23-أغسطس-2023
gettyimages

التقديرات تشير إلى إمكانية توسع رقعة الاحتجاج بشكلٍ أكبر (ألترا صوت)

في تطور نوعي للاحتجاجات المستمرة في السويداء منذ 4 أيام، جنوبي سوريا، حيث وصل عدد المحتشدين في التجمعات الاحتجاجية إلى الآلاف، وفقا لمصادر متعددة، كما اتسعت مساحة المظاهرات لتشمل مدنا وقرى وبلدات جديدة في محافظة السويداء التي تتصدر المشهد الاحتجاجي الراهن ضد النظام السوري.

وسجلت مصادر متعددة حوالي 40 نقطة تظاهر في محافظة السويداء.

 كما وصلت المطالب الشعبية السياسية إلى ذروتها حيث طالب المحتجون برحيل نظام بشار الأسد، بعدما كان غضبهم موجها في البداية وبشكل أساسي نحو التدهور الاقتصادي وتردي الأوضاع المعيشية بسبب الزيادات في أسعار الوقود والمواد الغذائية التي أثقلت كاهل الشعب السوري. 

مع تزايد الهتافات السياسية في الاحتجاجات، انضم شيخ طائفة الموحدين الدروز حمود الحناوي، إلى الاحتجاجات

ومع تزايد الهتافات السياسية في الاحتجاجات، انضم شيخ طائفة الموحدين الدروز حمود الحناوي، إلى الاحتجاجات، حيث خاطب الاحتجاجات، مؤكدًا على حق الناس ومطالبًا الشعب السوري بالوقوف ضد الاستبداد.

وخلال الاحتجاجات في ساحة السير وسط السويداء، اليوم الأربعاء، ارتفعت الهتافات المطالبة بخروج إيران من سوريا.

ودفعت هذه التطورات متابعين للموجة الاحتجاجية الحالية إلى توقع أن تشهد الموجة الجديدة من الاحتجاجات زخمًا أوسع وتمتد إلى مناطق إضافية في الجنوب السوري، وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأفادت مصادر إعلام محلية، عن إحراق صورة بشار الأسد في ساحة تشرين وسط مدينة السويداء.

وفي التفاصيل، استمرّ الإضراب في المحال التجارية والمرافق الإدارية لليوم الرابع تواليًا في السويداء، كما دخلت مدن وقرى وبلدات جديدة على خط الاحتجاجات، ليصل عدد نقاط الاحتجاج إلى أكثر من 40 نقطة، هذا فضلًا عن انطلاق دعوات للاحتجاج في نقاط أخرى.

وفي ساعات الصباح الأولى من يوم أمس الثلاثاء توجه محتجون إلى الطريق الدولي السويداء- دمشق، حيث قاموا بقطع الطريق الرئيسي في بلدة سليم، ونقلت الصور ومقاطع الفيديو تجمعات احتجاجية أمس الثلاثاء  من 40 بلدة وقرية ومدينة في محافظة السويداء.

ورفعت في الاحتجاجات لافتات وشعارات تدعو لرحيل نظام الأسد، وتطبيق القرارات الأممية والحلول الدولية التي طرحت لإنقاذ الشعب السوري، من خلال انتقال سياسي يضمن الاستقرار والإعمار. وفي هذا الصدد حمل محتجون لافتات تطالب بتطبيق القرار الأممي 2254.

وتزامنًا مع احتجاجات السويداء عرفت محافظة درعا المجاورة لها احتجاجات مشابهة طالبت هي الأخرى بإسقاط نظام الأسد. حيث وثقت "شبكة الراصد" المحلية، 23 نقطة احتجاج، يوم أمس الثلاثاء، كما سجّلت دعوات احتجاج في العديد من القرى، منها "أم الزيتون، لاهثة، سهوة البلاطة، الثعلة، الخرسا، أم الرمان، صلخد، شهبا".

وقام المحتجون، حسب ذات المصدر، بإغلاق مقر بلدية دوما ومقر الفرقة الحزبية التابعة لحزب البعث، فيما أضرب الموظفون عن أماكن عملهم استجابة لنداء الإضراب.

تزامنًا مع احتجاجات السويداء عرفت محافظة درعا المجاورة لها احتجاجات مشابهة طالبت هي الأخرى بإسقاط نظام الأسد

وتراقب قوات النظام الاحتجاجات بحذر، حيث أرسلت تعزيزات أمنية إلى محافظة درعا، مهد الثورة السورية، لكنها لم تقم بأي أعمال قمعية حتى اللحظة، والسبب حسب متابعين هو خوف النظام من سقوط قتلى وما قد يقود إليه من انتفاض باقي المحافظات الخاضعة لسيطرته في الجنوب السوري المكتوي بلهيب الأسعار وتردّي الخدمات.

وللاحتجاجات الحالية خصوصية تميزها، ففي السابق كان النظام يلجأ إلى الفعاليات الدينية والحزبية المرتبطة به لوأد الاحتجاجات التي بدأت في السويداء ذات الأغلبية الدرزية منذ عام 2014، لكن تلك الفعاليات الدينية هي الآن في قلب الاحتجاجات وأعلنت دعمها لهاـ 

وترى تقديرات، أن رقعة الاحتجاج يمكن أن تتسع بشكلٍ أكبر، مع تسجيل نقاط تظاهرة جديدة، في كل يوم جديدة من الاحتجاج، يمكن أن تساهم في خلق حراك واسع في جنوب سوريا.