16-يناير-2017

فادي يازجي/ سوريا

كلما اقتربتِ أكثر من الرصيف، 

واستطال ظلّكِ بين الرجال. 

أقوُلُ: 

هذا جميل

كامرأة "اللاوي" تُساقُ في جُبَعْ،

نحو خلاصها الصغير. 

ولا تدري أنها 

في الغد لن تكون. 

تتمايل كلهب مصباح الزيت،

في ليلة ريح 

وتبتسم. 

لم يصل بعدٍ القطار، 

وبائعُ السجائر أنهى ليلتهُ حزينًا. 

لا قطارات نحو الشرق. 

لا وجوه تراقِبُ ساعات، صُلبت على أعمدة الإنارة

لا وداعات.

تجلسين على مقعد خشبي، 

كمنحوتة بازلت. 

يُنارُ نصفُ وجهَك بالأصفر 

و 

تغرَق المحطة سوداء،

في عمهٍ، 

يُشبِهُنا.

يُشبهُ بدايات لم نلتقيها. 

تلتفتين نحو السهل الغارق في الليل. 

تُفكّرين: 

أن هذا جميلًا، 

أن هذا 

أكبَرَ من البحرِ. 

وأصغَرَ

من شرفةٍ صغيرة، في المدينة القديمة.

*

في "براغ"،

تمتدُّ الجدران عاريةً جهة النهر. 

; تلتفُ

فتبتلعُ الساحات والعيون.

تخرج امرأة من مقهىً ليلي، 

يخرجُ الدفء الثقيلُ معها. 

وجورباها الأصفران، الحييّان 

يلتصقان بخارطة المدينة. 

تقول: يا غريب ستُمطرٌ الليلة في براغ.

أفكرُ:

ستُمطرُ 

وسأبتلُ كشتلة زعترٍ في أرض الجنوب. 

أقول لها: 

إن المطر متشابهُ في المدن الحزينة 

وأني نسيتُ معطفي،

ممزّقًا

في دمشق. 

*

عندَها سأولدُ في الفجر 

تلامسُ الغيمُ الرمادي وجه المياه، 

فآتي 

كحكايات من قصٍّ مقدّس، 

كأحلام الأطفال في قرىً بعيدة. 

في يدي زجاجة، ربما. 

فيها رسالة، ربما. 

خضراء اللون، رمادية. 

أو عقد مذهبٍ، غرق قبل ألف عام. 

أحيا لسويعات كشرنقة حرير، 

وفي المساء 

أموت.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إلى المجهول

غريج كوزما: نحن عودة المريض من العلاج