يحتضن ملعب المدينة التعليمية مساء اليوم السبت قمة مباريات الجولة الثانية من المجموعة الثالثة لكأس العالم قطر 2022، حيث ستكون مواجهة المكسيك السبيل الوحيد لمنتخب الأرجنتين من أجل لملمة جراحه والعودة للمنافسة، بعد كبوة المباراة الماضية أمام المنتخب السعودي، في حين تطمح المكسيك لتحقيق نتيجة إيجابية تبقي على حظوظه كاملة في التأهل لدور الثاني.
الفوز بكوبا أمريكا 2021، والمحافظة على سلسلة 36 مباراة توالياً دون خسارة، جعل من الأرجنتين تدخل المونديال كأحد أبرز المنتخبات المرشحة للعب الأدوار الأولى، خاصة في ظل الجيل المميز من اللاعبين الذي يمتلكه منتخب التانغو، كل هذه المعطيات جعلت من رفاق ميسي مرشحين فوق العادة لتصدر مجموعتهم الثالثة بدون معاناة تذكر، لكن بعد السقوط أمام المنتخب السعودي بلقاء الجولة الأولى والذي بدا خلاله منتخب المدرب سكالوني عاجزًا تماماً عن إيجاد حلول تنقذه من حمم بركان ضغط المنتخب الأخضر، تغيرت عديد الأوراق داخل المجموعة بجعل المنتخب الأرجنتيني أمام حتمية الفوز على المكسيك.
بعد الخسارة المفاجئة بالمباراة الأولى، لم يسلم زملاء ميسي معية الإطار الفني بقيادة سكالوني من أسهم الانتقادات، من قبل الأوساط الرياضية في الأرجنتين، سيما في الشق الهجومي، الذي وحسب الصحافة الأرجنتينية عانى من عقم ناتج عن سوء خيارات وتوظيف الإطار الفني، بالإضافة لانتهاج أسلوب لعب يحد من تألق بعض اللاعبين البارزين.
فلم يجد سكالوني الحلول التكتيكية اللازمة لتوفير الكرة في مساحات جيدة للمهاجمين خاصة في عمق الملعب، كما واجه الفريق صعوبات كبيرة في بناء الهجمة من الخلف ومجاراة ضغط السعوديين.
كل هذه الإشكاليات مطالب سكالوني بإيجاد حلول لها قبل مباراة الفرصة الأخيرة الليلة، لذلك فمن المتوقع أن يتغير شكل المنتخب إلى ال 4-2-3-1، وذلك بإقحام أليكسيس ماك أليستر كلاعب وسط إضافي بجانب كل من رودريجو دي بول، و لياندرو باريديس، وذلك بهدف خلق كثافة عددية في منطقة قادرة على التدرج بالكرة بشكل جيد، وتزويد الخط الأمامي بعدد كاف من الكرات، هذا الأخير الذي من المنتظر أن يكون بقيادة ميسي مع كل من جوليان ألفاريز، الذي قد يأخذ مكان دي ماريا على الأطراف بالإضافة للاوتارو مارتينيز.
على الجانب المقابل، يسعى المنتخب المكسيكي بدوره لتلافي نصف العثرة في مباراته الأولى، والتي حقق خلالها التعادل بلا أهداف أمام المنتخب البولندي، منتخب إل تري كولور اعتاد في مشاركاته المتتالية منذ مونديال أمريكا 1994 على الصعود المستمر من دور المجموعات، إلا أن هذه المرة تبدو أموره معقدة لحد كبير، إذ سيكون مطالباً بتحقيق الانتصار أمام منتخب الأرجنتين الجريح، إن أراد المحافظة على حظوظه كاملة في المرور للدور الثاني.
المكسيك بالرغم من أنها كانت الطرف الأفضل خلال جل فترات مباراتها أمام بولندا، إلا أنها افتقدت للعمق الهجومي من خلال افتقادها اللاعب القادر على استغلال التمريرات العرضية، التي يرسلها الجناح هيرفينج لوزانو و أليكسيس فيجا، وقال مدرب المكسيك جيراردو مارتينو عن هذه النقطة بالذات بأن منتخبه يحتاج لقدر أكبر من الدقة في اللمسة الأخيرة أمام المرمى، فيما قال أوتشوا حارس المرمى والذي أنقذ فريقه من ركلة جزاء بالمباراة الماضية " علينا أن نظهر وجهنا الحقيقي أمام الأرجنتين والظهور بشكل مميز يليق باسمنا ".
ومن المتوقع أن يلعب المدرب جيراردو مارتينو على غرار المباراة السابقة برسم ال 4-3-3، برباعي خلفي يتكون بكل من خورخي سانشيز، سيزار مونتيس، هيكتور مورينو ، و جيسوس جاياردو، فيما سيقود هيكتور هيريرا خط المنتصف، بالإضافة لثلاثي هجومي يتكون من هيرفينج لوزانو، هنري مارتن، أليكسيس فيجا.
