31-مايو-2022
لوحة كلود مونيه فرنسا

لوحة لـ كلود مونيه/ فرنسا

  1.  

وحيدًا في هذه الغرفة

أبحث عن جدران

لم تتلطّخ بارتطامي

أبحث عن مشكلة أو عقدة

أو مأساة عابرة لأكتب

قصيدة تخرجني من شرنقة

الرتابة.

 

  1.  

وحيدًا..

أحاول أن أتفاوض مع جسمي

أن أخسر رغبته

ويخسر خوفي

أن يكون شاهدًا على ثقوب

لم يزرها أحد.

وحيدًا أقف على الشرفة

أمرّن من خلالها نظري على البقاء

وأرفع أناملي المتآكلة كمآذن

شرب الصمت جُلّ صداها

علّني أرى خيطًا حقيقيًا

يطوف حول خناق هذا النقص.

 

  1.  

وحيدًا..

أتابع تجاوز ذاكرتي

لكل العذراوات اللواتي

سلبتُ طرقاتهن السريعة نحو الأسرّة

وفشلت.

وحيدًا أفتح أدراج مكتبي

مواسيًا كل هذا الغبار

كل هذا الفراغ

الذي تضرّج بالسقوط من أجل

مكاتبيهن التي لم تصلْ، ولن..

وحيدًا أحاول التكهن

من هي التي ستسلبني عذريتي

وترميني على حافّة السرير

مضرّجًا بالرغبة

وعلى الأرجح بالغربة.

 

  1.  

وحيدًا..

أنظر إلى مكتبي التي تتضخم 

كالزائدة في أحشاء الزمن

وأنظر إلى لحيتي الشائكة

كأطفالٍ لم يتعمدوا بعطف

الأمومة وقسوتها..

وحيدًا أتقبّل فوضى هندامي

واختلاط الصبح والعصر

في حجرات وجنتيّ

وحيدًا أنكرُ الموت

وأتقبل حيوات أمواتي.

 

  1.  

وحيدًا أخوض الحروب

وفي طبيعة الحال

وحيدًا أصنّف الخسارات

أفتي بها.. أحللها

أحرّمها.. كأني إمام

ينقصه الكثير من العقل.

 

  1.  

وحيدًا..

أقف على رصيف

يكتظّ بالغرباء

أختار مقهى معين

لكني أعجز عن اختيار

حبيبة وموعدًا

وطبق يستحق أن يكون

وجبة رئيسية بعد كلمة

" أحبكِ"

 

  1.  

وحيدًا..

أمام الكثير من المتنمرين

آخرهم حلّاقي السابق

سأساعده على جمع الحصى

كي يرميها على زجاج نفسه.

 

  1.  

وحيدًا..

أهرب إلى النوم

أحلم باللاشيء

أغفو على أمل

ألا أستفيق.

وحيدًا أتقبل مرارة حلقي

ووحيدًا أتحمل سوسة القلق

التي نخرها صديق تذكرني

وقت الضيق.

 

  1.  

وحيدًا..

أتذكر الفرص المهدورة

وحيدًا أتذكر آلالام جسدي

ورغبة في تنشق

رائحة المستشفيات.

وحيدًا أبحث عن طبيب

يمنحني حق الثأر

منهم

كي يتمكن من استئصال

أورامي.

 

  1.  

وحيدًا..

أتناثر كالرماد

في غرفتي

منتظرًا ذاك الكابوس

الذي سيقودني

نحو قبرٍ تنطفئ

في ليله جميع النجوم.

وحيدًا أتخيل الوردة الحمراء

التي ستزيّن ضريحي

بعطرٍ تناوب على سلبه منها

أكثر من ربيع.