04-فبراير-2021

صورة متداولة للقمان سليم

ألترا صوت - فريق التحرير

تابع اللبنانيون صباح الخميس 4 شباط/فبراير 2021 خبر مقتل الناشط والصحافي لقمان سليم، المعروف بمواقفه الانتقادية للثنائي الشيعي، حركة أمل وحزب الله. 

فور انتشار خبر اغتيال لقمان سليم، سادت حالة من  الغضب في صفوف الناشطين والصحفيين المعارضين  لحزب الله وحركة أمل، عبروا عنها في السوشال ميديا، ووجّهوا اتهامات إلى الحزب بالمسؤولية عن الجريمة 

وقد عُثر على سليم مقتولًا بطلقات نارية في رأسه، في سيارة مستأجرة قرب مدينة النبطية جنوب لبنان. وكانت شقيقة سليم قد أعلنت عبر صفحتها على تويتر، في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء 3 شباط/فبراير 2021، أنها فقدت الاتصال بشقيقها منذ أكثر من 5 ساعات، حيث كان في زيارة عائلية في الجنوب، وطالبت بالكشف عن مصيره. 

اقرأ/ي أيضًا: اغتيال الناشر والمعارض اللبناني لقمان سليم.. دم الحرية في بيروت

وفور انتشار خبر اغتيال سليم، سادت حالة من  الغضب  في صفوف الناشطين والصحفيين المعارضين  لحزب الله وحركة أمل، ووجّهوا اتهامات إلى الحزب باغتيال سليم، ورأوا أن سيناريو الاغتيالات الذي شهده العراق في السنة الأخيرة، والذي طال صحفيين ومثقفين معارضين للفصائل الموالية لإيران، قد وصل إلى لبنان.

واعتبر الكثير من المغردين أن الحزب انتقل اليوم إلى مرحلة الرسائل المباشرة، وأن عملية قتل سليم تهدف بشكل أساسي إلى فرض معادلة جديدة، وأن الذين نفذوا العملية أرادوا التذكير من جديد أنهم قادرون على القيام بما يناسبهم، ولن يستطيع أحد محاسبتهم.

وتجدر الإشارة إلى أن لقمان سليم تعرّض للكثير من المضايقات والتهديدات بالقتل في السنوات الأخيرة، وكان قد وقّع على بيان نهاية العام 2019، يحمل فيه حسن نصرالله ونبيه بري مسؤولية أي ضرر أو أذى يلحق به، بعدما أقدم شبان مناصرون للثنائي الشيعي على كتابة عبارات التهديد بالقتل على جدار منزله في الضاحية الجنوبية. 

تهديدات وصلت سابقًا للقمان سليم
بيان سابق للقمان سليم

أحد الناشطين قال إن قاتل لقمان سليم هو نفسه من قتل هشام السلمان عند مدخل السفارة الإيرانية في بيروت قبل سنوات، في إشارة إلى مسؤولية حلفاء إيران في لبنان عن العملية. فيما رأت المغردة جنى أن الحزب الذي يمعن في كيل اتهامات العمالة والتخوين لخصومه، هو المتهم الأول والوحيد بعملية القتل حتى إثبات العكس. 

فيما أدانت النائب في البرلمان اللبناني بولا يعقوبيان قتل لقمان سليم، ورأت أن هوية الجاني ستبقى مجهولة كما هي الحال في كل الجرائم التي  حلّت على لبنان، وآخرها جريمة تفجير مرفأ بيروت. 

كما قامت إحدى الناشطات بإعادة نشر تغريدة لجواد نصرالله نجل أمين عام حزب الله، كان قد نشرها صباحًا، وكتبت فوقها أن القاتل معروف، وطالبت بنزع سلاح الحزب لأنه بات يشكل خطرًا على اللبنانيين. مع الإشارة إلى أن جواد نصر الله حذف تغريدته لاحقًا وقال إنه أسيء فهمه. الرواية التي تم التشكيك بها في تغريدات كثيرة.

ورأت المغردة إيفا زغيب أن المعارضين في لبنان يُقتلون مرتين، مرة عبر الاتهام بالعمالة، وما تحمله من تبعات مؤذية على الشخص المتهم زورًا في بيئته، ومرة أخرى عبر التصفية الجسدية. 

فيما كان أصدقاء وزملاء لقمان سليم يوجهون أصابع اتهامهم بشكل مباشر نحو القوى التي تسيطر على الجنوب بحكم الأمر الواقع، خرجت أصوات من ناشطين وصحفيين يؤيدون  حزب الله، طالبوا بانتظار نتائج التحقيق، وبعدم استبعاد أي فرضية. وقد لاقت هذه الدعوات ردودًا ساخرة من جمهور لبناني واسع. 

ونقلت تغريدة عن شقيقة لقمان سليم قولها في حديث تلفزيوني، أنها تعلم أن أحدًا لن يعطيهم الحقيقة، وأنها لا تنتظر شيئًا من الدولة اللبنانية. وذكّر المغردون بمصير الرائد وسام عيد، الذي تمّ اغتياله أثناء عمله على التحقيقات في قضية اغتيال رفيق الحريري، بسبب كشفه لمعلومات من شأنها أن تدين الحزب، وبالتالي فإن الكثير من الناشطين يرون أن ما يعرف بـ"انتظار نتائج التحقيق" هو ليس سوى وسيلة لتمرير الوقت وتمييع القضايا. 

فيما أدانت شخصيات سياسية وإعلامية وحزبية لبنانية عملية تصفية لقمان سليم، وسط سيطرة الحديث عن التخوف من عودة لغة الاغتيالات. كذلك رثاه عدد من المثقفين والشخصيات العامة في لبنان. وقال الكاتب حازم صاغية إن اغتيال سليم مفجع ومخيف، فيما رفض المؤرخ فواز طرابلسي منطق الاغتيال السياسي، ونعى سليم بصفته أبرز موثقي الحرب الأهلية اللبنانية. 

أما دبلوماسيًا، فقد صدرت بعض المواقف، منها موقف عن السفيرة الفرنسية في بيروت، التي قدّمت العزاء لعائلة سليم بمقتله، كما أدان سفير الاتحاد الأوروبي  في لبنان جريمة الاغتيال، وطالب الدولة بكشف الجناة ومعاقبتهم.

 

اقرأ/ي أيضًا: