06-يونيو-2019

علي بن علي الآنسي (فيسبوك)

للعيد في اليمن طقوسه الخاصة، على الرغم من سلب الحرب التي يشنها التحالف السعودي الإماراتي ملامح السعادة والفرحة في البلاد، وله أيضًا أصوات شجية تردّد في الإذاعات والفضائيات والمركبات، وفي كل منزل شمال البلاد وجنوبه ابتهاجًا به.

في الساعات الأولى لإعلان انتهاء شهر رمضان المبارك، ودخول العيد تصدح الفضائيات اليمنية بأغنية "آنستنا ياعيد"

أغاني العيد وأمسيات عيدية ورقصات شعبية، وإطلاق الألعاب النارية، وتبادل الزيارات بين الأهل والجيران، والاجتماع في مجالس يمضغون فيه أوراق نبتة القات، فيما جانب آخر يفضل التنزه في الجبال الخضراء والشلالات، وهو ما يعيشه السكان في اليمن، خلال أيام العيد كل عام لكنها تضاءلت خلال السنوات الأخيرة بسبب الحرب.

اقرأ/ي أيضًا: مشاهير القراء في اليمن.. أعلامٌ مجهولة!

في الساعات الأولى لإعلان انتهاء شهر رمضان المبارك، ودخول العيد تصدح الفضائيات اليمنية بأغنية "آنستنا ياعيد"، وتبقى أيقونة يتداولها اليمنيون في وسائل التواصل الإجتماعي لتبادل التهاني بالعيد، على الرغم من وجود العشرات من الأغاني العيدية الأخرى والأناشيد.

أربعون عامًا على ولادة هذه الأغنية، التي أضحت طقسًا من طقوس العيد في اليمن، كتب كلماتها الشاعر اليمني المرحوم، عباس المطاع، وغناها الفنان اليمني الراحل علي بن علي الآنسي.

بلهجته الصنعانية الأصلية وضع الآنسي لليمن إرثًا فنيًا خلّده عشرات السنين، ومثالًا شاهدًا على ملكة اليمن الفنية وألوانها الغنائية الجميلة.

فنانون كثيرون ومنشدون أعادوا غناءها بأصواتهم تقليدًا للفنان الراحل، منهم فؤاد الكبسي وحسين محب وفؤاد عبد الواحد وغيرهم من الفنانين، لكنهم وعلى الرغم من روعة أصواتهم إلا أنها لم تصل الى المرتبة الجميلة التي غناها الفنان الآنسي في نسختها الأصلية.

تدعو كلمات الأغنية التي سلبت ألباب اليمنيين ووجدت منفذًا لقلوبهم رغم الحرب والمآسي التي حلت بالبلاد، وحوّلت اليمن إلى أشقى بلدان العالم، إلى السعادة والابتعاد عن الأوهام والأحزان خلال أيام العيد.

اضحك على الأيام

وأبرد من الأوهام

وأمرح مع الأنغام

وأفرح بهذا العيد

الأغنية دعوة للتسامح بين المتخاصمين وزيارة الأهل، وترك البغضاء، وعدم جرح الناس والإساءة إليهم، ونشر المحبة والسلام، وفرصة أيضًا للترويح عن النفس والأخذ بيد الجميع نحو السعادة والفرح.

سلم على أحبابك

وأهلك وأصحابك

وقل لمن عابك

مبروك عليك العيد

*

عدوك أضحك له

وإن كان عديم قله

ومن حنق قله

مش وقت يا أخي عيد

*

مش وقت قالت قال

ودحس عال العال

وما يهم البال

خليه لبعد العيد

*

سلام سلام ياصحاب

يا أهل يا أنساب

عدتم جميع يا أحباب

لا مثل هذا العيد

*

آنستنا يا عيد..

كان الفنان علي بن علي الأنسي مع الشاعر المطاع، في جلسة مقيل، واتفقا ساعتها على كتابة الأغنية "آنستنا يا عيد"، ولحنت بشكل مباشر، وتم تسجيلها بذات الليلة لتبث صباح اليوم التالي على إذاعة صنعاء وهو صباح العيد.

في الوقت الذي طغت على وسائل الإعلام الزوامل التي تدعو للحرب وأخبار القتل والدمار.. تأتي هذه الأغنية لتنقلنا إلى الزمن الماضي الجميل بكلماتها وألحانها. نشعر معها أن اليمن السعيد سينهض ويعود بخير، يقول يونس الراشدي لـ"ألترا صوت".

الشاعر بديع الزمان السلطان من جانبه، قال "أنستنا يا عيد" أغنية يمنية تراثية ذات مقام موسيقي جميل فلمجرد سماعها تنهمر الأفراح والبسمات والبهجة على قلوب اليمنيين جميعًا، صغارًا وكبارًا، ذكورًا وإناثًا، لما تحمله من مشاعر الفرحة والسعادة في زمن الحرب والحزن".

يشعر اليمنيون مع أغنية "آنستنا يا عيد" أن اليمن السعيد سينهض مرة أخرى ويعود بخير

وفي ذات السياق تقول الأستاذة هدى النزيلي، أن الأغنية تبقى أيقونة خالدة في ذاكرة اليمنيين، ومن خلال سماعها نستشعر بأيام العيد وسعادته.

اقرأ/ي أيضًا: بعد 700 عام على التواشيح الدينية في اليمن.. إنشاد على إيقاع الحرب

قضت الحرب-التي لا تلوح ملامح انتهائها في الأفق- على مظاهر الحياة السعيدة وأنهكت اليمنيين بعد موجات من الدماء التي لا تتوقف، وتفشٍ للأوبئة القاتلة، ناهيك عن الفقر والمجاعة التي تعصف بالسكان، فلا يوجد منزل في اليمن إلا وتسلل إليها الحزن والألم، من أقصى اليمن إلى أدناها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

6 مسلسلات يمنية.. رمضان شهر الكوميديا

فن الشارع... صوت اليمن على جدرانه