01-مايو-2020

جون ويلز/ بريطانيا

1

‏لا شيء يجعلني أصحو

من هذا الكابوس

ذهبت لشراء النسكافيه

يقولون إن النسكافيه ذو تأثير سحري

لكن لم أستيقظ

ما زلت أسير وأنا نائم

طلبت أربع فناجين قهوة

أشعر أن صاحب المقهى صار يكرهني

كيف أصحو

أشعلت سيجارة

يقولون إنها مفيدة للصحة

لست منتبهًا لشيء

لا أرى إلا غيابكِ

ولا أسمع إلا شخيري.

 

2

‏أكتبُ شِعرًا

لتكونَ أخطائي مغفورة

لأخرُجَ من بينِ أزقةِ الحُزن

بأقل خسائر ممكنة

لأطمئنَ على اكتئابي ووحدتي

لأُحبَ امرأة جديدةً كُلَ يوم

تبتسمُ لي

وتغادر

فأبحث عنها بعد ذلك

في كُل القصائد

ولا أجدها.

 

3

‏أطلق قصائدكَ في الهواء

لعلنا نرتاح من هذه المتاعب

لعلنا نتحرّر من هذه القيود

لعلنا نطردُ أشباح غيابنا ونسافر.

أطلقها يا صديقي وكُن كريمًا

ولتجعلها كطائر تحرر من قفصه للتو.

أطلق قصائدكَ كي تستريحَ

كي يتبعثر التعبُ في هذا المدى

كي لا يبقى منهُ إلا أثر العويل

ورائحة الألم.

 

4

‏هذي نصوصي

كتبتها في العتمة

تبنيّتُها كأبناء غير شرعيين

وخبأتها بين أوراق أبي

وفواتير الماء والكهرباء

ودفاتر الديون

لستُ مدينًا لأحد

فأبي الذي تنبأ بأن أصير شاعرًا

لم يفخر بي يومًا أمام أصدقائه

فكلُ ما أكتبهُ قصائد عارية

عن نساءٍ بدينات يتأوهن

وصبيةٍ يتخلصون من نشوتهم في الحمام.

 

5

‏كأنني أصنع ثقبًا في الهواء

لأعبر منه

لكن هذا الألم الذي أحملهُ بداخلي ضخم.

ضخم جدًا

ولا أستطيع النفاذ.

 

6

‏فنجان قهوة آخر

أريد أن أراها

هي أيضًا تحب القهوة بلا سكر

ما بي

هل جُنِنت

لا لا.. في رأسي عقل

هذه يدي

هذا هاتفي

هذه علبة سجائري

وهذه ليست قهوة

هذا وجهها

رشفة أخيرة وسأمتلئ بها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

رحلة إلى برج بابل

ذاكرتي محشوّةٌ بالخردل