06-يناير-2021

العالم أندرو ستيل (الأوبسيرفر)

يعتقد عالم الأحياء في معهد كارنيغي للعلوم أندرو ستيل أن الشيخوخة مسألة قابلة للعلاج. لكن إذا كان الأمر كذلك، فماذا يعني بالنسبة للبشر؟. يعتبر ستيل أن الشيخوخة "أكبر قضية إنسانية في هذا العصر"، ويصف التقدم في السن بأنه "أكبر سبب للمعاناة في العالم". كما يتعامل ستيل مع المسألة بجدية كبيرة بالرغم من بعض الانتقادات والتشكيك بكلامه في بعض الأحيان.

 يعتبر أندرو ستيل أن العقبة الرئيسية أمام النجاح المحتمل لعلم الشيخوخة تتمثل في "التحيز المذهل تجاه الوضع الراهن للشيخوخة كعملية حتمية"

يشير ستيل  إلى أن البشر سيعيشون حياة الشباب وهم في سن المئة سنة. ويقول في كتابه ageless الصادر نهاية عام 2020 أن "الشيخوخة هي هذا الشيء الزاحف الذي لا مفر منه، فماذا يعني أن يموت الناس؟ بمرض السرطان، بمرض القلب، بالسكتة الدماغية!". كما يرى أن كل هذه الأمراض تحدث عند كبار السن، وتحدث في المقام الأول بسبب عملية الشيخوخة، وفق ما صرح به في مقابلة عبر الفيديو لصحيفة الغارديان البريطانية.

اقرأ/ي أيضًا: بوبي فيشر.. العبقري الأكثر جنونًا في تاريخ الشطرنج

يعرف ستيل الشيخوخة أنها "الزيادة الهائلة في الموت والمعاناة مع مرور الوقت"، ويعتقد أنه سيكون من المفيد "التعامل أخيرًا مع هذه المعاناة". برأيه، البشر يميلون للعيش في العقود الخمسة أو الستة الأولى من حياتهم في حالة نسبية من الصحة. ثم تتدهور الصحة ويصاب البشر بأنواع عديدة ومختلفة من الأمراض المميتة. بينما يبلغ خطر وفاة طفل يبلغ من العمر عشر سنوات 0.00875٪، وفي سن الخامسة والستين يرتفع الخطر إلى واحد في المئة. وبحلول الوقت الذي يبلغ فيه البشر من العمر إثنان وتسعون عامًا، يصبح لدى الإنسان فرصة واحدة من كل خمسة للموت كل سنة.

و يشرح ستيل نظريته حول محاربة الشيخوخة بالقول "هي العلاجات التي من شأنها تحديد الأسباب الجذرية للخلل الوظيفي في الجسم مع التقدم ​​في السن، ومن ثم إبطاء تغلغل هذا الخلل أو عكسه كليًا". وهذه الأسباب الجذرية هي ما يسميه علماء الكيمياء "السمات المميزة". ويضيف ستيل: "السرطان ليس سمة مميزة للشيخوخة"، "لكن مسببات السرطان هي العديد من السمات المميزة للشيخوخة". ويخلص إلى نتيجة أنه إذا تمكن العلماء من معالجة هذه السمات المميزة، يمكن حينها التوصل إلى علاجات تبطئ عملية الشيخوخة بأكملها، وتؤجل الأمراض إلى المستقبل البعيد.

فيما يعتبر ستيل أن العقبة الرئيسية أمام النجاح المحتمل لعلم الشيخوخة تتمثل في "التحيز المذهل تجاه الوضع الراهن للشيخوخة كعملية حتمية"، وعدم قدرة البشر قبول فكرة أنه يمكن منع الشيخوخة وقهر المرض. ما يتحدث عنه ستيل ليس الخلود. إذ سيستمر الناس في الموت، ولن يساعد العلم في تجنب الموت. لكن معدل العمر سيصبح أطول. ويصف ستيل ذلك الحدث المفصلي في التاريخ البشري بالقول "إنه حدث غريب، يبدو الأمر من الخيال العلمي، لكنه يبدو غير مستحيل".

يعتبر  أندرو ستيل أن الشيخوخة "أكبر قضية إنسانية في هذا العصر"، ويصف التقدم في السن بأنه "أكبر سبب للمعاناة في العالم"

طوال آلاف السنين كان البشر يبحثون عن علاج للشيخوخة. كتب هيرودوت عن ينبوع الشباب في القرن الخامس قبل الميلاد. وقام عدد لا يحصى من الأشخاص بمهمات طويلة وعقيمة للبحث عن "إكسير الحياة". وحتى وقت قريب، لم يكن معروفًا سوى القليل جدًا عن سبب تقدمنا ​​في العمر. يقول ستيل، "لفترة طويلة، نظر العلماء إلى الشيخوخة على كونها عملية معقدة لا يمكن قياسها أو دراستها في المختبر"، الأمر الذي أعاق البحث" حسب قوله.

اقرأ/ي أيضًا: 8 شخصيات عربية احتفى بها "جوجل" عام 2020

في هذا الإطار وجدت دراسة أجريت في عام 2015 نشرتها Mayo Clinic في الولايات المتحدة، أن استخدام مزيج من الأدوية لإزالة الخلايا الشائخة في الفئران "خفض عدد علامات الشيخوخة، بما في ذلك تحسين وظائف القلب". وفي دراسة أخرى، أدى عقار "سبيرميدين" إلى إطالة عمر الفئران بنسبة 10٪، كما أدت التجارب التي أجريت باستخدام عقار "راباميسين" إلى تعزيز الصحة عند الفئران والديدان. وفي تجربة في تكساس، زرع العلماء خلايا جذعية من فئران صغيرة إلى فئران مسنة، مما أضاف ثلاثة أشهر إلى متوسط ​​عمرها، وهو ما قد يساوي أكثر من عقد من الزمن لدى الإنسان. ويشير ستيل إلى أن المقصود بمحاربة الشيخوخة ليس إطالة أمد الحياة ولكن إطالة أمد فترات الشباب، إذ لا معنى للحياة إذا استمر الإنسان بالعيش عشرات السنوات في دار الرعاية دون القدرة على الحركة.

كما وجدت دراسة حديثة أن مزيجًا من الهرمونات والأدوية يبدو أنه يساعد على تجديد شباب الغدة الصعترية، والتي تساهم في عمل جهاز المناعة ولكنها تتدهور بسرعة مع تقدم العمر. ويُنتظر أن تبدأ تجربة بارزة في التحقق فيما إذا كان الميتفورمين، وهو دواء يستخدم لعلاج مرض السكري، قد يؤخر من استفحال الأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر مثل أمراض القلب والسرطان والخرف.

 

اقرأ/ي أيضًا:

6 شخصيات نسائية احتفى بهن جوجل في عام 2020

وجوه ومشاهير رحلوا في عام 2020.. تعرّفوا إلى 6 من أبرزهم