23-سبتمبر-2018

يعد أسد أحمد بركات من ممولي حزب الله في أمريكا اللاتينية (تويتر)

يبدو أن رجال حزب الله في أمريكا اللاتينية يقعون في شباك "تنفيذ القانون" تباعًا، إذ لم ينته الأمر عند بارون المخدرات طارق العيسمي المقرب من الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، والذي فرضت عليه الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات، جمدت فيها أصوله المادية ومنعته من دخولها، إذ تناقلت وسائل الإعلام مؤخرًا أيضًا خبرًا آخر غير سار لحزب الله في لبنان، وهو خبر اعتقال أسد أحمد بركات، الذي يحمل اسمه سجلًا ذا تاريخ في الأعمال "غير القانونية" وفي تمويل حزب الله من خلالها.

اعتقلت الشرطة البرازيلية أسد بركات يوم الجمعة الماضي، وتزعم السلطات الأمريكية أنه أحد ممولي حزب الله، الذي اُتهم مرارًا بالنشاط غير القانوني 

أسد أحمد بركات اسم معروف لدى السلطات الأمريكية، اتهم مرارًا و تكرارًا بالقيام بأعمال غير قانونية، وصنفته الولايات المتحدة عام 2004 "كأحد أبرز رجال حزب الله وأكثرهم نفوذًا".

اعتقلت الشرطة البرازيلية بركات يوم الجمعة الماضي، وتزعم السلطات الأمريكية أنه أحد ممولي حزب الله، الذي اُتهم مرارًا بالنشاط غير القانوني في منطقة حدودية خارجة عن القانون، حيث تلتقي حدود ثلاث دول في أمريكا الجنوبية.

كان بركات يمارس نشاطه في منطقة حدودية تسمى فوزدي إيغواسو وتضم شلالات إغوازو الشهيرة، تتربع في المنطقة حيث تلتقي حدود البرازيل والأرجنتين وباراغواي، ولطالما كانت منطقة الحدود الثلاثية ملاذًا للمهربين والمزورين، وزعمت السلطات الأمريكية وآخرون أنها معقل أيضًا لدعم "الإرهاب" وتمويله.

في وقت سابق من هذا الشهر أذنت المحكمة العليا في البرازيل بالقبض على بركات، على خلفية تزوير في أوراق رسمية. وقال مكتب المدعي الفيدرالي البرازيلي في بيان إن قضية بركات تفي بمتطلبات الاعتقال بهدف تسليمه. ولم يتضح متى أو ما إذا كان ذلك سيحدث.

اقرأ/ي أيضًا: كيف يمول حزب الله عملياته عبر تجارة المخدرات

في عام 2004، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن بركات كان أحد أبرز أعضاء جماعة حزب الله  في لبنان، والتي تعتبرها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية". واتهمته باستخدام شركته في منطقة الحدود الثلاثية كواجهة لجمع التبرعات لصالح حزب الله وكذلك إجبار أصحاب المتاجر المحليين على تقديم الأموال للمنظمة.

وقال مسؤول في وزارة الخزانة في ذلك الوقت إن بركات استخدم "كل جريمة مالية ممكنة" لتمويل حزب الله و"ضمان الإرهاب"، وأمرت الإدارة بتجميد أصول أمواله في الولايات المتحدة. هذا بخلاف أن بركات  كان يقضي عقوبة بالسجن بتهمة التهرب الضريبي في باراغواي.

وحسبما أوردت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإنه وبعد عامين، أضافت السلطات الأمريكية العديد من مساعدي بركات إلى قائمة الأشخاص الذين يمكن تجميد أصولهم في الولايات المتحدة، ومن يُحظر على الأمريكيين والشركات الأمريكية التعامل معهم، و تمت إضافة بركات على القائمة بالطبع.

وإلى جانب الاتهامات التي طال أمدها، واجه بركات مشاكل قانونية أخرى على مر السنين، كما تم تسليمه من البرازيل إلى بارغواي مرة أخرى، وفقًا للشرطة. وقالوا إنه عاد إلى البرازيل في عام 2008 بعد أن قضى مدة عقوبته.

شكلت ملاحقة كل من العيسمي وأسد بركات ضربة مؤلمة لنفوذ حزب الله في القارة اللاتينية

في باراغواي، يتهم بركات حاليًا بتقديم إعلان بجنسية مزورة، وحذف معلومات عن فقدان الجنسية، حسبما ذكر ممثلو الادعاء في البرازيل يوم الجمعة.

وقال ممثلو الادعاء إنهم حصلوا على معلومات بأن بركات تقدم بطلب للحصول على وضع لاجئ في البرازيل عندما علم  بصدور أمر اعتقاله في باراغواي. بينما اتهمته الشرطة الأرجنتينية في وقت سابق بغسل عشرة ملايين دولار كمكيدة تم تدبيرها في عدة كازينوهات، وقد قامت السلطات الأرجنتينية بتجميد تلك الأموال.

إن أوجه التشابه بين العيسمي وبركات تتجاوز مجرد الأصل العربي، فكلاهما متهم بإدارة تجارة ذات طابع غير مشروع من أجل تمويل أنشطة مشبوهة، فيما يعتبر كل منهما من أهم العناصر المؤثرة في تمويل حزب الله، وممن يستخدمون أنشطة تجارية وغير تجارية بطريقة غير قانونية من أجل هذا التمويل، بالإضافة إلى أن ما واجهه الرجلين، سيكون بمثابة علامة فارقة وضربة لا تنسى لأذرع حزب الله في القارة اللاتينية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

طارق العيسمي.. بارون مخدرات حزب الله في فنزويلا

"الواجب الجهادي".. هكذا يواري حزب الله قتلاه في سوريا