30-ديسمبر-2020

حاتم علي (1962 - 2020)

ألترا صوت – فريق التحرير

سجّل الرحيل الفاجع للمخرج السوري حاتم علي (1962 - 2020)، يوم أمسِ، سابقة في توحيد السوريين على مختلف أطيافهم وأهوائهم وأمكنتهم، إذ كان واضحًا اعتبار الجميع الفنان الراحل فقيدًا شخصيًا. وهذا أمر نادر الحدوث، خصوصًا في سنوات تصاعد الاستقطاب بين السوريين.

رأى كثيرون أن هذه المحبة هي أفضل جائزة يمكن أن يحصل عليها الفنان في نهاية حياته، وذهب آخرون إلى أن ما حدث غنما هو نتيجة صدق الفن وصدق صانعه في علاقته بالواقع.

على كل حال، تمثّل أعمال حاتم علي جزءًا هامًا من ذاكرة السوريين، لأن المسلسلات التي قدمها لم تكتف بالإمتاع وحسب، بل ذهبت إلى الاشتباك مع أسئلة الحياة، ناهيك عن القراءة المختلفة في مسلسلاته التاريخية.

هنا اقتباسات من بحر كبير وواسع من الأقوال التي أطلقها زملاء الراحل وأصدقاؤه ومحبوه في الوسط الفني.


محمد ملص (مخرج سينمائي)

فاجعة جديدة تصيب الفن البصري السوري تخص مبدعيها والذين ساهموا بتألقها وتطورها. لروحك الرحمة والسكينة يا حاتم علي.

 

سلافة معمار (ممثلة)

الحزن كبير وأصعب ما في الموضوع إنو الزمن فرّقنا، وما عم نقدر نكون مع بعض لنودع الناس اللي عم تروح ونخفف على بعض ألم الوداع.

حاتم علي وداعًا.

 

هيثم حقي (مخرج درامي)

آآآآآه يا حاتم... فطرت قلبي يا أخي وابني وصديقي وشريكي في الفن، ممثلًا ومخرجًا وكاتبًا وإنسانًا تليق بك الإنسانية. أي حزن يلف سوريتنا المقهورة؟ ما زلت لا أصدق!

آه يا حاتم... بكرت كثيراً أيها الحبيب... ماذا أقول للغوالي دلع وعمرو... أأقول عزائي لكم ولنا وللسوريين على امتداد خارطة الدنيا؟

يمر يا حاتم شريط أعمالنا المشتركة التي بدأت بك ممثلًا مبدعًا في ظهورك الأول اللافت في دائرة النار وصور اجتماعية وهجرة القلوب لتتنوع مشاركاتك معي مخرجًا وكاتبًا وممثلًا، ليتوج تعاوننا بفيلم الليل الطويل الذي أبدعت فيه يا صديقي ونلت عليه العديد من الجوائز العالمية.

وداعًا يا حاتم لقد فقدت سوريا الغارقة بالحزن واحدًا من أهم أبنائها، وفقدتك أنا فقدانًا موجعًا أيها الغالي... وعزائي أن تراثك الفني والإنساني سيبقى خالدًا خلود أعمالك وخلود ذكرك الطيب ...

وداعًا حاتم.. وداعًا يا صديقي المبدع والإنسان.

 

لينا شماميان (مغنية)

لسا في قصص ما حكيتا

لسا فيه شغلات حلوة تساويها وتعلّمها، تحكيها عنّا وتدوّنها

غيابك فجيعة مفاجئة للفن، لسورية وللحَكايا

أنت رسمت جزء كبير من ذاكرتنا الفنية، وكبرت معك هوية الدراما السورية الواقعية المعاصرة.

كون بسلام مطرح ما أنت.

 

مكسيم خليل (ممثل)

أستاذي.. كم هي هزيلة فكرة الحياة

وكم جميلة أحيانًا فكرة الإشاعة.

يحترق أمامي الآن الماضي الجميل..

رحيلك صادم نعم.. مفاجئ نعم..

مؤلم قاسي نعم..

لكنه لن يغير من حقيقة أنك أستاذي

الذي علّمني ألف باء التمثيل.. علمني الالتزام.. الشغف.. القلق المهني الذي لا ينتهي.. في البحث عن الجديد .

لن يغير من حقيقة أنك زرعتَ فيّ وفي الكثيرين غيري:

أحلامًا كبيرة.. حتى ونحن نعيش تغريبتنا السورية..

رحيلك تاريخ حاضر في حياة السوريين..

شكرًا أستاذي.. شكرًا من القلب..

من الروح.. علّها توصل السلام لروحك.. حاتم علي.

 

راشد عيسى (صحفي)

مهما اختلفنا حول أعماله، لا يمكن إلا أن نعجب بحاتم علي. هو النازح الذي بدأ (على الأغلب) من تحت الصفر، مع شلّة من الحالمين في الحجر الأسود والمخيم، وحارات الفقراء. مع زيناتي ورفاقه المولعين بالمسرح، ليصبح من ثم إمبراطورًا حقيقيًا في مجال الدراما التلفزيونية العربية.

ممثل، مخرج مسرحي وتلفزيوني وسينمائي. كاتب مسرحي.. تنظر إلى مجمل أعماله فتجد أن مشروعه بالفعل قد اكتمل، أفضل الأعمال التلفزيونية مسجلة باسمه (من ينسى التغريبة الفلسطينية)، ولم يترك بابًا في الفن لم يطرقه. ومع ذلك تشعر أنه قد بدأ للتو، من منفاه الكندي، بجعبة مليئة بالمشاريع السينمائية خصوصًا، وحرية بالتحرك والانطلاق بعيدًا عن قبضة الأنظمة.

إنه كذلك يرحل مع الراحلين بحيطان الخمسين، أي تمامًا في العمر الذي يكون المرء بالكاد قد استأنف حياته.

وداعًا حاتم علي.

 

فؤاد حميرة (كاتب درامي)

قدر المبدع السوري أن يموت هكذا غريبًا عن دياره عاريًا من وطنه يتوسل الدفء في زوايا العالم. لم تمت وحدك يا حاتم كلنا متنا أو سنموت معك غرباء وعرايا نعاني صقيع الغربة، لأن الكلمة في الوطن ليست للفكر، ليست للإبداع، الكلمة في وطننا يا حاتم للهمجية والعسكر ورجالات المخابرات، للمطبلين والمزمرين، للأقزام المتسابقة على فتات موائد البرابرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رحيل حاتم علي.. أندلس الدراما التلفزيونية بات مفقودًا

خبر وفاة حاتم علي يتصدر "السوشال ميديا".. رثاء متعدد الجبهات