26-سبتمبر-2023
سام ألتمان مدير وبن إي آي

(Getty) سام ألتمان مدير شركة أوبن إي آي

أعلنت شركة أوبن إي آي (OpenAI) عن إضافة ميزات جديدة إلى روبوت المحادثة الآلية تشات جي بي تي (ChatGPT)، على أنْ يصبح بذلك قادرًا على التفاعل مع المستخدمين بطريقة مشابهة للبشر، إذ يستطيع الآن التحدث مع المستخدمين بصوت اصطناعي مشابه للصوت البشري شبهًا مخيفًا!

وكانت الشركة قد أعلنت اليوم الاثنين بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر عن إدخال هذه الميزات الجديدة، على أن تقتصر في الوقت الراهن على المستخدمين أصحاب الاشتراكات المدفوعة؛ فهم وحدهم سيستطيعون التفاعل مع روبوت المحادثة صوتيًا ويتجاذبوا وإياه الأحاديث!

وأكدت الشركة أنّها اعتمدت في تنفيذ هذه الميزة على نموذج جديدٍ قادر على تحويل المحتوى النصي إلى كلام مسموع، وهي إلى ذلك تتيح للمستخدمين حريّة اختيار الصوت المناسب ضمن قائمة صغيرة مكونة من خمسة أصوات جرى تطويرها بالتعاون مع مؤديين صوتيين محترفين.

وقدمت الشركة عرضًا توضيحيًا لهذه الميزة الجديدة، ومِمّن حظي بفرصة مشاهدتها وتقييمها الصحفية جوانا ستيرن من صحيفة وول ستريت جورنال، التي وصفت صوت الروبوت الاصطناعي بأنّه مشابه للصوت البشري بدرجة مرعبة! وعلى العموم يبدو روبوت تشات جي بي تي سريع الاستجابة للمستخدمين ويتحدث بسلاسة ملحوظة، فهو مغاير لطريقة الاستجابة المعتادة التي يسمعها الناس من المساعدين الآليين في الهواتف الذكية.

أعلنت شركة أوبن إي آي (OpenAI) عن إضافة ميزات جديدة إلى روبوت المحادثة الآلية تشات جي بي تي (ChatGPT)، على أنْ يصبح بذلك قادرًا على التفاعل مع المستخدمين بطريقة مشابهة للبشر

ومع ذلك لم تغفل الشركة عن المخاطر المحتملة لهذه التكنولوجيا المتقدمة، فحذّرت أنّ ميزة الصوت الجديدة قادرة على إنشاء "أصوات اصطناعية بمجرد الاستماع لبضعٍ ثوانٍ من الكلام الحقيقي"، فهي، وإنْ كانت أداة إبداعية متطورة، فإنها تنطوي على بعض المخاطر كأن "تنتحل بعض الجهات ذات النوايا الخبيثة أصوات شخصيات عامة، أو ترتكب جرائم انتحال".

وقالت الشركة في تدوينة حديثة: "لهذا السبب نقتصر في استعمال هذه التكنولوجيا على حالة استخدام محددة بعينها، وهي المحادثة الصوتية التي طورناها بالتعاون مع مؤدين صوتيين محترفين". ولا ريب أنّ إدخال ميّزة المحادثة الصوتية يؤجج المنافسة مع شركات أخرى مثل آبل وأمازون، اللتين تمتلكان مساعدتين شخصيتين للعملاء هما: سيري وألكسا.

وبطبيعة الحال تتزامن هذه المساعي لإضفاء طابع بشري على روبوتات المحادثة الآلية مع جهود الشركات لتحويل الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى أدوات مفيدة، كأنْ يصبح مثلًا مساعدًا شخصيًا ذكيًا للمستخدمين ويعاونهم في أداء مهامهم وأعمالهم.

وفي هذا الصدد أصدرت شركة إنفكشين إي آي (Inflection AI)- المنافسة لشركة أوبن إي آي- روبوت باي (Pi) الذي ينطوي كذلك على ميزة صوتية، وقد وصفته بقولها "ذكاء اصطناعي شخصي مطور حتى يصبح داعمًا ذكيًا للمستخدمين وملازمًا لهم طوال الوقت".

ومن المقرر أن تطلق أوبن إي آي ميزة "الرؤية" لروبوت تشات جي بي تي، إذ تتيح للمستخدمين أن يعرضوا صورًا على الروبوت لتوضيح الأمور التي يتكلمون عنها، وبذلك يستطيع مساعدتهم في طلباتهم. فعلى سبيل المثال يُمكن للمستخدم أن يعرض صورة لمحتويات ثلاجته من الأطعمة والخضروات، ويطلب من الروبوت أن يساعده في تحضير وجبة طعام.  

وتقول الشركة: "تتيح ميزات الصوت والرؤية وسائل أكثر لاستخدام تشات جي بي تي، إذ يكفي المستخدم، مثلًا، أن يلتقط صورة لمعلم سياحي في أثناء سفره ثم يجري محادثة مباشرة مع الروبوت بشأنه".