05-يوليو-2017

مقطع من لوحة لـ لؤي كيالي/ سوريا

 

نقابلهم

يوميًا

في الطابور:

الأم والأطفال

الذين حصلت لهم على أفضل الوجبات

بعد طهي الأحجار.

 

الحوائط لا تحدّق

مثل عيون أخ كبير.

ومراقبة الخطوات في الشارع

لا تمنع الدخول في الدائرة.

 

يومًا ما

سوف ترفع أمٌّ رأسها

بوجه مليء بالتعجب

من أن ساعة الحمل الأبدي

يمكن

أحيانًا

أن تضع حملًا بثلاثة أرجل

أو

طفلًا بشريًا

سوف يأتي

مسنّنًا تمامًا

من شق المخاض

في السادسة صباحًا،

شاقًا نفسه من القلب

يحافظ على شبّاكه الخاص

بتلك العملات المعدنية

بين السابعة

والثامنة،

وفي التاسعة

يعبر الشارع

فوق صخب الزحام المروري

في مدينة غريبة

وعجائب يوم آخر

لا بد من عيشه.

 

يومًا ما

سيكون على أحدهم تسديد دين قديم

لأن الوحدة ليست حلًا

ولا الأصدقاء

ولا العاشقين

ولا الخمر

ولا الصلاة

ولا الحرب

*

 

نحن كلنا أمهات

ولدينا بداخلنا تلك النار

نار النساء القويات.

نستطيع أن نضحك للحياة بجمال

وما زلنا نستطيع أن نذيقك

الدموع المالحة

لأننا نعرف أن العذاب ليس لنا

بعد الآن.

لقد رأينا ما وراء أكاذيبك وأقنعتك

وأصبحنا بارعين في لغة الكلمات

وسيطرنا على المعاني.

فاعلم

أننا رأينا أنفسنا –أيضًا- عراة

نتجرَّد قطعة قطعة

حتى سقط لحمنا مسلوخًا

في أيدينا.

 

ما الشيء الفظيع الذي يمكنك أن تفعله بنا

ولم نفعله بأنفسنا؟

ما الذي يمكنك أن تخبرنا عنه

ولم نخدع به أنفسنا

منذ زمن بعيد؟

إنك لا تستطيع أن تعرف

كيف بكينا طويلًا

حتى ضحكنا

على القطع المكسورة من أحلامنا.

 

جهلٌ متطاول حطّمنا إلى هذه الشظايا

وكان علينا أن نُخرج أنفسنا من الأرض

قطعة قطعة

لنغطّي بأيدينا هذه الرفات المباغتة

حتى عجبنا من استطاعتنا

 اقتناء هذا الكنز.

 

نعم، لقد شاهدنا

كيف تتشكّل آمالنا المدماة

إلى بحيرة صافية

لا يدرك بكارتها خيالك.

لهذا، لا تسأل أبدًا

ما الذي نحبل به هذه اللحظة،

فالحالمون يتذكرون أحلامهم

حين يشعرون بالقلق،

والأكيد أنك لن تهرب

مما ستقذفك به الأيام

من شهواتنا العلنية

حينها سيكون ما بين فخذيك مبللًا بالندم

ويكون لنا جنّات تستقبل المحبين.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تلك الأشياء بيننا

مسحور برهبة الوقوف أمام جثته