18-فبراير-2024
قواعد التربية الجنسية للأطفال

التربية الجنسية للأطفال وأهم قواعدها

تُعدّ التربية الجنسية للأطفال في سن صغيرة من أهم الأمور الواجب على الوالدين الاهتمام بها، فالتربية مبكرًا تساعد استمرارها مع تقدّم الطفل في العمر، كما أنّ المحادثات الصادقة والمفتوحة تجعل الطفل يعرف أنّ الجنس جزء صحي وطبيعي من الحياة. يحتاج الطفل في طفولته إلى الحصول على معلومات صحيحة وصادقة وموثوقة ولن ينالها إلّا من والديه بالتأكيد. لذلك لا يجب أن يشعر بالحرج أو الخوف عند سؤاله لهما عن أي أمر يتعلّق بالجنس والحياة الجنسية. فالحديث عن هذا الأمر حديث متفرع وطويل ويختلف باختلاف نمو وتطور الطفل. سندرج في هذا المقال أهم قواعد التربية الجنسية للأطفال في المراحل العمرية المُختلفة إلى جانب تقديم بعض النصائح للوالدين للمساعدة في إيصال أفضل فهم للوعي الجنسي للأولاد والبنات.

 

قواعد التربية الجنسية للأطفال

تختلف قواعد التربية الجنسية للأطفال باختلاف المراحل العمرية؛ فلكل مرحلة عمرية قواعد معيّنة تناسبها، وسندرج تاليًا قواعد تناسب الفئات العمرية المختلفة:

 

  • قواعد التربية الجنسية للأطفال من 2-5 سنوات

تبدأ في هذه المرحلة تعريف الطفل بجسمه ومساعدته في استكشافه، مع الإشارة إلى الاختلاف الجسدي بين الأولاد والبنات. كما يجب منح الطفل الشعور بالراحة مع جسده بأكمله وأن لا يخجل من أعضاء جسمه.

  1. جسم الطفل

يوجد عدة نقاط يجب الانتباه لها عند الحديث مع الطفل عن جسمه وهي:

  • تسمية أعضاء الجسم بأسمائها الصحيحة والحقيقية، ومعرفة الأطفال وظيفة كلٍ منها وهو التبوّل في هذه المرحلة العمرية.
  • توضيح أن الأولاد والبنات متشابهون بالكثير من الأشياء وأنّ هنالك اختلافًا بسيطًا؛ هو الأعضاء الحساسة، وتعريف الأطفال باسم الأعضاء الذكرية للأولاد  والأعضاء الأنثوية للبنات، وتوضيح أنّ جميع الأطفال يمتلكون أنفًا، ويدين، ورجلين، وأعضاء حساسة وغيرها.
  • تقبّل اختلاف الأجسام ولا بأس بأن نكون مختلفين.

  1. الخصوصية

  • بعض أعضاء الجسم لها خصوصية وليس هنالك حق لأحد بأن يراها.
  • تعليم الأطفال الطرق على باب الحمام قبل الدخول إليه في حال كان الباب مغلقًا؛ وهذا يعلّمهم احترام خصوصية الآخرين.
  • إغلاق الباب على الطفل عند تغيير ملابسه أو عند دخوله إلى الحمام مما يعلّمه أيضًا أهمية الخصوصية.
  • الحديث مع الأطفال عن أجسامهم من المحادثات الخاصة، ويجب أن تُجرى في المنزل في أجواء هادئة وليس في أي مكان آخر.

 

  1. لمس أعضاء الجسم

  • تعليم الطفل أنّ لمس أعضاء جسمه الحسّاسة أمر مسموح ولكن يجب أن يكون في وقت وزمن معين ومناسب، مثل عند استخدام الحمام، أو عند تغيير الملابس في غرفة نومه، لذلك يوجد حدود للمس الأعضاء الحساسة يجب عليه الالتزام بها.
  • التوضيح للطفل أنّ لمس أعضائه الحسّاسة خارج المنزل أمر غير مقبول، وفي حال دسّ أصابعه داخل سرواله يمكن للأهل تذكيره بلطف بأن يُبقي يديه خارج سرواله، ومع التكرار سيتخلص الطفل من هذه العادة.
  • في حال وجد الطفل يلعب مع أحد أصدقائه وجسده مكشوف، يجب أخذ نفس عميق، ثم الطلب منهما ارتداء ملابسهما بهدوء، ثم صرفهما إلى لعبة أخرى. ثم يمكن مناقشة الأمر مع الطفل مجددًا وتذكيره بالخصوصية وقواعد اللمس ويمكن تلخيصها في النقاط الآتية:
  1. إن جسد الطفل ملكه وحده ولا يحق لأحد لمسه.
  2. ليس من المقبول أن يُعانق الطفل شخصًا أو يلمسه إذا كان لا يرغب في ذلك.
  3. لا يمكن السماح لأي شخص بالغ بالنظر إلى أعضائه الحساسة أو لمسها إلا في حالات استثنائية، مثل الطبيب أو الممرضة.
  4. بإمكان الطفل دائمًا أن يعود لوالديه ويخبرهم أي أمر يخصه سواء كان يُشعره بالفرح أو الحزن.

من الضروري طرح التوعية الجنسية للطفل بما يتناسب مع عمره ومنحه معلومات تتناسب مع عقله ومستوى نموّه.

  • قواعد التربية الجنسية للأطفال من 6-9 سنوات

قبل الحديث عن قواعد التربية الجنسية للأطفال لهذه الفئة العمرية الممتدة بين 6-9 سنوات يمكن التطرق لسمات هذه المرحلة وما يكن عليه تفكير الاطفال فيها وكيفي ة التعامل معه:

  1. ظهور بعض علامات البلوغ على أجسام بعض الأطفال.
  2. بدء الأطفال باستكشاف أجسامهم بهذه الفئة العمرية وهو أمر طبيعي ومألوف.
  3. معرفة الأطفال الاختلاف بين الجنسين وهو غير مهم بالنسبة لهم.
  4. تكون اهتمامات الأطفال بهذه الفئة العمرية باللعب مع أطفال من نفس جنسهم.
  5. قد يمارس الأطفال في هذه المرحلة العادة السرية ويصل بعضهم إلى النشوة.
  6. يكون للأطفال في هذه المرحلة العمرية ردود فعل قوية نوعًا ما كما تتغيّر العواطف بسرعة مما يجعلهم حساسين جدًا.
  7. يبدأ الطفل في إظهار استقلاليته عن الوالدين والأسرة.
  8. يُفكّر الطفل في المستقبل، ويكون لديه نظرة عن مكانته في العالم ويهتم بوجهة نظر من حوله.
  9. يهتم الطفل في هذه المرحلة بالتكاثر ويطرحون أسئلة كثيرة حول الحمل والولادة والأطفال، ومن هذه الأسئلة على سبيل المثال: "كيف دخل الطفل إلى الرحم؟" يمكن للوالدين سؤال الطفل عن رأيه كيف دخل الطفل إلى الرحم، ثم الشرح له ببساطة بما يتناسب مع عمره عن ذلك، ويمكن الإجابة مثلًا: "لتكوين الطفل يتحد الحيوان المنوي من الأب مع البويضة من الأم". يمكن إن كان الطفل كبيرًا بما يكفي شرح كيفية حدوث ذلك عبر الجماع والتركيز على أنّه أمر يفعله الكبير وليس للصغار.

 

  • قواعد التربية الجنسية من 9-12

تُعدّ هذه المرحلة مرحلة بدء نضج الأطفال. ولذلك يمكن للوالدين للوالدين الحديث والتوضيح أنّ الجنس أمر طبيعي تمامًا وهو أمر جذّاب خاصةً للمراهقين الذين قد يرغبون في ممارسة الجنس، ويجب توضيح ضوابط هذا الأمر وأنّ لكل شيء وقتًا مناسبًا ولا يجب الانجراف وراء الشهوات دون تفكير.

يمكن للوالدين توجيه الأطفال في هذه المرحلة إلى التوقيت المناسب للسلوكيات الجنسية عندما يكون الرجل والمرأة متزوجين. وتوضيح أنّ جميع سلوكيات المداعبة المختلفة مصممة للزواج فهي تمهيد للجماع الذي يحصل فقط بين الأزواج.

يمكن أيضًا تنبيه الأطفال في هذه المرحلة على أنّ بعض المجتمعات تُركّز على تحريف الحياة الجنسية، وهذا أمر خاطئ وغير مقبول ولا يجب الانسياق وراءه، وإنما يجب التمسّك بقيمهم التي تربوا عليها.

 

  • قواعد التربية الجنسية من 13-18 

يحتاج المراهقون في الفئة العمرية الممتدة من 13-18 عامًا إلى أن يتلقوا معلومات أكثر تفصيلًا عند الحديث عن التربية الجنسية ويمكن تعليمهم عن الدورة الشهرية والاحتلام الليلي، ويجب أن يعرفوا أنّه أمر طبيعي وصحّي ويحصل مع جميع من في عمرهم. 

في بعض المواقف يجب الحديث معهم حول تبعات الجنس كالحمل غير المخطط له، إلى جانب الأمراض المنقولة جنسيًا كالإيدز والزهري وغيرها من الأمراض، إلى جانب الألم العاطفي.

من الضروري شعور الأطفال بأن والديهم يفهمون احتياجاتهم ومشاعرهم ويمدونهم بالدعم النفسي الذي يحتاجون إليه.

نصائح للآباء حول الحديث عن الجنس مع الأطفال

ندرج فيما يأتي بعض النصائح للآباء حول الحديث عن الجنس مع الأطفال وهي:

  1. شرح الأمور للطفل بما يتناسب مع عمره ومنحه معلومات تتناسب مع عقله ومستوى نموّه.
  2. استخدام الحوار المتبادل مع الطفل بحيث يعلم الوالدين من أين سمعوا عن هذه المعلومة، وتصحيحها إن كانت خاطئة.
  3. منح الأطفال معلومات صادقة وحقيقية. 
  4. شراء بعض الكتب المناسبة للمرحلة العمرية للأطفال (مراحل عمرية تستدعي الحديث عن الأمر بتوضيح أكثر)  التي تتحدث عن الجنس وإعطائها  للطفل وذلك للتغلّب على أي إحراج.

قد يكون من الصعب الحديث عن الجنس مع الأطفال ولكن أيضًا من من الصعب تجنّبه؛ فمن المهم البدء بالتربية الجنسية للأطفال في عمرٍ مبكّر فهذا الأمر سيساعد في الاستمرار في الحديث عنه لاحقًا بأريحية معهم عندما يكبرون، إذ ستُكسر الحواجز بينهم وبين الوالدين مما يمكنهم من الحصول على معلومات صحيحة وموثوقة عن هذا الأمر. ومن المهم التحدّث عن المشاعر والقيم وعدم استخدام المحادثات الصارمة والتخويف فهذه الأمور ستجعل الطفل يتوقف عن مشاركة ما يحصل معه، كما ستشجع شعوره بالتمرّد. لا بُدّ من الإشارة إلى أهمية شعور الأطفال بأن والديهم يفهمون احتياجاتهم ومشاعرهم ويمدونهم بالدعم النفسي الذي يحتاجون إليه.