/أكتوبر.

الإهمال الطبي.. سياسة إعدام

وفي منتصف آذار/مارس الماضي، حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من استمرار سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال في التعامل مع الأسرى والأسيرات، وحرمانهم من العلاجات والأدوية، الأمر الذي ضاعف أعداد الأسرى المرضى، وأوصل كثيرًا منهم الى مرحلة صعبة وخطيرة.

وفي تقرير لـ"الترا فلسطين"، أشار أحد الأسرى إلى أنه لم يقابل أي أسير من قطاع غزة في العيادات، "وهذا يعني أنهم لا ينقلون أي مصاب منهم للخارج، ولا يقدمون لهم أي علاج، والعلاج يكون بشكل موضعي داخل الأقسام".

وقبل أيام، كشفت صحيفة "هآرتس" عن ظروف اعتقال صعبة ومروعة لأسرى قطاع غزة، في معسكر سديه تيمان في النقب، أدت إلى بتر أطرافهم نتيجة التكبيل لساعات طويلة.

وقال طبيب إسرائيلي: "هذا الأسبوع فقط، بُترت ساقا سجينين بسبب إصابات نتيجة الأصفاد، وهو للأسف حدث روتيني". وقال إن الأسرى يتم "إطعامهم من خلال قشة، ويتبرزون في الحفاضات، ويتم تقييدهم بشكل مستمر، وهو ما ينتهك أخلاقيات الطب والقانون".