17-يناير-2017

سعد يكن/ سوريا

أصابع

إثر كل قصف

أو غارة أعد أصابعي

أنسى قلبي

ذلك أن أصابعك 

هي من تداخلت معها ذات يوم 

هذه اللغة المستوحاة

من أحياء المدينة

بعد ثلاثة أعوامٍ 

ما زالت القذيفة 

التي أصابت بيت صديقي جمال تلاحقني

والرصاصة التي سقطت بيننا على الطاولة 

ما زلت أراها بكلِ المقاهي

وكلما وضعت أصابعي الخمسة 

على مقبض الباب

أتذكر وحش خسارتي الكبير

أصابع قلبي التي فقدتها هناك

التي تركتها 

على 

مقبض

كل 

باب. 

بحث

تنام الغربة في سريري

أجلس كمذنب قديم

يدي تقبض على حافته الحديدية الباردة

عيني تكاد تثقب بلاط الغرفة

تبحث

عنك

وعن

روحي التي ضلت ذات مساء.

سياق

الحياة لم تكن سوى موسيقى صاخبة

رقص في بار 

وضحك بصوت عالٍ

لم يكن الهدوء الخط الموازي أبدًا

هو حبات رمان حمراء 

تتقافز بالعتمة

هنا تسود الموسيقى الصامتة

كما اللون في اللوحات 

هنا كل شيء خارج السياقِ ذاته

الوجه الملاصق للنافذة في فيلم أجنبي

الضحك ما زال يصل من بعيد

العصافير التي تقف على أسلاك الكهرباء

في شارعٍ حلبي مهجور

وجهك هو خطُ المفردات ذاته

الحياة بكثافة أدق

هي

هذا

السياق.

إطار

النسيان بحيرة الكل يغرق فيها

الأفعال الماضية وهي تتجول في العتمة

السكون الأبدي

الثقب الأسود وهو يبتلع المدن السورية

صورتي داخل حقيبتك السوداء

السمكة لحظة سحبها من الماء 

المترو السريع 

وهو ذاهب عكس ما أنا واقف

النسيان لا شكل

ولا رائحة

ولا لون مميز

هو هكذا 

لوحة في إطارِ من العدم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

زوّار المحطات

نسيتُ معطفي في دمشق