أثار الإعلان الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم في مصر، والذي يدعو الراغبين في التطوّع في مجال التدريس إلى التقدّم بطلب إلى الوزارة، موجة غضب في صفوف عدد كبير من المدرّسين المتعاقدين، الّذين رأوا أن الوزارة تحاول اليوم الالتفاف على وعودها لها بتثبيتهم في السلك التعليمي، من خلال إدخال متطوعين جدد إلى السك التعليمي، وقد انتشر بشكل كبير وسم #الحكومة_تهين_ال36ألف_معلم واستخدمه عدد كبير من المعلمين والعاملين في المجال التربوي، من الذين لم يعودوا الآن إلى مدارسهم، بسبب مماطلة وزير التربية بحسب رأيهم، الذي يحاول حرمانهم من الحصول على عقود عمل منصفة، ليعبّروا من خلال الوسم عن غضبهم من الإعلان الجديد، وليؤكّدوا على حقّهم في الحصول على التثبيت وقتالهم لأجله.
اعتبرت الكثير من التعليقات أن قرار فتح باب التطوع في السلك التعليمي يأتي على حساب العملية التعليمية و36 ألف معلم متعاقد
وفي أبرز التعليقات، أشار الناشط محمد صالح إلى أنه لم يحدث في أي دولة في العالم أن فتحت مجال التطوّع في مجال حساس كالتعليم حيث يتمّ تشكيل عقول الطلاب وتهذيبها، فلا يمكن لمن يعمل مجانًا أن يكون حريصًا على تطوير العملية التعليمية، وقال المدرّس عبد الرحمن أحمد، إنّه يرفض إهانة المعلم، التعليم، وأجيال الغد في مصر، ودعا إلى إنقاذ ما تبقّى من تعليم في مصر، بينما رأت سحر خلف أن دخول المتطوعين إلى سلك التعليم سيشكّل خطرًا حقيقي على المسار التعليمي، وخاصة في مجال الدروس الخصوصية التي اعتبرت أنها الهدف الرئيسي للمتطوّعين.
واعتبر المدرّس حسام مصطفى أن التعليم في مصر يضيع اليوم تحت مرأى ومسمع الجميع، وهو لن يقبل بأن تكون قرارات وزارة التعليم ضدّ مصلحة الدولة، فاستقرار المعلم من استقرار العملية التعليمية، وبالتالي من استقرار الدولة، فيما تساءل صبحي فاضل، وهو خريج كليّة تربية، إن كان نواب الأمة سيصمتون إزاء تجاهل وزير التربية المصري لمطالب 36 ألف معلم متعاقد، ومعهم 36 ألف أسرة مصرية، تنتظر قرار العودة إلى المدارس.
المدرّسة مها النعماني اعتبرت أنه لن يكون خير في أمة تهين معلميها، ولأمة ليس للتعليم فيها أية أهمية، فيما طلبت المدرّسة دينا صالح من وزير التربية والتعليم في مصر طارق شوقي التوقّف عن التعنّت والمماطلة، بحقّ المعلمين الـ 36 ألف من المتعاقدين، من خلال تثبيتهم وإعادتهم إلى مدارسهم، وتوقّفت المدرّسة فاطمة مسعود بدورها عند مفارقة أن وزارة التربية التي تفتح اليوم باب التطوع، تحارب من جهة أخرى الدروس الخصوصية، مع العلم أن معظم المتقدمين للتطوع، يطمعون بالأساس بالحصول على حصص تعليم خصوصي.
وضمن السياق نفسه، رأت المدرّسة مها جمال إن إعادة الـ 36 ألف مدرس إلى عملهم بعقود تحفظ كرامتهم، هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق العدل، إحقاق الحقّ وإنصاف المظلوم، كما هو الوسيلة لسد العجز الحاصل في الكادر التعليمي اليوم، وقال عبد الرحمن سالم أن الحكومة تحاول سدّ العجز في أعداد المدرّسين، من خلال زيادة عدد التلاميذ في الصف الواحد وصولًا إلى 70 تلميذًا، ما يعني أنها تقضي اليوم على التعليم حرفيًا.
المدرّس محمد السويفي قال إن الحكومة التي تقول إنها تسعى لتأمين الحياة الكريمة من المواطنين، تحرم اليوم 36 ألف مدرّس متعاقد من العودة إلى مدارسهم، فيما قال المدرّس محمد صالح إن وزراء التربية حول العالم يعدّون المسابقات بهدف دعم المعلمين، بينما وزير التربية في مصر يعدّ اليوم مسابقة التطوّع للنصب عليهم والالتفاف على مطالبهم.
اقرأ/ي أيضًا:
اتهامات لموظفين في المنظمات الإغاثية بالاعتداء الجنسي على النساء في الكونغو
تنديد واسع عبر منصات التواصل في البحرين بزيارة وزير الخارجية الإسرائيلي
