25-يناير-2021

مشهد من العاصمة الكولومبية بوغوتا (Getty)

شهد سوق اقتناء الحيوانات المنزلية وتربيتها، نموًا كبيرًا في السنة الأخيرة، بسبب اضطرار مئات ملايين البشر حول العالم للبقاء داخل منازلهم لأشهر  طويلة، تطبيقًا لإجراءات الإقفال العام، على إثر انتشار فيروس كورونا. وحرم الحجر المنزلي الناس من ممارسة مئات الهوايات التي كانوا يمارسونها قبيل جائحة كوفيد - 19. وقد وجد الكثير منهم في اقتناء الحيوانات المنزلية، وخاصة الكلاب والقطط، حلًّا مفيدًا يساعدهم في تقضية الساعات الطويلة، من خلال الاهتمام بها واللعب معها.

تعتبر تجارة الحيوانات الأليفة اليوم ثالث أكبر دخل للمهربين غير الشرعيين في الاتحاد الأوروبي بعد تجارتي المخدّرات والسلاح

كذلك شكلّت هذه الحيوانات تعويضًا للأطفال الذين لم تتح لهم في فترة مهمة من طفولتهم، هم في أمس الحاجة فيها للاختلاط واللعب مع أصدقائهم، فأصبحت الكلاب والقطط الصديق الوحيد الذي يمكنهم التواصل معه بشكل مباشر.

في ظل ذلك ارتفعت أسعار الكلاب والقطط المنزلية بشكل ملحوظ خلال جائحة كوفيد - 19. كما انتشرت ظاهرة الاتجار بالحيوانات عبر الإنترنت، من خلال عرض صور الحيوانات ومواصفاتها عبر صفحات التواصل الاجتماعي. 

اقرأ/ي أيضًا: عمالة الأطفال تتفاقم عربيًا وعالميًا في ظل استمرار جائحة كوفيد - 19

فيما تخوفت الجمعيات المتخصصة بالرفق بالحيوانات، من ظاهرة الاتجار بالحيوانات عبر الإنترنت، التي نمت بشكل كبير في الأشهر الأخيرة. إذ لا يخضع الاتجار عبر الإنترنت لأية قوانين، وبالتالي فإن الكثيرين يلجأون لهذا الأسلوب خلال الإقفال للحصول على حيوانات منزلية، بدون أن يكونوا مضّطرين لاتّباع الإجراءات والقوانين المطبّقة في المتاجر والمؤسسات المتخصّصة ببيع الحيوانات.

كما أن بيع الحيوانات عبر الإنترنت لا يخضع للمعايير التي تضمن سلامة الحيوانات كإرشادات التلقيح والأدوية، وطرق التعامل معها. الأمور التي تحرص المتاجر المرخّصة على تطبيقها.

وقد قامت شركة فايسبوك مؤخرًا، بوضع سياسات جديدة لمراقبة عمليات الاتجار بالحيوانات من خلال منصتها. وخضع الموظفون لدورات من الجمعيات المتخصصة، ليصبحوا قادرين على تمييز الصفحات التي تروّج لبيع الحيوانات بدون مراعاة شروط سلامتها، أو الصفحات التي تتاجر بحيوانات مهددة بالانقراض. وقد قام فايسبوك بإقفال عشرات الصفحات المتخصصة في هذا المجال، ووجّه تحذيرات لصفحات أخرى، لكي تمتثل إلى السياسات التي تضمن حماية الحيوانات. مع العلم أن لدى فايسبوك عضوية في الائتلاف الدولي لمكافحة الاتجار بالحيوانات البرية عبر الإنترنت. 

من جهته نشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC تقريرًا في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، حول زيادة الطلب على الحيوانات المنزلية خلال الإقفال، الأمر الذي أدّى إلى رفع أسعارها بشكل جنوني، لتنتشر ظاهرة سرقة هذه الحيوانات بشكل غير مسبوق. 

وتعد الكلاب هي الأكثر عرضة للسرقة، وتحديدًا الإناث منها، بسبب ارتفاع الطلب عليها. وقد  ذكر تقرير الـBBC أن الطلب على شراء الكلاب عبر الإنترنت زاد بنسبة 168% من بداية الإغلاق وحتى نهاية شهر آيار/مايو 2020، بالمقارنة مع الفترة نفسها في العام 2019. فيما أظهر بحث أجرته BBC مستندةً إلى معلومات حصلت عليها من مراكز الشرطة، أن ظاهرة سرقة الكلاب قد تضاعفت في النصف الأول من العام 2020، عما كانت عليه في العام 2019.

اقرأ/ي أيضًا: رويترز: بالرغم من انتشار كورونا كندا ترحل آلاف المهاجرين في 2020

ولا يختلف الوضع كثيرًا في ألمانياK  حيث ذكر تقرير لموقع إذاعة صوت ألمانيا/ دويتشه فيله، أن عدد الحيوانات التي تعيش في المنازل ارتفع بنسبة 20 % في العام 2020. وفيما كانت الكلاب والقطط هي الحيوانات المفضلة في البيوت الألمانية، فإن الحجر المنزلي وساعات الملل الطويلة، جعلت المواطنين يبحثون عن أنواع جديدة من الحيوانات، كالحمام البرّي، الأفاعي والسلاحف المعرض بعضها للانقراض. وقد استدعت هذه الظاهرة قلق السلطات الألمانية التي لا يمكنها اليوم السيطرة على هذا السوق في ظل الجائحة. 

تعتبر تجارة الحيوانات الأليفة اليوم ثالث أكبر دخل للمهربين غير الشرعيين في الاتحاد الأوروبي بعد تجارتي المخدّرات والسلاح. الاتحاد الألماني لرعاية الحيوانات رصد في العام 2020، 75 عملية تجارة حيوانات غير  شرعية، تضمنت حوالى 800 حيوان معظمها من الكلاب، فيما تتولّد قناعة لدى المسؤولين، بأن العمليات التي لم يتم ضبطها عددها أكبر من ذلك بكثير. 

 

اقرأ/ي أيضًا:

بريطانيا تمنح الضوء الأخضر لاستخدام علاج جديد لسرطان الغدد اللمفاوية

حجر صحي على الدجاج والطيور في بريطانيا بعد موجة H5N1 جديدة