14-ديسمبر-2015

روندا روزي

لا يَزالُ عُشّاق الفُنون القِتَاليّة المُختَلَطة MMA تَحتَ وَقعِ صَدمَة خَسَارَة المرأة الأقوى في العالم -كما تمَّ تَصنِيفها- الأمريكيّة روندا روزي، في نِزَالِها الأَخِير أمَامَ المُقَاتِلَة هولي هولم بالضَربَةِ الفَنيِّةِ القَاضِية، وذَلِك في الحَدَثِ الرّئيسيّ لبُطُولَة UFC193 التي أُقِيمَت في مدينة سيدني الأسترالية قبل أسابيعَ قليلة أَمَامَ أكثر من خمسين ألفَ متفرِّج.

تُعتَبَر "روزي" بَطَلة استثنائيّة، وهي بِلا مُنازِع نَجمة شُبَاك التَذَاكِر الأولى في الّلعبَةِ القِتاليّة خاصّةً بَعدَ غِيابِ أبطالَ كِبار أمثَال "راندي كوتور - تشاك ليدل - بروك ليسنر - أندرسون سيلفا والبَطَل الأسطوريّ جون جونز. مكانةُ "روزي" الكَبيرة في عَالَم الرِيَاضَاتِ القِتَاليِّة دَفَعَت برئيس اتّحاد الفُنون القِتاليّة "دانا وايت" إلى تأكيد حُصُول البَطَلة الأمريكيّة على فُرصَةٍ لاستِعَادَةِ لَقَبِها وهو ما وافَقَت عليه هولي هولم، الّتي رحَّبَت بِنِزالٍ قريب قد يَجمَعُهُما في البُطولَة المُرتَقَبة التي سَتَحمِل الرّقم 200 العامِ المُقبل.

قبلَ هزيمتِها أمَامَ هولي هولم - بعد 6 دقائِق - كانت روندا روزي حقَّقَت ثلاثة انتِصَارات مُتَتَالية

أداءُ "روزي" تَطَوَّرَ بشكلٍ كبيرٍ منذُ العام 2008 أي بعدَ إحرازِها ميداليّة برونزيّة في رياضة الـ"جودو" في أولمبياد بكين، وكانَ نِزَالَها الأوّل في UFC وزن "الديك" في العام 2013 حيثُ برَعَت في تنويعِ أسَاليب القِتال داخِلَ القَفَص خُصُوصًا من النَاحِية الهُجُوميّة، وتَمكّنَت مِن السيطرة على مُعظَم مُنافِساتِها مُستخدمةً مَسكة الذراع "آرم بار".

 رَغبَةَ "روزي" الكَبيرة بالانتِقام من مُنَافِستها التي جرَّدتها مِن لقَبِها العالميّ أكّدَتها بقولِها أنّها "تتحمّلُ تَوَابِع هزيمتها أمام هولي هولم - ولكنَّها لن تَسمَح بأن يَرَاها جمهورها مُنكسِرةً أبدًا"، وأوضَحَت "روزي" أنّها سَتَسعى بكُلِّ قوّة للقِتال حتى النهاية، والعَمَل على تَحقِيق كل ما تَرغَب فيه في مسيرتها المِهنيّة.

وقبلَ هزيمتِها أمَامَ هولي هولم - بعد ست دقائِق على انطلاقِ النِزال - كانت "روزي" قد حقَّقَت آخِر ثلاثة انتِصَارات مُتَتَالية لها في الجولة الأولى، وقَبل إتمامِ الدَّقيقة الأولى من النِّزال حتى.

حقَّقَت المَرأة القوِيَّة اثني عشر انتصارًا مُتتاليًا خِلال مَسيرتِها بينها أحد عشر فوزًا بالضَرّبَةِ القاضِية في الجَولَةِ الأولى وهو ما ساعَدَها على تَثبِيتِ مَكانَتِها بينَ كِبار اللُّعبة، وهو الأَمرُ الّذي جَعَلَ الجَميع يَخافُ مُواجَهَتَها داخِلَ القَفَص. في هذا الإطار يقولُ رئيس اتِّحاد الُّلعبة دانا وايت إنّ روندا روزي نَقَلت الُّلعبة إلى مُستَوَيات عالية جدًّا، كما أنَّ "نزال الانتقام" مع "هولي" من شأنِه جذبَ الأَنظار والأَموال إلى الّلعبة التي يَجهَدُ اتِّحادُها لإبقائِها في مَصاف الرياضات القِتاليّة الأولى على مُستوى العالم.

لم تبدُ "روزي" يومًا مِثلما ظَهَرت لَيلَةَ هَزيمَتِها في سيدني فقد انكسر كبرياؤها

لم تبدُ "روزي" يومًا مِثلما ظَهَرت لَيلَةَ هَزيمَتِها في سيدني، لَقَد تَمَكّنت "هولم" من كَسرِ كِبرياء "روزي" الّتي طَلَبَت تحدِّي بَطَل العالَم في المُلاكمة فلويد مايوذير في نزالٍ داخِلَ القَفص في أحدِ الأيّام، وهو ما اعتَبَرتُه الجَماهير غرُورًا ومُبَالغةً من "روندا" التي وَضَعَت نفسَها خارِج إِطار الهَزيمة أمامَ أيِّ شخصٍ في الرياضات القتاليّة.

كلُّ متابِعٍ جديٍّ للفنونِ القتاليّة يؤكِّد أنّ هّزيمَةَ "روزي" إذا ما نَظَرت إليها الأمريكيةُ القويّة من مِنظارٍ إيجابيّ، فإنَها سَتُسَاعِدها على تَطوير مُستَوَاها والعَودة بصورةٍ أقوى إلى الحَلَبة لتَحطِيمِ جميعِ اللّاعبِات الأُخرَيات في أقلِّ من دقيقة، وإلا فإنّها ستكونُ بِدايَةً لسِلسلَة إخفاقاتٍ تذهَب بها إلى مكانٍ ليس بمكانِها فينتَهي بها المطاف كما غيرِها من البَطلات في دُورِ السينما تبحَثُ عن دورٍ في فيلم تُمثِّل فيه دورَ بَطَلَة الألعاب القتاليّة.

يَتَرقّب عُشّاقُ اللعبة بشغَفٍ كَبيرٍ ظُهورَ دانا وايت على شاشاتِ التلفزة ليُعلن موعد "نزال الثأر" المُرتقب بين روندا روزي و"هولي هولم" لمُشاهَدَةِ مُباراةٍ مُثيرة بِكلِّ المَقاييس، مباراة تَنتَقِم فيها "أقوى امرأة في العالم" لكِبرِيائِها الذي تَهشَّم في سيدني، وتَخرُجَ مِنَ القَفَص مستعيدة حِزامها ولقبَ بَطَلة العالَم في وزنِ الديك، وإذا ما حَصل عكسَ ذلك فإنّها ستكونُ النهاية للساحِرة الأمريكيّة كما أُحبّ وصفَها.

اقرأ/ي أيضًا:
الإخوة الغرباء وسجال الهويّات المرِحة
أوليغارشي كرة القدم الإسبانية