02-فبراير-2021

على جسر قصر النيل في القاهرة (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أطلق طلاب مصريون، إضافة إلى مجموعة من أولياء الأمور والناشطين، وسم #ذاكرنا_اونلاين_نمتحن_اونلاين و#التقييم_أونلاين في إطار محاولة الضغط على السلطات التعليمية في مصر، ومنعها من إجراء الامتحانات الفصلية بشكل حضوري.

 تداول عشرات آلاف الطلاب والناشطين في مصر وسومًا مختلفة، صبّت جميعها في الخانة نفسها، وهي رفض إجراء الامتحانات الحضورية

أتى هذا التحرك، بعدما قام وزير التربية المصري خالد عبد الغفار، بالطلب من الجامعات الخاصة والحكومية في مصر، إعداد جداول امتحانات الفصل الدراسي الأول، والتحضير لإجراء الامتحانات ابتداء من 20 شباط/فبراير الجاري، مع تأكيده على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية خلال الامتحانات، لمنع انتشار فيروس كورونا بين الطلاب.

اقرأ/ي أيضًا: كيف أنهى جيش جنوب أفريقيا قرار حظر الحجاب على المسلمات في صفوفه؟

وفيما تستند الرواية الرسمية المصرية، في معرض تبريرها لإقامة الامتحانات حضوريًا، إلى انخفاض نسب الإصابات بفيروس كورونا مؤخّرًا في البلاد، فإن القسم الأكبر من  المتابعين والمتفاعلين يشكّك بالأساس بالأرقام التي تصدرها وزارة الصحة المصرية حول أعداد الإصابات والوفيات اليومية نتيجة فيروس كورونا. 

ولغاية معارضة قرار السلطات المصرية بخصوص الامتحانات الحضورية لما فيه من خطورة قد يتعرض لها الطلاب، تم اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير عن هذا الرفض. 

على سبيل المثال والتدليل طلبت إيناس راشد من السلطات أن تأخذ صحة الأولاد في عين الاعتبار، فيما قالت ندى حسني إن التعليم لن يكون مفيدًا أكثر من الصحة نفسها. بينما توجهت رانيا حامد بدورها إلى المسؤولين عن الامتحانات بالقول "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".

وقال ناشط آخر إن الامتحانات يمكن أن يتمّ تعويضها لاحقًا، لكن لا يمكن تعويض صحة الطلاب. وقام بعض الطلاب بنشر صور لأخبار عن حالات وفاة لمشاهير بفيروس كورونا، للتأكيد على خطورة الوضع في مصر بالرغم من كل محاولات الجهات الرسمية القول عكس ذلك. 

كما اتضح التخبط في التعاطي مع المسألة بين الجهات الرسمية نفسها، ففي الوقت الذي كان يتحدث وزير التربية عن الانخفاض الملحوظ في حالات الإصابات، كان مستشار الرئيس المصري يؤكد أن الموجة الثالثة وصلت إلى مصر، وأن العالم اليوم في خطر حقيقي. 

وقال الطالب ياسر المحتسب إن التقييم أونلاين هو الحل الأمثل اليوم، وأكّد أن الكثير من الطلاب يعانون من أمراض مزمنة، وبالتالي فإن الذهاب إلى الكليات سيشكل خطرًا حقيقيًا على حياتهم. واعتبرت رنا مجدي أن الخطر لا يقتصر فقط على  قاعات الامتحان التي تقول إدارات الجامعات أنها ستتّخذ الإجراءات الاحترازية في داخلها، بل إنه، أي الخطر، يحيط بحرم ومداخل الجامعات، والمواصلات العامة التي سيستخدمها الطلاب للوصول إلى الامتحانات، من قطارات وباصات وغيرها.

ضمن السياق نفسه، تداول  العديد من الناشطين والطلاب وسم #إخفاء_الأعداد_الحقيقية_من _مصلحة_مين  لتأكيد تشكيكهم بالأرقام التي تعلنها وزارة الصحة المصرية، والتي سيستند عليها قرار الجامعات بخصوص فكرة الامتحان الحضوري.

في الوقت الذي تتشكل قناعة كبيرة لدى الجمهور المصري بأن الحالات الحقيقية هي أكبر بكثير مما يتمّ الإعلان عنه. عدد آخر من الطلاب طالب بإلغاء العام الدراسي الحالي، واستبداله بأبحاث يقدّمها الطلاب أونلاين، وقد دشنوا وسمًا خاصًا لإيصال هذا المطلب بعنوان#نعم_لالغاء_السنة_الدراسية_واستبدالها_بالابحاث.

في المحصلة، تداول عشرات آلاف الطلاب والناشطين في مصر وسومًا مختلفة، صبّت جميعها في الخانة نفسها، وهي رفض إجراء الامتحانات الحضورية. الصرخة التي رفعها الطلاب، أظهرت قلقًا لديهم من الخطورة التي تعيشها بلادهم نتيجة الجائحة، في الوقت الذي تتصف فيه التصريحات الرسمية بعدم الدقة وإنكار الكثير من المعطيات المتعلقة بانتشار فيروس كورونا في مصر. لتبقى الأيام القليلة القادمة هي ساحة الحسم بشأن تجاوب السلطات مع مطالب الطلاب من عدمه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

كيف قامت عائلة سام غودوين باستعادة ابنها من سجون نظام الأسد؟

بنغلاديش تستمر في ترحيل لاجئي الروهينغا إلى جزيرة معزولة