29-ديسمبر-2020

حاتم علي (فيسبوك)

فُجع محبو الممثل والمخرج السوري حاتم علي، بنبأ وفاته بعد تعّرضه لأزمة قلبية في مقر إقامته في مصر، ليفارق الحياة عن عمر ناهز الـ58 سنة.

تعرض حاتم علي للمضايقة أكثر من مرة بسبب مواقفه السياسية، ليصل الأمر إلى شطب اسمه من نقابة الفنانين السوريين

ويعدّ حاتم علي أحد أهم الأسماء التي تركت بصمات كبيرة في الدراما السورية، من خلال الأعمال التي أخرجها، والتي حظيت بجماهيرية كبيرة في العالم العربي، كالفصول الأربعة، أحلام كبيرة، قلم حمرة، عصي الدمع، إضافة إلى عشرات الأعمال التلفزيونية من مسلسلات وثلاثيات وسباعيات.

اقرأ/ي أيضًا: رحيل حاتم علي.. أندلس الدراما التلفزيونية بات مفقودًا

برع حاتم علي بشكل خاص في الأعمال التاريخية التي وثّقت حقبات تاريخية بطريقة علمية وفنية، ومن أبرز أعماله في هذا المجال الزير سالم، صقر قريش، صلاح الدين الأيوبي وعمر بن الخطاب.

على المستوى الشخصي، تميّز حاتم علي بدماثة الأخلاق والتفاني في حب عمله، وقد كانت له مواقف مشرفة منذ انطلاقة الثورة السورية، حيث انحاز دائمًا إلى الشعب في مواجهة جرائم النظام.

وقد تعرض حاتم علي للمضايقة أكثر من مرة بسبب مواقفه السياسية، ليصل الأمر إلى شطب اسمه من نقابة الفنانين السوريين، برئاسة الممثل زهير رمضان، في العام 2019، "عقابًا" له على مواقفه.

فيما وحّد رحيل حاتم علي السوريين المعارضين، والفلسطينيين المؤمنين بقضيتهم بعيدًا عن المزايدات والخطابات الرنانة الفارغة، كما كل الأحرار في العالم العربي. الشعب الفلسطيني بنكبته المستمرة منذ عام 1948، وجّد في التغريبة الفلسطينية، أحد أبرز أعمال المخرج الراحل، الصوت الحقيقي الذي يعبّر عن آلامهم وعن حجم المأساة التي يعيشونها.

رأت الناشطة منى حوّا أن مسلسل التغريبة خلّد نضال الفلسطيني الفدائي، وروح المقاومة، وجذر الإنسان المقتلع من أرضه. فيما وصف أحمد البكّار حاتم علي بمؤرخ التغريبة الفلسطينية، وأضاف لقد رحل قبل أن يؤرّخ التغريبة السورية.

ناشطون سوريون معارضون رثوا حاتم علي على صفحاتهم، واعتبروا أنه هناك طرق كثيرة لمواجهة بشار الأسد، وأن حاتم علي، وإن لم يتّخذ مواقف مباشرة من النظام مثلما فعل جمال سليمان وفارس الحلو مثلًا، إلا أنه خاض حربًا ضروسًا من الداخل، وحاول مرارًا وبجهد تعرية نظام بشار الأسد، من خلال أعماله التي حملت ترميزًا كبيرًا، وانعكاسًا واضحًا لما يعانيه الشعب السوري الأعزل تحت سلطة العصابة الأسدية، وخاصة من خلال مسلسل العراب الذي أخرجه في العام 2016، والذي حاول من خلاله شرح طريقة تحكّم بشار الأسد وأسرته وزبانيته، بتفاصيل حياة السوريين، وتحويلها إلى جحيم حقيقي.

 فيما ذكر موقع سوريا دراما المعارض على تويتر، أن الأزمات القلبية يتسبّب بها غالبًا القهر الذي يواجهه الإنسان في حياته، وأن حاتم علي هو أحد ضحايا الممارسات الأسدية، حيث أجبر على مغادرة سوريا، ولم يُسمح له بحضور جنازة والده الذي مات في العام 2020.

وقد عبّر عدد كبير من الفنانين والإعلاميين في سوريا والعالم العربي عن حزنهم الشديد لوفاة حاتم علي. الفنانون السوريون المعارضون خسروا برحيل حاتم علي صوتًا صادحًا في وجه الباطل.

رثى الممثل السوري المعارض مكسيم خليل حاتم علي عبر صفحته في فايسبوك بكلمات مؤثرة، ووصفه بأستاذه الذي تعلّم منه الكثير. فيما اعتبر الفنان السوري المعارض سميح شقير، والمعروف بقصائده الثورية التي ألّفها ولحنها لتصدح في ساحات التظاهر ضد النظام السوري، أن رحيل حاتم علي هو تغريبة جديدة، بعد التغريبتين السورية والفلسطينية، من خلال منشور له على صفحته على فايسبوك.

اقرأ/ي أيضًا:

الدكتاتور العربي في دراما وليد سيف

"أوركيديا".. هل تكون الفانتازيا هكذا؟