03-مايو-2017

فهد الحلبي/ الجولان المحتل- سوريا

1

أنغرسُ كشجرةٍ في غرفتي
ألاعبُ الجمادات وأتحدث معها
أسمع نبضات ساعة الحائط
ثم أصوغ لحنًا تتمايل عليه أغصاني
كم كان أهل بيتي
يستظلون بي عند الفجيعة؟!
آهٍ يا أهل بيتي 
ليتكم ما قطعتم أزهاري 
ليتكم جعلتموني أثمر!! 

 

2

لأول مرةٍ أنام 
وأنا أحتضنُ سكينًا
أقفالُ الباب موصدة.

وخفقات قلبي كحفلة صاخبة
أصوات مزعجة وصراخ في أذنيّ
يغلب على عيني النعاس
وأعود أشد سكيني
وأقضي وطرًا من الجنون..

 

3

أرقصُ في حلبة الهم
وأدوس على جرحي
قلبي يتلظى بالنار
والخوف يطرق أبوابي
سكني كالمقبرة 
وفيه لصّ يسرق أفراحي
أصبحت كالثكلى 
أتحسر على عمر ضائع..

 

4

أيها المنكود 
ليس عندي فرصة سانحة
إنني ألوكُ الحب وأبصقه 
لأكسر رتابته
وأكشرَ عن أنياب الكُره!

 

5

في السابعة والنصف صباحًا
احتضنت حزني 
وقلت له استيقظ
"إني أشتاقك"
أعددت له فطورًا 
فوجبته المفضلة أن يأكلَ قلبي
وكل ما يجعلني أتشبث بالحقيقة
يملؤني وهمًا
فأتداعى 
خارج قفص الدنيا.

 

6

في أعلى القباب
نداءٌ للجهاد
وفي أفرعِ الحي
تنوح النائحات
لصٌّ يرتدي عمامة 
أعمى يقود تظاهرة
تتفشى الخديعة 
ولا أحد يدري 
بأن الضجيج منبعثٌ
من تحت العمامة 
إلا صاحبُ العمامة!

 

7

ترفرف الدموع 
على وجه عاصف
لا تنبس الشفاه اليابسة بكلمة
يراقبني المارة
وأنا على حافة الانتظار
وحدي مع عقرب الساعة
وأخاف أن يلسعني!

 

8

دوى مدفع الخوف 
ونبضات القلب هوت
تساقطت من عيني
مشاعري الحزينة 
احترقت اضلعي 
وخلفت في صدري جمرًا لا ينطفئ
أحتاج لعربة نقل الموتى 
لأغادر هذا العالم 
المكتظ بالجروح.

 

9

الطارقون على باب جرحي
ماذا تجنون من دمائي النازفة؟!
أنأى بجرحي في هجيع الليل 
وترتقي أوجاعي على أكتاف أحلامي
ينبض قلبي هلعًا
وأدور في الفناء الفارغ من الطمأنينة
أبحث عن طمأنينة!

 

اقرأ/ي أيضًا:

الشتاء ساعة في يد أحد ما

أخشى على الطريق من خطواتي