25-يناير-2021

مركز طبي في جنوب أفريقيا (Getty)

تشهد قارة أفريقيا وتيرة متسارعة للإصابات بفيروس كورونا. القارة التي تضم حوالي 54 دولة بمعدل وفيات كلي جراء كورونا يساوي 2.5%، سجلت فيها 21 دولة معدل وفيات بلغ 3% دولة، منها السودان والكونغو، كذلك مصر التي سجلت قرابة 9 آلاف وفاة بفيروس كورونا. وبالمقارنة مع المعدل العالمي للوفيات 2.2%، فإن الدول الأفريقية تعتبر من أكثر الدول تسارعًا في وتيرة الإصابة ونسبة الوفيات من بين دول العالم، حيث زادت الإصابات في الأسابيع الأخيرة بنسبة عشرة في المئة، وهناك ما يقدر بـ30 ألف إصابة يومية مسجلة على كامل رقعة القارة، وهي أرقام جديدة تشكل اتجاهًا تصاعديًا يثير قلق الخبراء، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز.

تعتبر نسبة إجراء الفحوصات للكشف عن فيروس كورونا منخفضة في أفريقيا، ما يخفي حجم الانتشار الفعلي للفيروس في القارة

قال جون كينغاسون، رئيس المركز الإفريقي للوقاية ومكافحة الأمراض،  أن "في بداية الوباء كانت معدلات الإصابة في أفريقيا متدنية وأقل من المعدل العالمي"، وأضاف "إن معدل الوفيات المتزايد والمستمر قد بدأ يقلق الجميع حيث تم تسجيل 207 آلاف إصابة جديدة في أسبوع واحد، 100 ألف منهم في جنوب أفريقيا لوحدها حيث سجلت كحصيلة أخيرة مستحدثة مليون و404 حالة إصابة بكورونا و40 ألف حالة وفاة". وقد شهد الأسبوع الماضي انخفاضًا في الإصابات بفيروس كورونا بنسبة 7% مقارنة بالأسبوع الذي قبله. لكن في الوقت ذاته، فقد زادت نسبة الوفيات جراء الفيروس بمعدل 10%، ووفقًا لبيانات المركز الإفريقي للوقاية ومكافحة الأمراض لغاية 21 كانون الثاني/يناير الجاري، فإن إفريقيا سجلت 3.3 مليون إصابة بالفيروس، من ضمنها 81 ألف حالة وفاة. 

اقرأ/ي أيضًا: الطلب على الحيوانات المنزلية خلال الحجر يرفع أسعارها وينشط الاتجار غير الشرعي

هذه الأرقام المرتفعة صارت تشكل ضغطًا على النظام الصحي في عموم أفريقيا من حيث غياب الغرف المجهزة والنقص في أجهزة التنفس وعدم قدرة الكوادر الطبية من ممرضين وأطباء على إدارة ملف كوفيد-19 بالشكل المناسب. كل ذلك يستوجب زيادة الإمدادات حيث أن "الاقتصاديات تنهار والكثير من الناس يموتون" كما قال جون كينغاسون. وأشار إلى أنه في نيجيريا، أكبر الدول الأفريقية من ناحية تعداد السكان، اضطر عمال الصحة إلى "الاختيار بين المرضى المفروض علاجهم واستثناء مرضى أخرين حسب الأولوية".

وقد حجز الاتحاد الأفريقي 270 مليون لقاح مضاد لكورونا من شركة فايزر وشركة أسترازينيكا وشركة جونسون، وستصل دفعة جديدة من لقاح كوفاكس في شهر آذار/مارس من هذا العام، حسب ما أفادت  صحيفة الإندبندنت نقلًا عن منظمة الصحة العالمية، وهناك محادثات مستمر مع روسيا والصين لحجز المزيد من اللقاحات لكن لم يتم الاتفاق على أي صفقة بشكل رسمي. هذا وتعداد سكان القارة الأفريقية يمثل 1.3 مليار نسمة.

أبرز ما يهدد أفريقيا اليوم في مواجهة فيروس كورونا يتمثل في إمكانية انتشار الطفرات الجديدة من الفيروس في ظل ضعف التجهيزات الطبية وتدني نسبة الفحوصات في معظم البلدان الأفريقية

كما تعتبر نسبة إجراء الفحوصات للكشف عن فيروس كورونا منخفضة في أفريقيا، ما يخفي حجم الانتشار الفعلي للفيروس في القارة، خاصة مع تضاؤل المعلومات والأرقام الصادرة من أفريقيا بهذا الخصوص. واستحوذت عشر دول على 70% من الاختبارات التي أجريت، وهذه الدول هي "جنوب إفريقيا والمغرب وإثيوبيا وكينيا ونيجيريا ومصر وأوغندا والكاميرون ورواندا وزامبيا" حسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية، فيما بقية الدول الأفريقية وعددها 44 دولة تستحوذ على 30% فقط من الاختبارات والفحوصات الطبية للكشف عن الفيروس المستجد.

وهناك مخاوف من انتشار طفرات جديدة في فيروس كورونا في القارة الأفريقية، أسوة بما حصل في جنوب أفريقيا، ومن فقدان السيطرة أمام انتشار العدوى بشكل ناجم عن سلالة جديدة من الفيروس. فيما لا يزال العلماء يدرسون كيفية سلوك الطفرات الجديدة ومدى تفاعلها مع اللقاح. وقد تم ملاحظة السلالة الجديدة من الفيروس في بوتسوانا وزامبيا ونيجيريا أيضًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

عمالة الأطفال تتفاقم عربيًا وعالميًا في ظل استمرار جائحة كوفيد - 19