15-سبتمبر-2022
الزيارة هي الأولى منذ سنوات (Getty)

أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني (Getty)

أجرى أمير دولة قطر الشيح تميم بن حمد آل ثاني حوارًا مع مجلة "لوبوان" الفرنسية، تناول فيه مواقف دولة قطر تجاه مختلف القضايا الدولية والمحورية. حيث أكد الشيخ تميم على أن الموقف القطري يهدف إلى تقريب وجهات النظر في القضايا المختلفة، مشيدًا بدور الوساطة القطرية في المنطقة وخارجها. وعرج أمير دولة قطر على دور بلاده  في أفغانستان، وطلب المساعدة الذي تقدمت به واشنطن للتواصل مع الأفغان من أجل التوصل إلى حل سلمي للحرب، وهو ما قامت به الدوحة.

أجرى أمير دولة قطر الشيح تميم بن حمد آل ثاني حوارًا مع مجلة "لوبوان" الفرنسية، تناول فيه مواقف دولة قطر تجاه مختلف القضايا الدولية والمحورية

وتطرق الشيخ تميم كذلك لعدد من القضايا التي تتعلق بالتطورات على الساحة الدولية، حيث أكد أن بلاده لا ترغب برؤية عالم يحكمه استقطاب بين قوتين، في ‘شارة للخلاف الأمريكي الصيني، مشيرًا أن قطر حليف مهم للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية بشكل عام، لكن الصين هي المستورد الأول للغاز الطبيعي المسال القطري، معبرًا عن أمله في أن يتم حل التوترات بالطرق الدبلوماسية والسلمية.

وعن العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، شدد أمير دولة قطر على الأهمية البالغة للعلاقة الممتازة التي تربط بلاده مع معظم الدول الأوروبية التي وصفها بالحليفة، معددًا مجالات التعاون التي تشمل  التجارة، والثقافة، والتعاون العسكري، معتبرًا الاتحاد الأوروبي والدول المنضوية تحت لوائه بأنها تشكل عاملًا أساسيًا للحفاظ على الأمن العالمي. كما شدد الشيخ تميم على أهمية الدور الذي تلعبه بلاده في موضوع الطاقة، حيث تعتبر قطر مصدرًا ذا مصداقية في هذا المجال، معربًا عن فخره بالتزامات بلاده بالاتفاقيات التي وقعتها خلال العقود الماضية، بما في ذلك الاتفاقيات في قطاع الغاز، حيث تزود دولة قطر عددًا كبيرًا من الدول بالغاز، من الأرجنتين إلى اليابان.

وعلى الرغم من أن التوجه العالمي كان يميل نحو التخلص من هذه المصادر والتركيز على مصادر الطاقة التي تعتبر "نظيفة"، مثل الطاقة الشمسية والهوائية، لكن الشيح تميم أكد أن الغاز هو أيضًا من مصادر الطاقة النظيفة، وهو مهم جدًا للفترة الانتقالية المقبلة، معتبرًا أن الحرب في أوروبا تعقد الأمور بشكل غير مسبوق، ومشيرًا إلى أن دولة قطر تصدر الطاقة للدول الآسيوية بشكل أساسي، وللدول الأوروبية أيضًا بناءً على اتفاقيات طويلة الأمد، بالإضافة إلى الاتفاقيات الفورية التي سيتم عبرها تزويد أوروبا بالغاز في السنوات المقبلة. في المقابل، شدد أمير دولة قطر على أنه من الخطأ الاعتقاد أنه بالإمكان تعويض الغاز الروسي، وذلك لأنه مصدر هام للسوق العالمي.

وعن الموقف الأوروبي بشأن فرض عقوبات غلى قطاع الطاقة الروسي، قال الشيخ تميم إنه يجب التعامل بحذر مع العقوبات التي تُعقد الأمور في العالم أجمع، رافضًا تقييم صوابية القرار الأوروبي من عدمه، لكنه أشار إلى المشاكل التي تسبب بها نقص إمدادات الطاقة في القارة الأوروبية اليوم، حيث يعاني الجميع من تداعيات الوضع الراهن، سواء على مستوى الطاقة أو على المستوى الغذائي، ولهذا السبب أكد على ضرورة إنهاء الحرب في أوكرانيا، والتوصل إلى حل.

وعن العلاقات مع السعودية، أوضح الشيخ تميم أنه لا يريد التحدث عن الماضي، وهو ينظر للمستقبل، مؤكدًا دخول البلدين مرحلة جديدة، وأن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح. وعن أهمية مجلس التعاون الخليجي، أعرب الشيخ تميم عن تطلعه للمستقبل فيما يخص علاقات دولة قطر بدول المجلس، حيث شدد على أهمية الوحدة والتعاون، معربًا عن ارتياحه لدخول المجلس مرحلة جديدة.

وبشأن العلاقات مع إيران وصف أمير دولة قطر العلاقات بأنها مهمة لبلاده وتاريخية، داعيًا دول الخليج وايران إلى الحوار. وفي رده عن سؤال حول إعادة دول عربية لقنوات اتصال مع النظام السوري، أكد الشيخ تميم على حق كل دولة أن تقيم علاقاتها مع أية دولة تختارها، لكنه أشار إلى أن جامعة الدول العربية قررت استبعاد النظام السوري لسبب وجيه، وهذا السبب ما زال موجودًا ولم يتغير، معربًا عن استعداده للمشاركة في أي محادثات في حال كان هناك عملية سلام حول مستقبل سوريا ومطالب شعبها.

وبخصوص احتمال تكرار أحداث شبيهة بأحداث الربيع العربي عام 2011، اعتبر الشيخ تميم أن الجذور العميقة المسببة للربيع العربي لازالت قائمة، كالفقر، والبطالة، والخريجين العاطلين عن العمل، بل إنها تفاقمت، محذرًا من أن غياب الحلول سيعيد تكرار الأحداث، موضحًا بأنه يعتقد أن الطريقة الأمثل لتفادي الاضطرابات في المستقبل هي تنفيذ الإصلاحات بشكل تدريجي، والتي تعطي الشعوب أملًا حقيقيًا وليس مجرد كلمات.

وعن تطبيع عدد من الدول العربية لعلاقتها مع الاحتلال الإسرائيلي، اعتبر أمير دولة قطر أنه لا تزال هناك أراضٍ عربية محتلة، ولاجئون لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم منذ أكثر من 70 عامًا، مسلمون ومسيحيون يعيشون تحت الحصار في قطاع غزة، لذا شدد الشيخ تميم على  ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية من أجل الشعب الفلسطيني، تمنحه الأمل وتعيد له أرضه، مؤكدًا في نفس الوقت إيمانه بحل الدولتين، على الرغم من أن هذا الحل لا يزال بعيدًا.

عن تطبيع عدد من الدول العربية لعلاقتها مع إسرائيل، اعتبر أمير قطر أنه لا تزال هناك أراضٍ عربية محتلة، ولاجئون لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم منذ أكثر من 70 عامًا

وفيما يخص جائحة كورونا، قال أمير دولة  قطر إنه لم يتم التعامل مع الجائحة بطريقة مثالية، فقد تمكنت الدولة الغنية من التعامل مع الأزمة، لكننا لم نكن قادرين على ضمان تمكن الدول الفقيرة من التعامل معها. أما فيما يتعلق بتنظيم دولة قطر لبطولة كأس العالم" قطر 2022"، فقد عبّر الشيخ تميم عن ترحيبه بجميع المشجعين، بغض النظر عن أصولهم أو ثقافاتهم، متطلعًا إلى أن يُسهم هذا الحدث العالمي في تعزيز معرفتهم بأوجه الاختلاف بين الثقافات وأن يكتشفوا ثقافة قطر، وزيارتها مجددًا في المستقبل.