21-فبراير-2024
أساسيات البحث العلمي

وضع أساسيات البحث العلمي هي جزء مهم من أي بحث

أساسيات البحث العلمي هي أسس ومبادئ توجه عملية الاستقصاء والتحليل في البحث بدقة ودون تحيز. ففي ظل التطورات العلمية والتقنية أصبح فهم أساسيات البحث العلمي أمرًا ضروريًا لكل باحث ومهتم بالعلوم.

تشمل أساسيات البحث العلمي الاستنتاجات المبنية على الأدلة والبيانات، والتحليل الدقيق للنتائج، واستخدام المنهجيات العلمية في التجارب والدراسات. كما تتضمن الدقة والصدق والشفافية الأخلاقية والمهنية التي توجه سلوك الباحثين في جميع مراحل البحث.

 

أساسيات البحث العلمي

تشمل أساسيات البحث العلمي مجموعةً من الخطوات التي يجب على الباحثين اتباعها لضمان جودة البحث ودقة النتائج. وفيما يأتي أوضح أبرز هذه الأساسيات:

  1. تحديد المشكلة البحثية

 يبدأ البحث العلمي بتحديد المشكلة المراد دراستها أو السؤال الذي يرغب الباحث في الإجابة عنه. فهذه خطوة أساسية في عملية البحث العلمي، وتأتي في مرحلةٍ ما قبل بدء الدراسة. وفيما يأتي نوضح الخطوات التي يمكن اتباعها لتحديد المشكلة البحثية:

  • مراجعة الأبحاث والدراسات السابقة: يبدأ الباحث بدراسة الأبحاث والدراسات السابقة في المجال الذي يرغب بالبحث فيه. ويراجع هذه المتاح من هذه المصادر والأبحاث، ثم القيام بالتحليل والتفكير في الثغرات والنقاط التي لم يتم تناولها بشكلٍ كافٍ.
  • التحليل النقدي: يقوم الباحث بتحليل البحوث السابقة بالتفصيل لاكتشاف المشكلات أو الفجوات التي قد تحتاج إلى المزيد من الدراسة أو البحث.
  • تحديد الأهداف: يجب على الباحث تحديد الأهداف المحددة التي يسعى إلى تحقيقها من خلال البحث الجديد. ومن الضروري أن تكون هذه الأهداف موجهة ومتناغمة مع المشكلة المحددة.
  • التحليل الاجتماعي والثقافي: ينظر الباحث إلى السياق الاجتماعي والثقافي المحيط بالمشكلة المحددة. وقد تتأثر المشكلة بعوامل اجتماعية أو ثقافية تؤخذ بعين الاعتبار.
  • استشارة الخبراء: من المهم استشارة الخبراء في المجال للحصول على آرائهم وملاحظاتهم حول المشكلة المحددة، واتباع نصائحهم حول الاتجاهات الممكنة للبحث.
  • اختبار المشكلة المحددة: يمكن للباحث إجراء مناقشات مع زملاء العمل أو المشرفين لاختبار المشكلة المحددة، والتأكد من  مدى أهميتها ومناسبتها للبحث العلمي.

تحدد الأهداف البحثية الاتجاه العام للدراسة والمراد تحقيقه من النتائج. ووضع الأهداف البحثية يعتبر خطوةَ أساسيةَ في عملية البحث العلمي.

 

  1. وضع الأهداف البحثية

 يجب على الباحث وضع أهداف واضحة ومحددة للبحث، إذ تحدد الأهداف البحثية الاتجاه العام للدراسة والمراد تحقيقه من النتائج. ووضع الأهداف البحثية يعتبر خطوةَ أساسيةَ في عملية البحث العلمي، حيث توجه الأهداف البحثية جهود الباحث وتحدد النتائج المتوقعة من الدراسة. وفيما يأتي نوضح خطوات وضع الأهداف البحثية:

  • تحديد المجال البحثي: يبدأ الباحث بتحديد المجال البحثي الذي يرغب في دراسته، ويتأكد من أن الأهداف المحددة تتناسب مع هذا المجال وتساهم في تطويره.
  • تحديد النقص في المعرفة: يتمثل الهدف الأساسي للبحث في سد الفجوات في المعرفة أو زيادة المعرفة في موضوع معين. لذا يجب على الباحث تحديد النقاط التي لم يتم تغطيتها بشكل كافٍ في الأبحاث السابقة.
  • تحديد الأهداف الرئيسية: يجب أن تكون الأهداف البحثية واضحة ومحددة ومتناغمة مع المشكلة البحثية المحددة. ويتم تقسيم الأهداف الكبيرة إلى أهداف فرعية قابلة للتحقق.
  • الوضوح والدقة: يجب أن تكون الأهداف البحثية واضحةً ومحددة بدقة، ويمكن قياسها وتحقيقها خلال فترة زمنية محددة.
  • التوافق مع الموارد المتاحة: يجب أن تكون الأهداف البحثية قابلة للتحقيق بالموارد المتاحة للباحث، سواء كانت موارد مالية أو بشرية أو معدات بحثية.
  • الاستجابة لاحتياجات الجمهور المستهدف: يجب أن تتناسب الأهداف البحثية مع احتياجات الجمهور المستهدف للبحث، سواء كان الجمهور الأكاديمي أو الجمهور العام.
  • تحديد المعايير لقياس النجاح: يجب أن يحدد الباحث المعايير التي سيستخدمها لقياس تحقيق الأهداف البحثية، سواء كانت كميّة أو نوعية.

 

  1. تصميم الدراسة البحثية

 يشمل تصميم الدراسة اختيار الأسلوب البحثي المناسب وتحديد العينة وطرق جمع البيانات والمتغيرات المراد دراستها. وفيما يأتي نوضح خطوات عامة لتصميم الدراسة البحثية:

  • تحديد نوع الدراسة: يتوجب على الباحث تحديد نوع الدراسة الذي يناسب موضوع بحثه، سواء كانت دراسة تجريبية، أو تحليلية، أو غيرها.
  • تحديد المتغيرات: يتعين على الباحث تحديد المتغيرات التي سيتم دراستها وتحليلها خلال البحث، وتحديد كيفية قياسها بشكل دقيق وموثوق.
  • اختيار العينة: يجب على الباحث اختيار عينة تمثل السكان الأصليين للدراسة بشكل موثوق، وتحديد طريقة اختيار العينة بناءً على نوع الدراسة وأهدافها.
  • تطوير الأدوات والمقاييس: يتوجب على الباحث تطوير أو اختيار الأدوات والمقاييس المناسبة لجمع البيانات، وضمان صحتها وموثوقيتها.
  • جمع البيانات: يتم في هذه الخطوة جمع البيانات بحسب الأساليب والأدوات المحددة، مع الالتزام بالإجراءات الأخلاقية والقوانين المتعلقة بحماية المشاركين في البحث.
  • تحليل البيانات واستخلاص النتائج: يقوم الباحث بتحليل البيانات باستخدام الأساليب الإحصائية والتحليلية المناسبة، واستخراج النتائج الملائمة.
  • الكتابة والتوثيق: يتم كتابة التقرير النهائي للبحث، وتوثيق كافة التفاصيل المتعلقة بالدراسة بشكل دقيق وشافٍ.

 

  1. جمع البيانات وتحليلها

جمع البيانات وتحليلها هما مرحلتان أساسيتان في تصميم الدراسة أو البحث، ويتم جمع البيانات المطلوبة وفقًا للطرق والأساليب المحددة في تصميم الدراسة، وتسجيلها بدقة وموثوقية وتحليلها باستخدام الأدوات والتقنيات الإحصائية المناسبة للكشف عن العلاقات والاتجاهات.  وفيما يأتي نوضح كيفية جمع البيانات وتحليلها:

جمع البيانات:

  • اختيار الطرق والأدوات المناسبة: يجب على الباحث اختيار الطرق والأدوات الملائمة لجمع البيانات وفقًا لطبيعة الدراسة ونوع البيانات المطلوبة. ويمكن استخدام استبيانات، مقابلات، ملاحظات، أو قياسات مختلفة حسب الحاجة.
  • تطبيق الأساليب الموثوقة: يجب أن تكون عملية جمع البيانات مبنية على أساليب علمية موثوقة ودقيقة، ويجب على الباحث إتباع الإرشادات الموجودة في الأدوات المستخدمة.
  • الالتزام بالأخلاقيات: يجب على الباحث الالتزام بالمبادئ الأخلاقية أثناء جمع البيانات، مثل احترام خصوصية المشاركين/ والحفاظ على سرية المعلومات.

تحليل البيانات:

  • ترتيب البيانات: يتم تجميع وترتيب البيانات المجمعة بشكل منهجي، مما يسهل عملية التحليل لاحقًا.
  • اختيار الأساليب الإحصائية المناسبة: يجب على الباحث اختيار الأساليب الإحصائية الملائمة لتحليل البيانات، واستنتاج النتائج بشكلٍ دقيق وموثوق.
  • تحليل البيانات بشكل نقدي: يجب على الباحث تحليل البيانات بشكل نقدي ومنهجي، والبحث عن العلاقات والأنماط والاتجاهات البارزة.
  • تفسير النتائج: يقوم الباحث بتفسير النتائج بناءً على التحليل الذي قام به، وتوضيح مدى توافق النتائج مع الفرضيات المسبقة والأهداف البحثية.
  • تحليل الأخطاء والمفارقات: يجب على الباحث تحليل الأخطاء والمفارقات الموجودة في البيانات وتفسيرها بشكل دقيق، وتقديم التوصيات المناسبة للتغلب عليها.

 

  1. التفسير والاستنتاجات

يحلل الباحث النتائج ويفسرها بناءً على البيانات المحللة، ويستخلص الاستنتاجات التي تتبع من البحث. وفيما يأتي الخطوات التي يمكن اتباعها في تقديم التفسير والاستنتاجات:

  • تلخيص النتائج: يبدأ القسم بتلخيص النتائج الرئيسية التي تم الوصول إليها من خلال تحليل البيانات.
  • التحليل النقدي: يقوم الباحث بتحليل النتائج بشكل نقدي ومنهجي، محاولًا فهم معنى النتائج وتفسيرها بشكل صحيح ومنطقي.
  • التوافق مع الفرضيات والأهداف: يتمثل التحدي الرئيسي في تحقيق التوافق بين النتائج والفرضيات التي وضعتها الدراسة، وبين النتائج والأهداف التي حددتها.
  • تحليل الأثر والمعنى: يجب على الباحث تحليل أثر النتائج ومدى ملاءمتها للسياق البحثي، وتحديد معنى النتائج وتأثيرها على المجال البحثي.
  • التنبؤات والتوصيات: يمكن أن تشمل الاستنتاجات التوصيات المقترحة بناءً على النتائج، والتنبؤ بالتطورات المستقبلية في المجال البحثي.
  • التوجيهات المستقبلية: يمكن للباحث أيضًا تقديم التوجيهات المستقبلية للبحوث القادمة التي قد تبني على النتائج والمفاهيم التي تم تطويرها في الدراسة الحالية.
  • التقييم الشامل: يتمثل الهدف النهائي لقسم التفسير والاستنتاجات في تقديم تقييم شامل للبحث ونتائجه، وتوضيح ما إذا كانت النتائج تدعم الفرضيات الأولية وتحقق الأهداف المحددة أم لا.

أسس البحث العلمي

 التنبؤ بالتطورات المستقبلية في المجال البحثي من أساسيات البحث العلمي لدى الباحث.

 

  1. التدقيق والمراجعة

 ينبغي على الباحث مراجعة نتائج البحث والتأكد من صحتها وموثوقيتها، والتحقق من مطابقتها للأهداف البحثية والمنهجية. وفيما يأتي نوضح الخطوات التي يمكن اتباعها في هذا السياق:

  • تدقيق البيانات والمعلومات: يجب على الباحث التأكد من دقة وصحة البيانات والمعلومات المستخدمة في البحث أو الدراسة.
  • التحقق من الأساليب والإجراءات: يجب التحقق من مدى ملائمة وموثوقية الأساليب والإجراءات المستخدمة في البحث.
  • التحليل والتفسير الصحيح للنتائج: يجب على الباحث التحقق من صحة وموثوقية عملية التحليل والتفسير التي قام بها للنتائج. وأن تكون مدعومة بتحليل دقيق ومنطقي يتناسب مع أهداف البحث.
  • تحقق من المراجع العلمية والأدبية: يتضمن التدقيق أيضًا التحقق من مصادر المعلومات المرجعية والمراجع المستخدمة في البحث. والتأكد من صحة المعلومات.
  • التحقق من التنسيق والأسلوب اللغوي: يجب التأكد من التنسيق والأسلوب اللغوي المستخدم في البحث، بما في ذلك التدقيق اللغوي والنحوي والإملائي.
  • المراجعة النهائية للتنسيق والتنسيق البصري: ينبغي على الباحث إجراء مراجعة نهائية للبحث أو الدراسة قبل تقديمها، للتأكد من التنسيق البصري والتنسيق العام للمستند.

 

  1. نشر النتائج

 ينتهي البحث العلمي بنشر النتائج والمواصفات في الدوريات والمؤتمرات العلمية لتكون متاحة للمجتمع العلمي للاطلاع عليها. وفيما يأتي نوضح الخطوات التي يمكن اتباعها عند نشر النتائج:

  • كتابة التقرير البحثي أو الورقة العلمية: يبدأ العمل بكتابة التقرير البحثي أو الورقة العلمية وفقًا للقواعد والمعايير المعترف بها في المجتمع العلمي. ويجب أن تشمل الورقة مقدمة البحث التي تشرح الهدف من البحث، وطريقة التنفيذ، والنتائج، والتفسير، والاستنتاجات.
  • التأكد من دقة البيانات والنتائج: يجب التأكد من دقة البيانات المستخدمة في البحث، وصحة النتائج المقدمة، ومدى ملاءمتها للأهداف والفرضيات المحددة.
  • التحقق من الأدلة والتفسيرات: يجب أن تكون النتائج مدعومة بالأدلة القوية والتفسيرات السليمة، وأن تتوافق مع الأدبيات العلمية الحالية والنظريات المعترف بها في المجال.
  • التحقق من تنسيق الورقة العلمية: يجب التحقق من تنسيق وصياغة الورقة العلمية، بما في ذلك الهيكل العام، والتنسيق اللغوي، والمراجع المستخدمة.
  • استعراض الأقران: يتم إرسال الورقة العلمية إلى مجموعة من الخبراء في المجال لمراجعتها وتقديم الملاحظات والتوجيهات. ويهدف هذا الاستعراض إلى تحسين جودة الورقة وضمان مصداقيتها.
  • تقديم الورقة للنشر: بعد إجراء التعديلات والتحسينات اللازمة واستكمال عملية التحكيم العلمي، يتم تقديم الورقة للنشر في مجلة علمية محكمة وموثوقة.
  • متابعة التعليقات والاستفسارات: بعد نشر الورقة قد يتلقى الباحث تعليقات واستفسارات من الزملاء الباحثين أو القراء. يجب على الباحث التعامل مع هذه التعليقات بشكل احترافي والرد عليها بشكل مناسب.

 

تحدثنا خلال هذا المقال عن أساسيات البحث العلمي التي تشمل الاستنتاجات المبنية على الأدلة والبيانات، والتحليل الدقيق للنتائج، واستخدام المنهجيات العلمية في التجارب والدراسات. كما تتضمن الأسس الأخلاقية والمهنية التي توجه سلوك الباحثين في جميع مراحل البحث.