19-أغسطس-2017

لقطة من مسلسل game of thrones

حتى ما قبل عرض الحلقة الرابعة "The Spoils of War/ غنائم الحرب" في الموسم السابع لمسلسل "Game of Thrones/ لعبة العروش"، كان هناك توافق بين المتفرجين والنقاد على أن حلقة "Battle of the Bastards/ معركة اللقطاء" في الموسم السادس من إخراج ميغيل سابوشنيك مصنفة بأنها أهم المعارك التي قدمت في جميع الحلقات السابقة.

بحبكات سينمائية وسرديات تاريخية وإعادة تصوير مشاهد سينمائية عظيمة، صنعت HBO بالجزء الأخير من game of thrones حلقات استثنائية

لكن الحال تغير في معركة الدوثراكيين القادمين لفك الحصار عن جيش أم التنانين في قلعة "كاسترلي روك" عندما تحولت إلى أعظم معركة أخرجت بين جميع الحلقات المعروضة.

مخرج حلقة غنائم الحرب مات شاكمان قدم خلال 15 دقيقة المدة واحدة من أعظم حلقات المسلسل، معيدًا فيها تصوير مشاهد أكثر من 10 أفلام هوليوودية منذ عام 1939 حتى 2016، وكتاب الحلقة الأربعة الذين شاركوا بكتابتها إلى جانب مؤلفها جورج مارتن مثل باقي الحلقات استندوا لمعارك تاريخية سابقة أثناء عملهم على النص.

اقرأ/ي أيضًا: وهم الوجود في فيلم The Truman Show

وبكل هذا المزيج من الحبكات السينمائية والسرديات التاريخية عن الحروب القديمة وإعادة تصوير مشاهد سينمائية عظيمة، وضعت HBO أمام المتفرج حلقة استثنائية لكن بالتأكيد لن تكون الأخيرة طالما أن المعركة الكبرى مع السائرين مؤجلة للموسم الثامن.

على حصانهما يقفان جيمي لانستر مع برون حين سمعا صوت ضربات أقدام خيول الدوثراكيين على الأرض من بعيد، كانت بدايًة عظيمة للمشهد مأخوذة من فيلم "300" إنتاج عام 2006 عندما يكون الملك ليونيداس واقفًا مع صديقه، بعدها يبدأ جيمي بالصراخ على جيشه لتنظيم دفاعته حتى يتصدوا للدوثراكيين ومن أفضل من ذلك المشهد غير تنظيم الوحوش والأروك لدفاعاتهم في الجزء الأخير لسيد الخواتم إنتاج 2003.

أحصنة الدوثراكيين تركض على الرمال مسرعة مثيرًة زوبعة من الغبار مع أصوت كأنها طبول حرب.. الجنود يهللون بسيوفهم.. ومناجلهم عاليًا بأيديهم، أصوات مرعبة تخرج من أفواههم مثلما خرجت من الجنود المغول في فيلم "منغول: صعود جنكيز خان" عام 2007.

ومن سيكون أكثر تعبيرًا عند رؤية شهوة الدوثراكيين للدماء بعد أن أصبحوا على مرمى نظر جيمي وبرون غير ملك طروادة في الفيلم الذي حمل نفس الاسم عام 2004، نظرة الخوف الممتدة على مسافة يزداد قربها لهجوم الدوثراكيين كما لو أنهم يعبرون من شريط عربة الجياد للأمريكي جون فورد عام 1939 إلى لعبة العروش حتى يفتكوا بأعداء أم التنانين.

من بعيد يبدأ جيمي برؤية الدوثراكيين لكن صرخة التنين القادمة من فجوات السماء طائرًا بالملكة كاليسي تجعله يقف مذهولًا لا يعرف ماذا يفعل إلى أن يصل نافثًا النيران من فمه على كتيبة من جنود الدفاع لتخرج النيران بصورة مشابهة للتنين الذي ظهر في فيلم هاري بوتر وكأس النار عام 2005.

فكرة الجدار الجليدي بمسلسل game of thrones جاء إلهامه أثناء وقوف جورج مارتن على سور هادريان في اسكتلندا

فعليًا المشاهد التي ظهر فيها التنين ينفث النيران من فمه أو يحلق في السماء استعانت بلقطاتها من أفلام التنين القاتل عام 1981، الهوبيت: معركة الجيوش الخمسة عام 2014، وإيراغون عام 2006.

لكن النصيب الأكثر في هذه اللقطات التي استعان بها شاكمان على إخراج هذه المعركة الضخمة كان من نصيب صاحب ثلاثية العراب فرانسيس كوبولا بفيلم القيامة الآن عام 1979، بأخذه لقطات ومشاهد لتحليق الطائرات مع الحوامات، اشتعال النيران بالغابات، تصاعد الدخان بين الحوامات الذي ألهمه على أن تكون لقطات مشابهة لها عندما ينفث التنين نيرانه على الجنود والعربات فيصيرون رمادًا.

ومن حروب المشاهد الأولى عندما يحترق الجنود في فيلم المصارع عام 2000 إلى غنائم الحرب في لعبة العروش أو حتى في المعركة نفسها باستعانة مشهد من فيلم العائد أوسكار أفضل فيلم عام 2016، حتى نصل لنظرات جيمي لانستر المليئة بالألم على رؤية جنوده يحرقون أحياء لتذكر المشاهدين بنظرات توم هانكس في أنقذوا الجندي ريان 1998 لكنها بالتأكيد لن تكون مثل نظرات جيمي الممزوجة بالعجز.. الهزيمة.. والألم على رؤية ما حل بجنوده من انتقام كاليسي على حصار جنودها في القلعة.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Incendies".. حرائق الحرب الأهلية التي لا تنطفئ

بالطبع لم يقف مسلسل لعبة العروش صاحب الميزانية الأضخم بين جميع الأعمال التلفزيونية عند إعادة تصوير مشاهد لأعمال سينمائية سابقة لإنتاج حلقات المسلسل بل استعان بمعارك تاريخية ترجع لقبل الميلاد، مثل معركة اللقطاء التي استعان مخرجها بما ذكر من وقائع عن معركة هنيبعل مع الرومان في "كاناي" جنوب شرق ايطاليا عام 218 ق.م، والحرب الأهلية الأمريكية أيضًا.

وكذا في فكرة السور (الجدار الجليدي) الذي جاء إلهامه أثناء وقوف جورج مارتن كاتب القصة الأساسي على سور هادريان في اسكتلندا، والذي يرجع تاريخه إلى عام 122 عندما بدأ بنائه ليفصل الرومان عن البريطانيين الأصليين بحسب ما ذكر موقع "بيزنس إنسايدر".

كانت الحلقة قبل الأخيرة من الموسم السادس في لعبة العروش "حرب اللقطاء" تتصدر قائمة الحلقات الأعظم بحصولها على تقييم 9.9

وبالمثل فإن مخرج غنائم الحرب، أي شاكمان لم يخفِ إعادته لتصوير مشاهد سينمائية سابقة، وأكد ذلك في حوار نشر في السابع آب/ أغسطس الجاري، وكذلك نشر موقع Nerdwriter عبر قناته على قناة "يوتيوب" تقريرًا يتحدث عن المشاهد التي أعيد تصويرها في هذه الحلقة العظيمة مثل جميع الحلقات التي حديث فيها معارك.

كانت الحلقة ما قبل الأخيرة من الموسم السادس في لعبة العروش المعروفة بـ"حرب اللقطاء" تتصدر قائمة الحلقات الأعظم بحصولها على تقييم 9.9 شارك فيه أكثر من 146 ألف مشترك على موقع IMDB لكن غنائم الحرب أزاحتها بحصولها على درجة التقييم عينها بمشاركة لا تصل لـ47 ألف مشترك.

غير أنها بما قدمته من إعادة للقطات سينمائية مع مزيج من المؤثرات البصرية ستجعل المتفرج ينتظر أكثر من ذلك في الموسم الثامن الذي سيكون تصوير لملحمة أسطورية متخيلة عن واحدة من الليالي الطويلة التي عاشها العالم القديم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيلم "Gifted".. ما النافع إذا خُلّد اسمك ومت وحيدًا؟

7 من أفضل صناع الموسيقى التصويرية خلدوا أسماءهم في أفلام عظيمة